يكاد يكون علي النونو، مع مجموعة قليلة من رفاقه، الوحيدين الذين تدرجوا في لعب كرة القدم حتى وصلوا إلى الفريق الأول لأهلي صنعاء، ففي وقتهم كان ثمة مسابقات للفئات العمرية، على خلاف ما هو حاصل الآن. برزت موهبة علي النونو بشكل لافت منذ نهاية التسعينيات على الرغم من صغر سنه، وقصر قامته، فقد كان واضحاً حُسن امتلاكه للكرة عندما تكون في حوزته، عدا إجادة اللعب في منطقة جزاء الخصم معتمداً على حسه التهديفي، ومن ثم الأهم (الروح الوثابة) التي يلعب بها جميع مبارياته، سواء في صفوف الأهلي صنعاء، أو في صفوف المنتخب. لفت علي النونو الأنظار إليه بقوة عندما تم الاستعانة به للعب في صفوف اتحاد إب في مشاركة خارجية في مصر، وهو ما جعل عيون النادي المصري تستعين به كلاعب محترف في أول تجربة احترافية يخوضها اللاعب، غير أن الأمور لم تسر كما أراد لها علي، بل وراح البعض يشكك في قدرات اللاعب، وعدم أهليته للعب خارج اليمن. عند هذه النقطة بالذات؛ ظهرت القدرات الحقيقية للاعب علي النونو. كان واضحاً أن علي النونو يثق في قدراته كلاعب وأنه وصل إلى مرحلة (نضج فكري) جعله يقبل التحدي مع الآخرين؛ وقبل ذلك مع نفسه، حتى يثبت للجميع أنه لاعب موهوب، ويستحق أن يُشار إليه بالبنان، ولذلك راح يُطور من مستواه بمزيد من الجهد والمثابرة والالتزام. كانت المحطة الجديدة هذه المرة خوض تجربة احتراف جديدة في المريخ السوداني، لكنها اختلفت عن سابقتها المصرية، إذ أثبت الرجل علو كعبه في مضمار اللعبة، وصار عنواناً للنجاح في المريخ، ومن ثم توالت تجاربه الاحترافية وتنوعت، ومع تنوعها، كان واضحاً أن علي النونو يعتمد على التعامل مع الآخر بأساس من الصراحة التي قد تصل الى حد المجاهرة في حال وجد اللاعب نفسه محل (مراوغات) كما في حاله مع محسن صالح مدرب المنتخب الذي حاول التخلص من علي النونو بحجة أنه قصير القامة مع أنه كان في متناول محسن صالح استبعاد علي بداعي أنه لا يتوافق مع رؤاه الفنية مثلاً. كان النونو صريحاً مع نفسه، ولذلك كان صريحاً مع الآخر أيضاً حين رد على (أطروحات) محسن صالح بأنه تألق من قبل وهو بقامته القصيرة تلك ولم يشكو أحد منها بما في ذلك في تجاربه الاحترافية، ولذلك فرض عودته بصراحته وبمجهوده على أرض الملعب. ومشكلته الجديدة مع أهلي صنعاء والاتحاد العام لكرة القدم وقد رفضا إقرار انتقاله إلى وحدة صنعاء، ما كان لها أن تتخذ هذا المنحى الذي (جعل) الرافضين في (مأزق) حرج لولا أن الرجل يعي ما (عليه) وما (له)، ولذلك عندما شعر أن ثمة (مراوغات) ستعرقل انتقاله إلى وحدة صنعاء، رفع عصا صراحته في وجه الجميع بحثاً عن حقه وقد حاولوا انتهاكه، ولعمري هذا درس جديد يقدمه اللاعب وهذه المرة دون مقابل، بل قولوا (هدية) منه لمن أراد أن يكون محل احترام..!