برز معبد بلقيس «الشمالي» إلى السطح أخيراً. وعلمت «الجمهورية» من مصدر مطلع في الهيئة العامة للآثار بأن البعثة الألمانية العاملة في تنقيبات «صرواح» العاصمة الأولى لسبأ غرب مدينة مأرب، أزاحت - إلى جانب فريق يمني - النقاب عن معبد يقع شمالي معبد «الإله ألمقه» نهاية نوفمبر الفائت، يرجح أنه معبد بلقيس الشمالي. وأفاد المصدر بأن الجزء المكتشف حتى اللحظة من المعبد يشير إلى شبهه الواضح بمعبد «براقش - نكرح» وهو ذو طراز هندسي بديع، وأسفرت التنقيبات عن بروز أربع من درجات المعبد وعمود في الوسط، اضافة إلى أربعة أعمدة أمامية، اثنان منها مكسوران، والآخران لم يبق منهما سوى قاعدتيهما. وأغلب الظن أنها نفس الأعمدة التي ترد صورتها في كتاب «رحلة أثرية إلى اليمن» للمؤرخ المصري أحمد فخري الذي زار صرواح عام 48م قبل أن تطمر هذا الأعمدة كلياً. وفي التنقيات نفسها عثر على قطع برونزية عبارة عن رؤوس وعول صغيرة الحجم، ومباخر، وتماثيل غير مكتملة. على الصعيد ذاته أسفر مسح أثري لسهول ووديان مأرب «الواحة الخضراء» وجبل البلق القبلي عن منظومة الري الزراعية لحضارة سبأ التي استخدمت لتصريف المياه من السد الجنوبي، إلى جانب مقاطع الأحجار، ومبانٍ يعود بعضها إلى الفترة السبئية المبكرة أعلى جبل البلق القبلي. وتجرى حالياً دراسة كميات من الطمي والأتربة المتبقية التي يؤكد علماء الآثار بأنها مثلت أبرز عوامل انهيار السد، ولاتزال نتائج فحص العينات قيد الدراسة بعد عام من تسليمها للجانب الألماني. يذكر أن المبنى المستأجر لتخزين القطع واللقى الأثرية المستخرجة أثناء التنقيب في مديرية صرواح، لم يعد يتسع للمزيد، مادفع المنقبين للتفكير جدياً في استخدام حماماته لتخزين الفائض منها. ويوجد خمسة مخازن مماثلة في مدينة مأرب تتكدس فيها آلاف القطع عرضة للتلف، فيما يبقى إنشاء متحف عام للمحافظة فكرة مؤجلة وقيد التسويف.