ما زال موسم كرة القدم يراوح مكانه منذ سنوات. حتى الآن لم يبدأ دوران كرة الموسم الجديد ونعني بذلك دوري الدرجة الأولى لكرة القدم كونها المسابقة الأهم، وليس غيرها!، في حين يعلم الجميع أن أغلب مسابقات كرة القدم في دول من حولنا شارفت على الانتصاف وبعضها فعل ذلك منذ فترة. وعلى الرغم من أنه جاء في برنامج رئيس اتحاد كرة القدم أحمد العيسي الاهتمام بانتظام دوران كرة القدم من خلال تثبيت مواسمها، والاهتمام أيضاً بإقامة مسابقات حقيقية للفئات العمرية بمختلف فروعها، إلاّ أن (شيئاً ما) في هذا الإطار لم يحدث. قبل أسابيع، في خطوة أُصنّفها بالايجابية، تم تشكيل لجنة لبحث مخارج عملية لتثبيت الموسم الكروي والعمل على انتظامه، في (اعتراف) صريح على وجود وضع (غير سوي)، وضمت في عضويتها أسماء معروفة وبعضها لها تاريخ في اللعبة، ما يعني أن قيادة الاتحاد العام لكرة القدم تحاول العمل - هذه المرة- للخروج من دائرة إطلاق التصاريح في وسائل الإعلام التي أتحفتنا خلال الفترة الفارطة، والدخول، عوضاً عن ذلك، الى مرحلة يُراد لها أن تكون ذات فعل وليس قولاً وحسب. وفي انتظار ما يُمكن ملامسته على أرض الواقع على المدى القريب إذا ما قفزنا فوق سلبيات الفترة المنصرمة، لا يمكن إلاّ القول أن العمل المنظم في الاتحاد العام لكرة القدم، وفي أي اتحاد آخر، بإمكان أي متابع أن يلمسه، ذلك لأنه يظهر بسهولة للجميع؛ غير أن العشوائية كانت - وما زالت- السمة الرئيسة للعمل في هذا الاتحاد على الرغم من بعض الجهود التي يلمسها القريبون من مقر الاتحاد، لكنها لا تظهر في السياق العام. جميعنا يعلم أن أكثر الأمور ما زالت تُدار من قبل رئيس الاتحاد أحمد العيسي، في حين شهدت اللجان تغييرات كثيرة ابتداء من رؤسائها كرؤوس كبيرة، حتى يصل بك الأمر إلى أصغر الرؤوس. تنقل حسين الشريف مثلاً، وهو النائب الثاني لرئيس الاتحاد، من مربع لجنة المنتخبات إلى لجنة التسويق، دون أن يعلم أحد عن أسباب ذلك أو المبررات، كذلك فعل حسام السنباني إذ انتقل من لجنة التسويق إلى لجنة المنتخبات، وقفز جمال الخوربي إلى لجنة الحكام قاعداً على كرسي رئيسها، أما النائب الأول لرئيس الاتحاد الدكتور نجيب العوج فعاد إلى الواجهة رئيساً للجنة المسابقات، بعد أن كان وجوده في الاتحاد مجرد اسم على الهامش باستثناء تصريح وحيد أطلقه قبل بضعة أشهر مهاجماً قيادة الاتحاد، أما خالد الناظري كأبرز من أثير حوله لغط بسبب رئاسته للجنة المسابقات فأصبح خروجه منها أمراً مفروغاً منه بحسب مقربين من قيادة الاتحاد بغض النظر عن التسريبات التي تؤكد عودته الى الأضواء من جديد!، وهو أمر في الحقيقة غير ثابت، بيد أن الثابت ينحصر في أن أحداً - أياً كان- لا يستطيع القول متى يمكن الاستقرار، نهائياً، عند موعد ثابت لانطلاق واختتام دحرجة كرة القدم في بلادي، وما يزيد الطين بلة إنبراء عدد من المرتزقة والشحاتين للدفاع عن هذا الحال (غير السوي)، وتصوير الأمر، ببلادة، على غير حقيقته، بل والذهاب الى نقطة أبعد على أساس أن ما يحدث إنما نتيجة (فكر) منهجي..!