منذ إن ظهرت البسيطة إلى الوجود حملت على ظهرها الكثير من النباتات البرية والبحرية ولما ظهر الإنسان الأول كان همه التفتيش عن غذائه وكان النبات المصدر الأول لطعامه إلى جانب لحوم بعض الحيوانات التي استطاع صيدها وكان يعتري الإنسان الخوف والمرض وعدم الاستقرار،وخاصة حينما كان يصادف نقصاً في الإنتاج الزراعي العفوي إلى أن اهتدى إلى طريقة حرث الأرض وزرع بذور النباتات البرية والتي اعتاد التغذي عليها كما بدا بعد ذلك باستئناس أنواع من الحيوانات والطيور التي تصلح لحومها للطعام،فمنذ تفتيشه عن غذائه كان يهتدي إلى نباتات نافعة لشفاء الآلام والأمراض ونباتات مطهرة وشافية للجروح. مما يدل ذلك على أن النبات الطبي كان منذ أول العصور المصدر الأساسي للمداواة وكانت كمية النباتات الطبية التي تنمو بصورة عفوية كافية لسد حاجات المرضى،أصبح الاتجاه العالمي نحو استخدام النباتات الطبية بدلاً من المركبات الكيماوية للأدوية العلاجية سواء للإنسان أو الحيوان. وذلك لما آثبتت الآثار الجانبية للمركبات الكيماوية والتي قد تؤثر تأثيراً مدمراً على بعض الأجهزة الحيوية في الجسم مثل الكبد والكلى وبعض الخلايا مثل خلايا البنكرياس والطحال،وكذلك تأثيرها الواضح على الجهاز المناعي الذي يمثل التوازن الطبيعي في مقاومة الأمراض التي تصيب جسم الإنسان والحيوان. تعد النباتات الطبية والعطرية من أهم الثروات الطبيعية التي تزخر بها البيئة اليمنية، حيث تشكل جزءاً أساسياً من مكونات الغطاء النباتي. ولما كانت هذه النباتات وماتزال هي مصدر التداوي منذ الأزل فإن اليمن مستودع يتميز بكثرة وتنوع النباتات والعديد من العقاقير والتوابل والكثير من السلع والمنتجات التي راجت واشتهرت بها عبر العصور، والتي تمثل جزءاً من تراث وموروث المجتمع اليمني وتكتسب أهمية علمية وقيمة اقتصادية كبيرة. وعلى الرغم من يقين الحقيقة العلمية والاقتصادية والاجتماعية والإنسانية والثقافية الماثلة اليوم على صعيد العالم كله والمتعلقة بقضية الزيادة الرهيبة في عدد السكان، وازدياد التقدم الحضاري ،وكثرة وتنوع مشاكل الحياة وانتشار الأمراض والأوبئة ،والحاجة الكبيرة إلى الدواء والتوسع في استعماله،وبالتالي صعود أهمية المركبات النباتية،وتتضح الأهمية لهذه الثروة للدول المتعاظم الذي باتت تلعبه في تغطية الجزء الأكبر لاحتياجات الإنسان،وإلى ما تمثله من أهمية في الإنتاج الزراعي والصناعي ومورداً حيوياً واقتصادياً مزدهراً.جامعة عدن طور الباحة