أكد مدير إدارة المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة والري المهندس علي الصيادي أن لدى الوزارة توجهاً جاداً حول «الخبز البديل» وضرورة تغيير نمط الاستهلاك لدى المواطنين على المستوى المحلي جاء هذا في تصريحه ل«الجمهورية» التي قامت بإجراء العديد من اللقاءات مع الأكاديميين والمواطنين من عدة محافظات حول قابلية الناس للخبز البديل وأصناف الحبوب المصنعة لهذا الخبز وأسباب اتجاه المواطنين إلى القمح المستورد وتحدثوا أيضاً عن أهمية زراعة الأرض والاكتفاء الذاتي من الحبوب خاصةً مع ارتفاع أسعار القمح عالمياً. توجهات جادة نحو صناعة الخبز البديل مصدر رزقنا وكنز لايفنى يقول الحاج علي مقبل - مواطن - من أبناء الريف م/ تعز:- حقيقة لم يعد المواطنون وأبناء هذا الجيل يهتمون بزراعة الأرض كما كنا نحن في الماضي وأكاد أقول : إنهم لايحبون زراعة الأرض ويعتقدون أن العمل فيها شاق و......إلخ»، لذا تجدهم يتكاسلون عن زراعتها في الوقت المحدد ولايقومون بتسميدها ونجد المحصول في الآونة الأخيرة قليلاً جداً مقارنةً بالماضي وأعتقد أن الحبوب والقمح المستورد هو السبب الأول والرئيس الذي دفع بالمواطنين إلى إهمال أراضيهم خاصة وأن أبناء هذا الجيل يفضلون «الروتي، والرغيف» الذي يعجن بالدقيق والخبز المصنع من القمح وأراضينا لاتزرع هذا النوع من الحبوب وإنما تزرع «الدخن، الذرة، الغرب» وهو مايصنع منه الخبز الأسمر الذي عشقته منذ قديم الزمان مازالت إلى اليوم ولن أتخلى عنه مهما كلف الأمر ويفترض من أبناء هذا الجيل يحذون حذو آبائهم وأجدادهم وليس العكس، خاصةً وأن الفترة الأخيرة أثبتت أهمية زراعة الأرض لإنتاج الخبز البديل عن الروتي والرغيف فالقرص الروتي أصبح منافساً للقلم وسعره مرتفع جداً وكذلك الرغيف وهذا بسبب ارتفاع أسعار القمح الخيالية التي لن يستطيع المواطن توفيرها بسعرها الحالي والجدير بالذكر أننا قديماً لم نعرف «القمح» ولم نعيره أي إهتمام وكنا نعتمد على أراضينا وحافظنا عليها منذ زمن بعيد توارثناها عن آبائنا وأجدادنا الذين كانوا دائماً يحثونا على الاهتمام بالأرض كونها مصدر رزقنا وكنزاً لايفنى. إنتاج قليل جداً ويضيف الحاج علي بالقول: أتمنى أن يستطيع أبناؤنا الحفاظ على الأرض كما حافظنا عليها نحن لأن المواطن المهتم بزراعة أرضه بأي نوع من الحبوب من المؤكد أنه سيستغني عن القمح المستورد وسيوفر على نفسه اقتصادياً اضافة إلى الاستفادة الغذائية التي سيحصل عليها من خلال تناوله «الخبز الأسود» ورسالتي هي «ازرعوا الأرض ولاتتركوها وحافظوا عليها لأنها ستحفظكم من الجوع فنحن تربينا على هذه الأرض منذ الصغر» ويفترض على الدولة والجهات المختصة أن توفر للمزارعين كل مايحتاجونه من آلات ومعدات زراعية حديثة و.....إلخ، خاصةً أولئك المواطنون أبناء الأرياف الذين لايمكن أن نطلق عليهم مزارعين لأن إنتاجهم قليل جداً ولايوجد فائض بالنسبة لكل أسرة. الأصناف المستخدمة للخبز البديل يوافقه الرأي المواطن علي الخولاني.. من أبناء محافظة صنعاء ويشير بأن الذرة والشعير والقمح البلدي والقلال و......إلخ هي الأصناف المستخدمة لصناعة الخبز البديل الذي اعتاد عليه اليمنيون في الماضي وهو شخصياً يفضل الخبز المصنع من حبوب الذرة إلى اليوم وقال للصحيفة: «في السابق عاش الناس على هذه الأصناف التي كانت تزرع داخل البلد وكانت الدولة تعتمد عليه بشكل كبير ولكن القمح المستورد طغى على هذه الأصناف من الحبوب مما أدى إلى اتجاه المزارعين لزراعة القات ولكن مازال البعض يزرع «الشعير والذرة و.....إلخ» ولكن بكميات قليلة لذا نجدها فرصة لنوضح للمواطنين أن يبتعدوا عن القات ويتجه المزارعون لزراعة الحبوب ونعود كما كنا في الماضي للخبز البديل عن الروتي والرغيف ونستكفي ذاتياً من زراعة أرضنا». خبز الشعير محمد علي المدني هو الآخر مواطن من أبناء محافظة المحويت.. قال: إن أبناء محافظة المحويت يفضلون الخبز المصنع من القمح البلدي أو الذرة البيضاء أو الذرة الحمراء أو الدخن أو الغرب أو الدجر و.....إلخ، وكانوا يعتمدون على هذه الأصناف في السابق بشكل كبير جداً ويعتمدون على الزراعة والخبز البديل من وجهة نظر المدني هو خبز الشعير وبرم ذرة بيضاء وبرم ذرة حمراء لكن حسب قول المدني اتجه المواطنون مؤخراً إلى شراء القمح المستورد نتيجة لقلة الزراعة وعدم التشجيع من قبل الدولة ووصف المواطنون بأنهم حالياً في حالة غيبوبة بسبب ارتفاع أسعار القمح المستورد، موضحاً أنه من الضروري العودة للخبز الأسمر «الخبز البديل» ولكن هذا بحاجة إلى دعم الدولة للمزارعين للعودة إلى زراعة أصناف الحبوب التي كانت تزرع في الماضي، مؤكداً أن أبناء المحويت سيتقبلون الخبز الأسمر كونه وجبة أولية إلى وقت قريب وأنه شخصياً يستخدم نصف الاستهلاك من القمح البلدي والنصف الآخر مستورد. مأرب والفطير والخبزالأسمر في محافظة مأرب يصنع من حبوب الذرة الرفيعة كشكل أقراص غير لينة وفيها نوع من الصلابة ولونها يميل إلى البني وتستخدم في المنازل في طاوات خاصة «التنور» ولا يتم تصنيعها في الأفران هذا ماقاله المهندس فضل ناصر مسعود من محافظة مأرب وزاد بالقول: «أبناء المحافظة لايفضلون الخبز أو الروتي الموجود في معظم المحافظات وإنما القمح يخلط مع الذرة الرفيعة ويصنع منه الخبز الأسمر المحسن ذو الكمية المضاعفة وإن توجه أبناء المحافظة ينصب في انتاج محاصيل الذرة أكثر من أي محصول آخر». ونصح مسعود كافة أبناء الوطن والمزارعين بالتوجه إلى زراعة الذرة الرفيعة والدخن والذرة الشامية لإيجاد بدائل متعددة والاكتفاء ذاتياً من القمح. زميل مسعود وابن محافظته المهندس/ سعد الطليان - أشار أن «الفطير» هو الخبز البديل الذي يعتمد عليه المواطنون بشكل كبير داعياً وزارة الزراعة لدعم المزارعين ومكافأتهم لكي ينتجوا كميات كبيرة من حبوب الذرة وتعميمها على جميع أبناء الوطن. حلول أكاديمية الدكتور محمد علي الخولاني رئيس قسم المحاصيل الحقلية كلية الزراعة - جامعة صنعاء يقول حول الموضوع: استهلاك الحبوب بشكل عام كنا قديماً نعتمد اعتماداً ذاتياً على الذرة الرفيعة، والدخن، والذرة الشامية وقليل من القمح» لأن القمح لايتعدى انتاجه «100» ألف طن سنوياً واستهلاك الوطن الآن أصبح مرتفعاً والسبب الدخول التدريجي للقمح منذ الثورة حتى الآن وأدى إلى تغيير النمط الغذائي عند الكثير من المزارعين وحتى في المدينة أصبح «القمح» المحصول الأول الذي يستهلكه الناس وبالتالي تراجع استخدام الذرة الرفيعة والدخن وأصبح استخدامه محدوداً والقمح هو بالدرجة الأولى ويرى الخولاني أنه لتحسين العملية يمكن دراسة بعض المخاليط من الحبوب لإنتاج نوع من الأرغفة الذي يحتوي فيه الذرة الرفيعة والقمح وحتى الدخن وغيره وسيكون أفضل غذائياً واستهلاكاً أيضاً. وقال:- هناك مشكلة - مثلاً - الأفران الآلية في المدن لاتستخدم إلا القمح وهذا مقتصر عليها فالروتي الذي نستهلكه من السوق لايصلح إلا من القمح لكن لو غيرنا الذرة الرفيعة وهذه لاتصلح إلا أن تكون خبزاً «نوع أقراص» الذي يستخدم التنور لصناعتها. بالنسبة للأفران لم تجر إلى الآن أبحاث في عملية تحسين الأرغفة وخلط مخاليط مختلفة من الحبوب بحيث إن الذرة الرفيعة وهي المحصول الرئيس في البلاد تدخل في صناعة الخبز وتعمم على المدن والريف، وأرى أن المخاليط في البداية تكون فيها كمية القمح كبيرة وبعدها تنخفض تدريجياً «كمية القمح» وتزيد كمية الذرة الرفيعة. قيمة غذائية عالية وأضاف د. الخولاني بالقول: نلاحظ أن استيراد واستهلاك المواطنين للقمح أدى إلى تراجع الطلب على الذرة الرفيعة وتراجع المزارعين عن زراعتها، على سبيل المثال وتزرع الذرة الرفيعة في تهامة حالياً كعلف دون أن تصل إلى النضج لأن الحبوب أصبحت أسواقها قليلة وعليه الانتاج قليل جداً وقد كان انتاجنا لهذا الصنف أكثر من «500» ألف طن سنوياً الآن تراجع إلى «300» ألف طن وبالتالي إذا وجد لها طلب في السوق سيعود المزارعون لزراعتها وإذا تم خلطها مع أصناف أخرى لصناعة الرغيف من المؤكد أن ثمن الرغيف سيتراجع إلى النصف تقريباً مقارنة بأسعار القمح حالياً. والمعروف لدى الكثيرين أن محاصيل الحبوب محتواها من البروتين متدنٍ ولكن محتواها من النشأ عال جداً أضف إلى ذلك أن الأحماض الأمينية الضرورية محتواها قليل جداً؛ لذا فالرغيف قيمته الغذائية متدنية سواء كان من القمح أو الذرة الرفيعة أو الشامية وعليه يستحسن خلطها بحبوب من البقوليات لأن الخلطة تكون متكاملة وتعطي للرغيف قيمة غذائية عالية. رغيف الذرة مطلوب ويشدد د. الخولاني.. على ضرورة إجراء الأبحاث في عملية الخلط مابين الحبوب وغيرها ومن ثم تقييمها على مستوى محطات الأبحاث وتعميمها على المزارعين وقال: «هناك الكثير من القرى والمدن في عموم محافظات الجمهورية يفضل فيها المواطنون رغيف الذرة، المطلوب الآن تغيير نمط انتاج الرغيف العادي المصنع من القمح والروتي إلى أقراص مصنوعة من خليط الذرة الرفيعة والقمح وأنا متأكد أن الكثير من الناس سيتقبلون هذه الفكرة». الأراضي الزراعية وعن توفر الأراضي الزراعية يقول د. الخولاني: الذرة الرفيعة تزرع تحت ظروف الأمطار وتزرع في جميع أنحاء اليمن ابتداءً من سهول تهامة إلى المرتفعات المتوسطة والمرتفعات العالية، فهي متأقلمة على جميع الظروف المناخية الموجودة في اليمن ولكن الأصناف تختلف والذرة الرفيعة إلى جانب الدجر والذرة الشامية ممكن تزرع في أماكن مختلفة وأجواء مختلفة في اليمن ونحن الحمدلله ظروفنا متباينة ونستطيع أن نزرع هذه الأنواع المختلفة فيه مواسم مختلفة من الصناعات ويضيف بالقول:- صحيح أننا نعاني من شحة المياه؛ لهذا يفترض أن نركز على الذرة الرفيعة لأنها متحملة للجفاف أكثر من أي محصول آخر بما في ذلك القمح. ويفترض على الدولة تشجيع المزارعين على زراعة الذرة الرفيعة تحت ظروف الأمطار وأيضاً بذل الجهد في البحث عن الأصناف عالية الانتاجية المتحملة للجفاف وممكن تكون العالية الجودة من حيث القيمة الغذائية. تغيير نمط الاستهلاك - مثلاً - إضافة الذرة الرفيعة أو الشامية أو الدخن إلى الدقيق لصناعة الخبز المخلوط. وأوضح الصيادي أن الندوة ستنعقد خلال الأيام القادمة وسيتم إشهارها في كافة وسائل الإعلام وأن وزارة الزراعة وجهت بانعقاد دائرة مستديرة قبل الندوة يدعى لها المعنيون في وزارة الصناعة والزراعة والهيئة العامة للبحوث لطرح الرؤى وستبث عبر «التلفزيون» بهدف توعية المستهلك. 21% بروتين في الذرة الشامية وأشار الصيادي إلى أنه لاوجه للمقارنة بين الخبز الأسمر والخبز الأبيض من حيث القيمة الغذائية وبحسب الصيادي: الخبز الأسمر يحتوي القشور التي تحتوي نسبة عالية من البروتينات وبالتالي له قيمة غذائية لا توجد في الخبز الأبيض المستهلك حالياً. داعياً كافة وسائل الإعلام لنشر الفكرة وتوعية المواطنين وإظهار المزايا التي يتمتع بها الصنفان الخبز «الأبيض، الأسمر» وقال: «الإعلام معين بدرجة وبنسبة بما في ذلك الاعلام الزراعي ويجب أن يكون له دور في هذا المجال ومن الطبيعي أن يتقبل المواطنون وأصحاب المخابز هذا المقترح وكلما كانت الخلطة متعددة الأصناف كانت الضفة الغذائية عالية وقيمة ولكل محصول مكونات خاصة به - مثلاً - فيتامين «أ» موجود في الذرة الشامية ولايوجد في الذرة الرفيعة أيضاً تحتوي الذرة الشامية نسبة «21%» بروتين بينما الذرة الرفيعة تحتوي «6%» فقط لاغير». التركيز على الهضبة الشرقية وحول التوسع في زراعة الحبوب يقول مدير إدارة المحاصيل الحقلية: وزارة الزراعة أعدت دراسة شاملة للتوسع في زراعة الحبوب والمحاصيل الغذائية الأخرى والبقوليات وقد انتهت من إعداد الآلية التنفيذية للدراسة على المناطق الرائدة - الهضبة الشرقية - «حضرموت، شبوة، الجوف، مأرب» كون المساحات الزراعية فيها واسعة وبالإمكان الزراعة فيها على المستوى التجاري لوفرة المياه.