التقى رئيس المركز الوطني للوثائق القاضي علي أحمد أبوالرجال أمس الوفد التركي المكلّف بحصر القلاع والمنشآت العثمانية باليمن برئاسة أستاذ التاريخ والفنون الإسلامية بجامعة أنقرة البروفيسور نصرت جام. جرى خلال اللقاء استعراض التعاون بين البلدين الشقيقين في مجال تبادل المخطوطات والوثائق اليمنية العثمانية. وأطلع القاضي أبوالرجال الوفد التركي الزائر على نماذج من المباني والمنشآت العثمانية وكذا الصور التذكارية والوثائق التي يعود تاريخها إلى فترة الوجود التركي في اليمن. كما اطلع الوفد التركي على ما تحتويه المكتبة الخاصة بالمركز الوطني للوثائق، وتعرّف على عدد من المخطوطات والوثائق التاريخية العثمانية المدونة بالخط العثماني. وقد أعرب أعضاء الوفد عن إعجابهم وتقديرهم لما لمسوه من اهتمام كبير في الحفاظ على المعالم والآثار التركية التاريخية في اليمن وصيانتها من الاندثار. إلى ذلك اطلع الوفد التركي على المعالم الأثرية بصنعاء القديمة التي شيدت أبان الوجود التركي في اليمن، حيث تعرف خلال زيارته للمتحف الحربي على نماذج وصور مختلفة من بقايا التراث العثماني المتواجد في المتحف. واستمعوا إلى شرح من مدير المتحف العقيد شرف لقمان والمؤرخ اليمني مستشار وزارة الثقافة علي جارالله الهمداني عن مكونات المتحف وأقسامه المختلفة ودور العثمانيين في طرد البرتغال من جنوب اليمن. كما اطلع أعضاء الوفد على نماذج من الأسلحة العثمانية والمعدات الثقيلة لمجمع السلطان العثماني للصناعات الثقيلة، وشاهدوا المولد الكهربائي الذي كان يشغل المجمع بواسطة الفحم الحجري، وكذا العربات السلطانية ومنبر الجامع الكبير المصنوع من الخشب يعود تاريخه إلى 310 هجرية وقد تم ترميمه في عهد الوزير مراد باشا عام 984 هجرية. إلى ذلك تعرف الوفد التركي على مبنى مدرسة جمال جميل ومدرسة الوحدة والتي كانت قديماً تسمى بالقصر السلطاني العثماني بميدان شرارة، وكذا مبنى محمد راغب بميدان التحرير. كما قام الوفد بزيارة إلى مجمع الدفاع "العرضي" الذي كان يعرف بمقر قيادة الجيوش الإسلامية العثمانية باليمن، وطاف بأجنحة القيادة واطلع على المعالم التاريخية العثمانية والصور التذكارية التي تعود إلى عهد السلطان عبدالحميد الثاني عام 1301 هجرية، وتعرف على تاريخ نشأة العرضي وعلى جامع السلطان عبدالحميد ومئذنته التاريخية المنفردة في طرازها المعماري الحجري في اليمن وكذا النقوش والزخارف الإسلامية الفريدة إضافة إلى المنبر الرخامي العثماني لجامع العرضي وهو شبيه بمنبر جامع البكيرية ويعود تاريخ أنشائه إلى 1318هجرية. وزار الوفد حمام البخار السلطاني العثماني الذي أنشئ مع إنشاء جامع العرضي وبنفس نمط الحمامات البخار العثمانية، وقد شهد مجمع الدفاع "العرضي" عمليات ترميم لجميع معالمه التاريخية بتوجيهات من فخامة الأخ رئيس الجمهورية عام 2004م.