يعيش الشباب هنا حالة من الضياع الممتد والمتسع باستمرار..لا يدرك أغلب الشباب أهمية الوقت..وكيفية استغلاله بحيث يغدو الوقت هو المرتكز الأساس في الانطلاق نحو الغد بكل طمأنينة. مجالس القات!! يهدر كثير من الشباب الوقت في مجالس القات والتفرطة..حيث تمتد ساعات ما تسمى ب"الدكية" حسب المصطلح العامي من ثلاث إلى خمس ساعات يومية إن لم تمتد إلى أكثر من ذلك بكثير..وفي كثير أحيان تكون هناك جلستان عصرية وليلية..يهتم بها الشباب ويسعون للمحافظة على هذا التقليد في المناسبات الدينية والوطنية...الخ. يدرك الشباب اليمني جيداً ما يسببه لهم القات ومجالسه التي غدت من العادات والتقاليد..وليس من المستحسن الخوض في كوارثها،وبالذات حين يكون ذلك مع أحد الموالعة الشباب والمتعصبين جداً للقات ومجالسه. يخاطبك أحدهم بأنه ليس من العقل أن تمضغ القات أو تتعود عليه حتى..ولكنه في المقابل يمارس مع القات فعل حب غير عادي..تقف أمامه مذهولاً..وأمام عظمته تخر مغمياً عليك!.. أيمان غليظة! المولعي الشاب حين ينتهي من تخزينة يومه يبحث له عن زاوية في أحد أركان البيت للدخول في معمعة التفكير والسرحاااااااااان الذي يأخذه الى حدود أبعد مما نتصور.. يقضم أظافره..! يمارس عنفاً غير طبيعي مع شعره..لذا نجد أغلبية المخزنين يعانون من الصلع..كنتاج طبيعي لفاعلية القات الكبرى!. بعد لحظات تجده يقسم بأن لا يخزن غداً..وعندما يصحو من النوم لا يذكر سوى حق تخزينة اليوم!!..إنها مفارقة الأقدار.. المأساة ذات جذور موغلة في تعمقها..وتمكنها من شل قدرات المخزن الكبير/الصغير على حدٍ سواء.. بالعكس عن الجميع يسعى الشباب اليمني لقتل الوقت وتضييعه!!.. فالجميع يبحث عما يضيع له وقته..الطلاب يدرسون لتضييع الوقت 'وليس للتعلم،وبين الاثنتين بون شاسع!.. يتسكع الشباب في الشوارع لقتل الوقت أيضاً وتضييعه!!.. وكما القات هو مضيعة للوقت..الأكل أو بالأصح الثلاث الو جبات اليومية هي الأخرى مضيعة للوقت وأكثر.. ولكن الحقيقة تؤكد.. ليس ثمة ألعن من القات.. ليس ثمة أكثر إهداراً للوقت من القات.. وليس ثمة أكثر شيء يتعلق به اليمنيون من القات.. القات حيث الضياع الحقيقي..وحيث المأساة.. فوراء كل مأساة كبيرة قااااات حقيقي!