الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    عن الصور والناس    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    البيض: اليمن مقبل على مفترق طرق وتحولات تعيد تشكيل الواقع    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    رئيس كاك بنك يعزي وكيل وزارة المالية وعضو مجلس إدارة البنك الأستاذ ناجي جابر في وفاة والدته    اتحاد نقابات الجنوب يطالب بإسقاط الحكومة بشكل فوري    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأسلحة البيولوجية (البكتريولوجية)Biological Weapons
نشر في الجمهورية يوم 16 - 03 - 2008

منذ عام 1925، كان التصنيف الأول لتلك الحرب "الطرق البكترولوجية في الحروب" ولكن التصنيف الحديث للحرب الجرثومية شمل الحرب البكيتريه بالإضافة إلى عوامل أخرى غير بكتيرية وأطلق عليها جميعاً الأسلحة الحيوية (البيولوجية).
ولقد وضع قاموس الجيش الأمريكي تعريفاً للأسلحة الحيوية (البيولوجية) على النحو التالي:
"إدخال الكائنات الحية مضاداتها الحية السامة الهرمونات المنظمة لنمو النباتات لتسبب الموت، أو الإصابات في الإنسان والحيوان أو النباتات أو تكون دفاعاً ضد تلك الأفعال".
أما نشرة الجيش الأمريكي الحولية عام 1956، فقد وضعت الأسلحة الحيوية (البيولوجية) على هذا النحو:
"استخدام عسكري للكائنات الحية، أو منتجاتها السامة لتسبب الموت، أو العجز أو التدمير للإنسان أو الحيوانات الأليفة أو النبات وليست قاصرة على استخدام البكتريا بل تشمل أيضاً استخدام كائنات دقيقة أخرى ونباتات وأشكال أخرى من الأحياء كالحشرات" .
ومن هذا نستطيع أن نقول بأن الأسلحة الحيوية هي إحدى أسلحة الدمار الشامل، وتستخدم لقتل الأفراد، والحيوانات، وإصابة المزروعات، وتحدث الإصابة من الأسلحة البيولوجية التي تشمل الميكروبات المعدية، وسموم هذه الميكروبات.
والميكروبات المعدية أو المسببة للأمراض هي عبارة عن كائنات حية دقيقة تسبب الأمراض المعدية وهذه الميكروبات صغيرة جداً لدرجة أن نقطة واحدة من الماء قد تحتوي على مئات الملايين منها.
تقسم الميكروبات المسببة للأمراض حسب حجمها وخواصها إلى خمس أنواع رئيسية هي:
1 - البكتري 2 - الفيروسات 3 - الركتسيا 4 - الفطريات
5- وحيدة الخلية
الأسلحة الحيوية عبر التاريخ
إن استخدام الأحياء في الحرب للتعذيب أو الهلاك لقديم بقدم الخَلق، ولقد عذب المولى سبحانه وتعالى قوم فرعون عندما عصوا بأن أرسل عليهم الجراد، والقُمَّل، والضفادع، وفي هذا يقول المولى سبحانه « فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقُمَّل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوماً مجرمين» . ومن خلال التصفح للتاريخ العسكري نطالع العديد من الأمثلة على استخدام الأسلحة الحيوية في عام 1960، صدر عن مركز البحوث الكيماوي العسكري الأمريكي، إن الإنسان منذ عصوره الأولى، حاول أن يستخدم المواد الكيماوية، والأمراض الفتاكة، كأسلحة في الحرب. إلا أن ذلك لم يكن ممكناً إلا في القرن العشرين بعد أن حقق العلم ذلك.
لقد سطر المؤرخون قديماً، العديد من الشواهد التي حصلت قبل ألفي عام ق.م، إذ استعملت حواجز الدخان، والحرائق، والأبخرة السامة، التي تسبب الارتخاء والنعاس والتثاؤب. وفي عام 184 ق.م، استقدم "هانيبعل "، خوابي مملؤة بالثعابين، وألقاها على ظهور سفن أعدائه، مما أدى إلى ذعر البحارة وارتباكهم وبالتالي هزيمتهم، ومنذ ذلك الحين، أصبح تسميم مياه الشرب، والمأكولات، أمراً شائعاً في الحروب. ولقد استخدمت أسهل الوسائل لهذا الغرض، وذلك بإلقاء جثث الحيوانات والجنود المتعفنة في مصادر المياه التي يشرب منها الأعداء.
ففي عام 1155، احتل الإمبراطور "فريدريك بربوس"، مدينة تورنوتا Tortuna ، الإيطالية، بعد تسميم خزانات المياه فيها، وفي الحروب الصليبية جربت الحرب الجرثومية، إذ كانت جثث الموتى بالطاعون، ترمى في معسكرات المسلمين. ومن المؤكد إن الأوربيين المستعمرين، استخدموا الأسلحة الجرثومية ضد الهنود الحمر في أمريكا. فقبل وصول الرجل الأبيض من الأوربيين إلى أمريكا لم يعرف الهنود الحمر، مرض الجدري
Smallpox، ولم يكن لديهم مناعة طبيعية ضده، مما أدى إلى
موت الآلاف منهم. وتعمد الأوربيون توسيع انتشار هذا المرض بين الهنود الحمر، إذ أرسل قائد الحملة الإنجليزية السير جفري امهرست Sir Jefery Amherst، عام 3563، مناديل وأغطية من مستشفى العزل لمرضى مصابين بالجدري، إلى رؤساء القبائل الهندية، فكانت النتيجة انتشار هذا المرض بين جميع الهنود الحمر. وفي الحروب الأهلية الأمريكية، درج الخصمان المتحاربان، على تلويث مصادر مياه الشرب، قبل انسحابهم في أية منطقة ينزلون بها. ففي عام 1863، عندما انسحب الجنرال جونستون Jonston، من فيكسبرغ، وكان يلاحقه الجنرال شيرمن Sherman، ملأ البحيرات بجثث الخنازير، والحيتان. ومنذ بداية القرن العشرين بدأ القادة العسكريون، يهتمون اهتماماً متزايداً بالأسلحة الجرثومية، بعد أن عرفوا مقدرتها التخريبية الهائلة، حيث شهدت الفترة ما بين حرب البوير، والحرب العالمية الأولى، مؤتمرين متتاليين للسلام، عقدا في مدينة لاهيك، عام 1899، وعام 1907، اتخذت فيه الدول الكبيرة قرارات تمنع استعمال تلك الأسلحة، ولم تعارض تلك القرارات سوى الولايات المتحدة الأمريكية. ولكن جميع هذه التوقيعات كانت حبراً على ورق، ففي أول حرب اشتعلت بعد ذلك، وهي الحرب العالمية الأولى خان بعض الموقعين، وتراجعوا عن توقيعاتهم، واستعملت هذه الحروب على نطاق واسع من قبل الطرفين المتحاربين.
إن المعلومات عن الأسلحة الحيوية، وراء ستار كثيف من السرية والكتمان، حتى تسرب فيما بعد أن النازيين، بدأوا أبحاثا واسعة حول تطوير هذه الأسلحة عام 1936، لذلك حذرت روسيا عام 1938، بأنه إذا استعمل أعداؤها الألمان، أسلحة حيوية ضدهم فإنهم مستعدون تماماً لاستعمالها أيضاً على أرضهم نفسها. وفي عام 1940، أسست بريطانيا، مركز أبحاثها للأسلحة الحيوية، (البيولوجية) في محطة وزارة التموين في بورتن Porton، حيث قامت في عام 1941، بإجراء أول البحوث العملية بأن جهزت قنبلة مليئة بالجمرة الخبيثة Anthrax
Bomb، وألقتها في جزيرة جرينارد الأسكتلندية gruiinard ،
وكان من نتائجها أن أدت إلى موت العديد من الماشية، وإغلاق تلك الجزيرة كلياً عن التجوال، والسكن، حيث جراثيم تلك الجمرة، ما زالت باقية إلى اليوم، ويتوقع العلماء بقاءها وازدياد خطورتها لألف عام قادم.
ولقد كشفت حالياً، إحدى الكنائس في بريطانيا، التي تسعى إلى عملية نزع السلاح، عن بعض الوثائق السرية، ومفادها أن بريطانيا، كانت تخطط لهجوم جرثومي، على عشر مدن في الاتحاد السوفيتي، غداة الحرب العالمية الثانية عام 1946.
وفي عام 1941، تابعت الولايات المتحدة الأمريكية، المسيرة، حيث طلبت وزارة الدفاع، من الجامعات الوطنية للعلوم، تشكيل لجنة لدراسة الموضوع، ووضع الترتيبات المقبلة. فقررت اللجنة أن الأسلحة الجرثومية ممكنة، ومن هذا المنطلق أسس في عام 1942، أول مكتب لبحوث الحرب الحيوية، في وزارة الدفاع الأمريكية، وترأسه جورج مرك George W. Mrek.
وفي عام 1946، كتب المحرر العسكري بجريدة النيويورك تايمز الأمريكية "هانسون بولدوين Botuliinus Hanson " إن اليابانيين أجروا تجارب عدة على الأسلحة الجرثومية وحضروا قبل نهاية الحرب العالمية الثانية قنبلة مليئة بجراثيم "مرض الجمرة الخبيثة Anthrax، وقد كان لديهم معمل بحوث" قرب هربين Harbin في منشوريا، ينتج السموم والجراثيم إلا أن الروس استولوا عليه ونقلوه إلى بلادهم فيما بعد.
وفي عام 1955، كتبت صحيفة بونجي شونجو Bungi
Shungi ، اليسارية، أن اليابانيين كانوا يجرون تجاربهم على
الأسرى في الحرب وكانوا يحقنونهم بجراثيم مرض الطاعون، والتيفوس، أو إعطائهم مواد غذائية أو مياه ملوثة بميكروبات الكوليرا،. ثم اشتعلت الحرب الكورية فاتهم الصينيون، والكوريون الشماليون، أمريكا باستعمال الأسلحة الحيوية ضدهم. ودعيت اللجنة العلمية الدولية الأمم المتحدة للتحقيق وكانت تشمل علماء من السويد، وفرنسا، وإيطاليا، وروسيا، والبرازيل، وبريطانيا، وبعد دراسة مستفيضة وتقص للحقائق أوصت اللجنة بتقرير تقول فيه: "إن الشعب في كوريا والصين تعرض فعلاً لأسلحة جرثومية، وقدم التقرير في اجتماع في الأمم المتحدة عام 1952، ويذكر التقرير أن أشياء ملوثة بجراثيم الكوليرا والجمرة الخبيثة وبراغيث مصابة بجراثيم الطاعون وبعوضاً يحمل فيروسات الحمى الصفراء، وحيوانات قاضمة كالأرانب كلها قد استخدمت لنشر الأمراض الوبائية، المذكورة ولكن لم ينشر أي خبر عن مدى صحة انتشار أي من هذه الأمراض لا في كوريا الشمالية ولا في الصين.
ولقد اهتم العالم في هذه الأيام بمشكلة الأسلحة الحيوية واهتمت معظم الصحف اليومية كذلك بأبعاد هذه المشكلة فجاء فيها ما ملخصه أن سكرتير الأمم المتحدة قد تقدم بتقرير إلى الأمم المتحدة في الدورة الرابعة والعشرين حول أخطار هذه الأسلحة مشيراً إلى أكثر من خطر يهدد البشرية جمعاء وذلك للأسباب التالية:
1 - لا يستطيع أحد أن يتنبأ بخطر تلك الأسلحة إذا ما استخدمت على نطاق واسع.
2- مقدرة أية دولة على المضي في تطوير البحث الخاصة بتلك الأسلحة وذلك لعدم وجود أي نوع من الرقابة الفعالة حيث أنه من الصعب التمييز بين أن تكون البحوث الحيوية الجارية في أي معمل شرع فيها من أجل أعمال دفاعية أو شرع فيها من أجل أعمال عسكرية عدوانية.
3- تكاليف تلك البحوث ضئيلة جداً بالقياس إلى تكاليف البحوث الذرية.
4- إن سر الخطر الكبير الذي يهدد البشرية من استخدام الأسلحة الحيوية يكمن في كونها ذات أثر طويل وهي أشد خطراً على الإنسان إذ قد تكون هناك ميكروبات من الصعب وجود أمصال لعلاجها أو لقاحات للوقاية منها بجانب مقدرتها العالية على البقاء.
بناء القوى العسكرية الحيوية في العالم
1- الولايات المتحدة الأمريكية
أنفقت الولايات المتحدة الأمريكية ملايين الدولارات لتطوير الأسلحة الحيوية التي كان بعضها في طي الكتمان بين المعارضة والتأييد، حيث كان ممن بين صفوف العسكريين من يعتقد أن استخدام مثل تلك الأسلحة يتناقض مع الإنسانية لأن فيها هجوماً على المدنيين الأبرياء غير المحاربين بينما يصفها آخرون بأنها "الحرب الإنسانية" لأنها تقتل الكثير بل تعطل وتشل ويضيفون بأن الأسلحة الحيوية هي "الدواء الشافي" الذي سيعالج كل نزاع عسكري مقبل دون "تكاليف" وبدون "دمار". ولقد جاء في كتيب للتعليمات العسكرية الأمريكية عام 1954م في قوانين الحرب البرية ما نصه "تستعمل الولايات المتحدة الأمريكية أسلحة الغازات والجراثيم ضد الأعداء فقط عندما يستعملونها أولاً". ولكن لم يدم هذا النص طويلاً فقد أعيد طباعة هذا الكتيب مراراً حتى آل في النهاية إلى حذف المقطع الأخير من النص السابق.
أما كتيب الميدان وتحت عنوان "مبادئ القوات المسلحة في استعمال الأسلحة الحيوية والكيماوية والدفاع" فقد وضع قرار استخدام الأسلحة الحيوية في الحرب تحت صلاحيات رئيس الولايات المتحدة مباشرة دون القيادات العسكرية الذين ستصلهم الأوامر حسب التسلسل المتبع للقيادات ومن العجيب المدهش أن هناك ما يقارب خمس وسبعين جامعة منتشرة في سائر أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية وثمانية عشرة جامعة أخرى حول اليابان وأوروبا قد سخرت لمثل هذا الهدف بعد أن وقعت عقوداً واتفاقات مع وزارة الدفاع الأمريكية للعمل من أجل تطوير هذا المجال تحت ستار الدفاع.
وفي عام 1963م تناقلت وكالات الأنباء خبراً مفاده أن الولايات المتحدة الأمريكية زودت دول حلف شمال الأطلسي
NATO بصواريخ تحمل أسلحة حيوية وكان الخبر حقيقة.
عندما اعترف أحد القادة العسكريين الأمريكيين في عام 1966م أي قبل عام واحد من حرب الأيام الستة لمؤلف كتاب الكيماوية والحيوية (البيولوجية) "سيمور هرش" إن بعض الأسلحة الكيماوية والحيوية (البيولوجية) شحنت فعلاً لألمانيا الغربية ومن المعتقد أن كثيراً من أسرار الأسلحة الكيماوية الحيوية الأمريكية هي في متناول يد دول حلف الأطلسي.
2 - إسرائيل
اعترف أحد العلماء في جامعة "تل أبيب" "روبرت ليبو" في كتابه حيوانات الحرب بان إسرائيل استخدمت الأحياء ومنها الأسماك والطيور والكلاب للتجسس في جنوب لبنان للكشف عن أماكن الغواصات ومواقعها وبعض قطع القوات العربية المحاربة وذلك عن طريق جهاز إليكتروني بسيط يوضع على تلك الحيوانات ومن ثم يرسل موجات معينة يستقبلها جهاز آخر في مركز الاستخبارات العسكرية القيادية في تل أبيب. ولقد كشفت صحيفة الجمهور اللبنانية الصادرة في أبريل عام 1975م في عددها الرابع والعشرين تحت عنوان استخدام الحمام والأسماك والفئران في الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية ما يؤكد ذلك. وما لبث هذا المقال بكامله أن نشر فيما بعد على صفحات كتاب "الحيوانات والحرب" للمؤلف السابق الذي كشف فيما بعد عن حقيقة المخطط الإسرائيلي العسكري الرهيب عن كيفية استخدام تلك الحيوانات وقد بنى على أربع نقاط هي:
أ. الانطلاق :
وهي اللحظة التي عندها تنفصل الحيوانات المستخدمة كالحمام مثلاً عن وسيلة النقل التي استخدمت في جمعها وأمرها بالقيام بمهمتها للبحث.
ب. الإرشاد :
وهي العملية التي يتم بها بالفعل إيصال تلك الحيوانات إلى المناطق التي يراد البحث فيها.
ج. البحث :
تقصي الحقائق وجمع المعلومات من كافة المناطق التي أطلقت فيها لتجعل الهدف سهلاً وميسوراً.
د. التقارير :
وهو إعطاء خطة كاملة ومعلومات وافية بعد البحث عن أماكن تجمع الأفراد وعددهم وممتلكات الجيش العربي المحارب وذلك بواسطة ذبذبات معينة من الأجهزة المثبتة بالحيوانات إلى الأفراد المراقبين بواسطة أجهزة مقابلة في مناطق القيادة العسكرية.
ه. العودة :
وهي عودة الحيوانات مرة أخرى إلى نقطة البدء.
و. الهجوم بعد تحديد الهدف
3 - روسيا
لقد سعى الروس على أن تكون أخبارهم في مجال الأسلحة الحيوية في سرية كاملة وبعيدة عن التنقلات حتى تقصت الاستخبارات الأمريكية الحقيقة لبعض المعلومات من الأسرى والهاربين ولقد كان من بينهم أحد علماء النبات البلغاريين الذي هرب من مركز أبحاث حيوي في روسيا يقع على ساحل جزيرة الخزر ثم وصل إلى أوروبا عام 1951م وعند وصوله كتب تقريراً شاملاً أوضح فيه أن لدى الروس مركزاً عسكرياً للاختبارات الحيوية يعد أكبر مركز عالمي لإنتاج مثل تلك الأسلحة فيه مئات العلماء وآلاف العسكريين ويشتمل على أحدث المعدات للأبحاث المتقدمة. ولم يدم هذا طويلاً حتى كشف فيما بعد أن روسيا تملك مراكز أخرى هامة موزعة على أنحاء العالم ومنها ما يقع على البحر الأسود على بعد 250 ميلاً من الحدود التركية أخر يقع على بعد 120 ميلاً شمال الحدود الإيرانية. ومن ثم ازداد التوسع بأن أسسوا محطة مساعدة في بيونغ يانغ عاصمة كوريا وفيما بين عام 1945م 1950م أعادوا بناء وتشكيل اكبر ثلاث وحدات جرثومية من الوحدات اليابانية القديمة التي كانت عاملة في منشوريا. ولم تعد بعد هذا أخبار الأسلحة الحيوية في روسيا أسرار فلقد كشفت المخابرات الألمانية وتناقلت وكالة روتير بان المخابرات الغربية تدرس باهتمام أنباء عن إقامة الروس لستة مختبرات خاصة بالحرب الجرثومية في القوقاز.
4 - بريطانيا
يكفي اعتراف مجلة "الاقتصاديون" البريطانية Econ
omist في عام 1962م بأن بريطانيا تملك مركز أبحاث للحرب
الحيوية في بورتن داون Porton Dawn يعد من أحسن الخبرات الحيوية من حيث الأدوات والتجهيزات في كل أوروبا. لقد كان هذا في عام 1962م فكيف به الآن والصراع في سباق التسلح قائم.
5 - دول ليست هناك معلومات كافية عنها بل هناك إيحاءات تشير إلى عملها في هذا المجال.
أ. كندا: يقع مركز أبحاثها في "اوتاوا".
ب. ألمانيا الغربية : هناك تعاون وثيق بين ألمانيا الغربية وأمريكا في مجال الأسلحة الحيوية عن طريق NATO حلف الشمال الأطلسي.
ح. جنوب أفريقيا: تعاون بينها وبين الصين الوطنية.
د. بولندا :
و. السويد
حتى في مثل تلك الدولة المحايدة توجد برامج واسعة في المجال بدأت في نهاية الحرب العالمية الثانية.
موقف الرأي الدولي من الأسلحة الحيوية:
لقد حظيت الحرب الجرثومية بحوالي 20% من المعاهدات والقرارات الدولية فيما بين بروتوكول جنيف عام 1925م و "سولت2" وكذلك محادثات الحرب الاستراتيجية المحدودة عام 1979م التي تحد من انتشار الأسلحة وتحذر من استعمالها ولقد كان من ابرز تلك المعاهدات التي تخص الحرب الحيوية.
1. بروتوكول جنيف عام 1952 وهو يحرم استخدام وإنتاج الأسلحة الحيوية والغازات السامة آيا كانت على الإطلاق ولقد وقع من 48 دولة مشاركة ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية.
2. معاهدة الحرب الحيوية بين الشرق والغرب عام 1972. وتنص على منع استخدام الحرب الحيوية (الجرثومية) قطعياً وان مخزون جميع الدول من تلك الأسلحة يجب أن يدمره ويحرم على الإطلاق إنتاجها. ووقعت هذه المعاهدة من جميع الدول ماعدا فرنسا والصين، ولم يعلن في عام 1972م وكان يعتقد بأن جميعها قد دمر حتى ورد إلى الرئيس نيكسون (رئيس الولايات المتحدة في ذلك العام) أن مخزون الولايات المتحدة من تلك الأسلحة ما زال سليماً ولم يمس، ولكن العسكريين عزوا ذلك لأسباب فنية حفية. ولقد كانوا يصرون في قرارة أنفسهم عند توقيع تلك المعاهدة بأنها حتى لو قدر لهم أن يدمروا كل مخزونهم من تلك الأسلحة فان بإمكانهم أن يعيدوه للوجود مرة أخرى. لأن خبايا نواياهم ومخزونهم العدائي من تلك الأسلحة "التي من صفاتها النمو التكاثر في الظروف الملائمة" أخفيت عن الجهات الرسمية في معامل المستشفيات وفي المختبرات الجامعية بدعوى أنها مسخرة للأعمال الطبية السلمية.
هذه مجموعة صور حول الموضوع ولنا لقاء إن شاء الله في العدد القادم مع نوع جديد من أسلحة الدمار الشامل.* معيد كلية التربية قسم الكيمياء جامعة عدن
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.