معلمة الروضة مهنة غاية في الحساسية وتحتاج إلى خصائص شخصية وتدريب وتأهيل معين ودقيق، حيث إن معلمة الروضة تشارك مع الأسرة بشكل رئيس في بناء القاعدة النفسية والمعرفية الأساسية للإنسان ولايستطيع أي منا إنكار أهمية الخبرات التي يمر بها الإنسان في مرحلة الطفولة المبكرة وأثرها على حياته المستقبلية، فهو في هذه المرحلة يكون سريع التأثر بما يحيط به، لذلك فإن لرعايته في هذه المرحلة أهمية كبيرة ومن هنا تنبع أهمية هذه المهنة. وللأسف على الرغم من أهميتها وحساسيتها إلا أن فهمنا لسمو رسالتها يتقلص يوماً بعد يوم ولعل السبب في ذلك يعود إلى جهل الناس بمعظم مايتعلق بهذه المهنة من معلومات ويطال هذا الجهل أحياناً المعلمة نفسها فهي للأسف لا تعرف الكثير عن مهنتها وفي معظم الأحيان اختارتها مجبرة أو بالصدفة ممايجعلها غير مؤهلة التأهيل الكافي للقيام بعملها على أكمل وجه. من هي معلمة رياض الأطفال؟ المعلمة في روضة الشموع بعدن الأستاذة رضية شمشير تصف معلمة رياض الأطفال بأنها هي التي تقوم بتربية الطفل في مرحلة الروضة وتسعى إلى تحقيق الأهداف التربوية التي يتطلبها المنهاج مراعية الخصائص العمرية لتلك المرحلة، وهي التي تقون بإدارة النشاط وتنظيمه في غرفة النشاط وخارجها اضافة إلى تمتعها بمجموعة من الخصائص الشخصية والاجتماعية والتربوية التي تميزها عن غيرها من معلمات المراحل العمرية الأخرى. مرحلة رياض الأطفال وتضيف: هي مرحلة خاصة بالأطفال الصغار الذين أكملوا السنة الرابعة من عمرهم وهي تسبق المرحلة الإبتدائية أي تضم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين «4 6» سنوات ومدة الدراسة فيها سنتان، وتكون على مرحلتين وهما: الروضة: مخصصة للأطفال الذين أكملوا سن الرابعة من عمرهم. التمهيدي: الذين أكملوا السنة الخامسة من عمرهم. وتجري الدراسة فيها وفقاً لمنهج مقرر من وزارة التربية وينقل الطفل بعد انتهائه من هذه المرحلة إلى المدرسة الابتدائية حيث يسجل بالصف الأول الابتدائي. دور معلمة رياض الأطفال الدكتورة الجامعية نادية العقربي أستاذة علم النفس تحدد دور معلمة الرياض قائلة: تقوم مربية رياض الأطفال بأدوار عديدة وتؤدي مهاماً كثيرة ومتنوعة تتطلب مهارات فنية مختلفة يصعب تحديدها، فهي مسؤولة عن كل مايتعلمه الطفل إلى جانب مهمة توجيهية حول نمو كل طفل من أطفالها في مرحلة حساسة من حياتهم وتبدأ هذه المرحلة بالتخطيط وتستمر بالتنفيذ وتنتهي بالتقويم والمراجعة كما أن للمعلمة دوراً رئيساً في تطوير العملية التربوية لأنها على تماس دائماًَ مع الأطفال. ويمكن إجمال أدوار معلمة الروضة فيما يلي: دور معلمة الروضة كبديلة للأم: إن دور معلمة الروضة لايقتصر على التدريس وتلقين المعلومات للأطفال بل إن لها أدواراً ذات وجوه وخصائص متعددة فهي بديلة للأم من حيث التعامل مع أطفال تركوا أمهاتهم ومنازلهم لأول مرة وجدوا أنفسهم في بيئة جديدة ومحيط غير مألوف لذا فإن مهمتها مساعدتهم على التكيف والانسجام. دور المعلمة في التربية والتعليم: كما أن دورها يجب أن يكون دور المعلمة الخبيرة في فن التدريس، حيث أنها تتعامل مع أفراد يحتاجون إلى الكثير من الصبر والالمان بطرق التدريس الحديث. دور المعلمة كممثلة لقيم المجتمع: إضافة إلى ذلك فهي ممثلة لقيم المجتمع وعليها مهمة تنشئة الأطفال تنشئة اجتماعية مرتبطة بقيم وتقاليد المجتمع الذي يعيشون فيه وتستخدم الأساليب المناسبة. دور المعلمة كقناة اتصال بين المنزل والروضة: المعلمة أيضاً حلقة اتصال بين الروضة والمنزل فهي القادرة على اكتشاف خصائص الأطفال وعليها مساعدة الوالدين في حل المشكلات التي تعترض طريق أبنائهم في مسيرتهم التعليمية. دور المعلمة كمسؤولة عن إدارة الصف وحفظ النظام فيه:من أساسيات العمل التربوي للمعلمة توفير النظام المرتبط مع الحرية في رياض الأطفال وتعد الفوضى من أكبر المعوقات في العمل والمعلمة الناجحة هي التي تقوم بالجمع مابين انضباط الطفل وحريته وتشجع الطفل على التعبير الحر الخلاق في روح من حب الطاعة. دور معلمة الروضة كمعلمة ومتعلمة في الوقت ذاته:على معلمة الروضة أن تطلع على كل ماهو جديد في مجال التربية وعلم النفس وأن تجدد من ثقافتها وتطور من قدراتها متبعة الأساليب التربوية الحديثة. معلمة الروضة كموجهة نفسية وتربوية:تقوم معلمة الروضة بتحديد قدرات الأطفال واهتماماتهم وميولهم وتوجه طاقاتهم وبالتالي تستطيع تحديد الأنشطة والأساليب والطرائق المناسبة لتلك الخصائص والتي تميز كل طفل كما لابد لمعلمة الروضة من تحديد المشكلات التي يعاني منها الطفل والقيام بالتعاون مع المرشد النفسي في علاج تلك المشكلات واتخاذ التدابير الوقائية للطفل قبل ظهور مشكلات نفسية أخرى «مرتضى، 2001م». خصائص معلمة الروضة وتضيف الدكتورة العقربي خصائص وصفات شخصية اضافة إلى الخصائص والصفات المهنية ومنها: إن الصفة الأهم والمميزة التي يجب أن تتمتع بها معلمة الروضة هي حب الأطفال وحب مهنتها. القدرة على تقدير حاجات الأطفال وتمييز ميولهم وتقدير امكاناتهم فالمعلمة التي تستطيع إدراك تلك الخصائص تتمكن من الوصول إلى الأهداف التربوية بالارتقاء بنمو الطفل وتحقيق التكامل بين جوانب النمو المختلفة، والإلمام بعلم نفس الطفل للاستفادة منه في تحديد حاجات الطفل وعلم نفس الفروق الفردية كما يجب أن تكون لديها القدرة على تحليل سلوك الطفل والإلمام بطرق التواصل معه والإلمام بطرق مراقبة السلوك وأدوات الملاحظة المساعدة لها في التعرف على خصائص الأطفال وقدراتهم. القدرة على توجيه النشاط الذاتي للطفل وتقدير التوقيت المناسب للحصول على التعلم لأن الإسراع في إحدى عملية التعليم وعدم توفير الفرص وللتعلم الذاتي والاكتشاف يقلل من فاعلية التعلم الذي يحدث. الاستعداد النفسي والتحلي بالصبر في التعامل مع الأطفال والبقاء معهم لمدة طويلة تلاعبهم وتعلمهم وتتفاعل وتستمع إلى أفكارهم. الثقة بالنفس وتقدير الذات وحمل مشاعر ايجابية تجاه مهنتها وقدراتها وإدراكها لأهمية الدور الذي تقوم به بين التربويين حيث إن المشاعر التي تحملها معلمة الروضة تؤثر على العملية التربوية بالتالي تؤثر على الأطفال «مرتضى، 2001م». أن تكون لديها القدرة على إقامة علاقات اجتماعية ايجابية مع الأطفال والكبار «زميلات في العمل/أولياء أمور/ المسؤولين». أن تتمتع بالاتزان الانفعالي وأن تكون لغتها سليمة ونطقها صحيحاً. أن تكون سليمة الجسم والحواس، وأن تكون خالية من العيوب الجسمية التي يمكن أن تحول دون تحركها بشكل طبيعي، وبحيوية مع الطفل. أن تكون على خلق يؤهلها لأن تكون مثلاً يحتذى به، وقدوة بالنسبة للأطفال في كل تصرفاتها. أن تتمتع بالذكاء، ممايسمح لها بالإفادة من كل فرص التعليم، والتطوير المهني، بما يعود بالفائدة عليها وعلى الأطفال. أن تتمتع بالمرونة الفكرية، التي تساعد على الابتكار، وأخذ المبادرة في المواقف التي تواجهها وتمتلك الجرأة والاستكشاف والجرأة في المحاولة، والتجربة والقدرة على التأثير على الغير. كما يفضل أن تكون امرأة بدلاً من الرجل لأن غريزة الأمومة أقرب إلى مشاعر الطفل وحياته.