أثمرت عملية التنقيب الأثري في مدينة صرواح التاريخية بمحافظة مأرب خلال الموسم الأخير هذا العام عن اكتشاف نحو (95) قطعة أثرية يعود تاريخها إلى العهد السبئي. وقال مدير الآثار في مدينة صرواح صالح بن حسين الضمأ، لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ): إن القطع الأثرية التي عثرت عليها بعثة المعهد الألماني للآثار العاملة في معبد صرواح خلال موسمها هذا العام الذي استمر (37) يوماً، قد عثر على بعض منها في المعبد المجاور للمقة (إله القمر قديماً عند السبئيين)، الذي تم الكشف عنه أواخر العام المنصرم. منوهاً إلى أن القطع الأثرية تحتوي على تماثيل برونزية ولوحات جيرية نقشية عليها زخارف وكتابات حِميرية تشير إلى قدوم ممالك سبأ إلى إله المقة، ورسائل لملوك آخرين توحي بتبادل العلاقات والرسائل والهدايا تم ضمها إلى بقية القطع الأثرية التي يزيد عددها عن 2600 قطعة أثرية بمخزن (صرواح) الواقع أسفل معبد المقة، ليتم نقلها إلى المتحف الذي طال انتظاره.. مشيراًً إلى قيام فريق بعثة المعهد الألماني للآثار خلال هذا الموسم الذي بدأ العمل فيه (27 يناير المنصرم حتى 6 مارس) الجاري بتنفيذ عدد من الأعمال تمثلت في إعادة نصب ثلاثة أعمدة تاريخية من الحجر الجيري يصل طول الواحد منها إلى 8 أمتار، ويزن نحو (6) أطنان تم رفعها بالرافعات وذلك بعد ترميمها وتقويتها بأوتاد مخفية، بينما لا تزال ستة أعمدة أخرى ممددة على الأرض ومن المتوقع رفعها الموسم القادم في نهاية شهر ثمانية.. كما تم إجراء بعض الترميمات في البلاطات الأرضية لمعبد المقة ومواصلة التنقيب في المعبد المجاور للمقة نهاية العام المنصرم، حيث وجدت فيه مؤخراً أجزاء كبيرة من الأخشاب المحروقة تدل على أن المعبد تعرض لغزو أو هجوم احترقت فيه بعض أجزائه المبنية من الخشب. لافتاً إلى بطء عملية تنقيب وترميم البعثة الألمانية للآثار في صرواح، التي تقتصر العمل منذ عام 1991م على مراحل موسمية بمدة لا تزيد عن (37) يوماً من كل عام بحجة قلة الإمكانات المادية، التي ليست كفيلة بالعمل أكثر من (37) يوماً.