ارتفع إنتاج اليمن من القمح خلال العام الماضي بمقدار 29 ألف طن ليصل إلى 178 ألف طن مقارنة ب 149 ألف طن في 2006م، بنسبة زيادة 20 %. وأرجعت تقارير صادرة عن وزارة الزراعة والري هذه الزيادة إلى الإجراءات، التي تم تطبيقها في إطار الخطط الرامية إلى التوسع في زراعة محاصيل الحبوب الغذائية، وخاصة القمح لتحقيق الأمن الغذائي. وبحسب تلك التقارير فقد تمثلت هذه الإجراءات في تحقيق زيادة في توفير البذور المحسنة بنسبة 70 % خلال العام الماضي, وتفعيل النشاط الإرشادي الزراعي بين المزارعين ومساعدتهم في مكافحة الآفات الزراعية. وتسعى وزارة الزراعة والري من خلال البرنامج الوطني للتوسع في زراعة الحبوب الغذائية الذي شرعت بتطبيقه منذ نهاية العام الماضي إلى تحقيق معدلات نمو كبيرة على صعيد تحقيق الأمن الغذائي. ويشتمل البرنامج على ستة مكونات أساسية تتمثل في توفير البذور المحسنة والأسمدة الكيماوية، وتوفير الآلات الزراعية الخاصة بالحصاد، وتيسير عمليات الإقراض للمزارعين، وتنشيط دور الإرشاد والإعلام الزراعي وتطوير البحوث الزراعية. ووفقا لآليات البرنامج ستتولى المؤسسة العامة لإكثار البذور إنتاج بذور محسنة على مدى الست السنوات القادمة لتغطية 20 % من المساحة الزراعية الكلية من محاصيل القمح والشعير والذرة الرفيعة والشامية والدخن والبقوليات. كما ستتولى المؤسسة خلال الموسم 20072008م زراعة البذور الخام لمحاصيل القمح والذرة الرفيعة والشامية والدخن, بمقدار ألف و500 طن بذور قمح خام و260 طن بذور حبوب أخرى، بالإضافة إلى غربلة إنتاج بذور معتمدة نظيفة للقمح بكمية تصل إلى ألف و350 طناً و247 طنا بذور معتمدة لمحاصيل الحبوب الأخرى من الذرة الرفيعة والشامية والدخن. ومن ثم توزيع البذور خلال السنة الثانية للمزارعين بكمية 1350 طناً من بذور القمح المحسنة والمعتمدة و247 طنا من بذور محاصيل الحبوب الأخرى لتغطية 9 آلاف هكتار من مساحة زراعة القمح و12 ألفاً و700 هكتار من مساحة الحبوب الأخرى, إلى جانب زراعة بذور الأساس لإنتاج البذور المعتمدة التي سيتم توزيعها في السنة الثالثة. وتستهدف الخطة في السنة السادسة الوصول بإنتاج البذور المحسنة التي ستوزع على المزارعين من القمح إلى 3150 طناً لتغطية مساحة قدرها 21 ألف هكتار من إجمالي مساحة القمح و437 طناً من بذور الحبوب الأخرى لتغطية 21 ألفاً و600 هكتار من إجمالي المساحة المزروعة بالذرة الرفيعة والشامية والدخن. وسيتم التركيز في برامج إكثار بذور القمح على محافظات ( حضرموت, مأرب، صنعاء, الجوف, ذمار, إب ), فيما يستهدف برنامج إكثار بذور محصول الشعير محافظتي ذمار وإب, أما إكثار بذور محاصيل الذرة الرفيعة والذرة الشامية سيتركز في محافظات تعز والحديدة ولحج, وسيتم إكثار بذور الدخن في محافظة الحديدة. وبالنسبة لمكون الأسمدة الكيماوية التي تعد إحدى تقنيات زيادة الإنتاج من الحبوب الغذائية من وحدة المساحة، أشارت الخطة التنفيذية للبرنامج الوطني إلى أن وزارة الزراعة والري وضعت استراتيجية لاستخدام الأسمدة الكيماوية في زراعة الحبوب الغذائية بالاستناد على أسس علمية عدة منها التركيز على عنصري النتروجين والفسفور في زراعة القمح والمحاصيل الأخرى, وبما يسهم في خصوبة التربة وتطويعها لزيادة الإنتاج من محاصيل القمح والحبوب. وفي مجال الإقراض والتسليف الزراعي أكدت الخطة إن الإقراض سيلعب دورا بالغ الأهمية في تخفيف أعباء توفر السيولة النقدية لدى المزارعين ذوي الدخل المحدود لتشجيعهم على تبنى تقنيات استخدام الأسمدة، واستئجار آليات الحراثة والحصاد والدراس، إلى جانب استخدام تقنيات الري الحديث كوحدات الري الحديثة بالرش والتنقيط والتقطير. فيما يتضمن مكون الإرشاد والإعلام الزراعي ثلاثة حقول رئيسة تتمثل في الحقول الإيضاحية، وتدريب المزارعين والإعلام الزراعي بواسطة قنوات الإعلام. وتعمل الإدارة العامة للإعلام والإرشاد الزراعي مع مكاتب الزراعة والهيئات التنموية وأجهزة الإرشاد فيها على وضع برامج تفصيلية تتناسب مع خصوصيات كل محافظة بهدف إعداد وإقرار حزم التقنيات التي توصلت إليها البحوث بحيث يتم استيعابها في برامج الحقول الإيضاحية في مختلف المحافظات. وتتولى الهيئة العامة للبحوث الزراعية بحسب الخطة تنفيذ برامج بحثية مكثفة لاستنباط أصناف من الحبوب مبكرة النضج ومقاومة للجفاف مع التركيز على تحسين إدارة المحصول، وإدارة الموارد، وبالذات المياه في النظم الزراعية المروية بهدف زيادة الإنتاج من وحدة مياه الري المستخدمة. وتشمل آلية البحوث أيضا تنفيذ برامج مكثفة لتنقية الأصناف المحلية من محاصيل الحبوب والبقوليات المستهدفة بغرض توفير بذور نقية, إلى جانب دراسة تراكب المحصولية في مختلف الأنظمة الزراعية لتنويع زراعة الحبوب، وزيادة معامل استخدام الأرض الزراعية دون الإضرار بقاعدة الموارد. وتولي خطة البحوث برنامج ما بعد الحصاد لتحسين الخزن، وتقليل فاقد ما بعد الحصاد أهمية كبيرة، وبالذات الرغيف المركب أو المصنوع من أنواع متعددة من الحبوب بهدف تقليل الاعتماد على القمح في صنع الرغيف. يشار إلى أن إنتاجية القطاع الزراعي في اليمن من الحبوب الغذائية المختلفة بلغت 994 ألف طن خلال الفترة من مارس 2007م، وحتى مارس من العام الحالي.
