أضحت الرياضة النسوية في اليمن تحظى باهتمام ورعاية على كل الأصعدة لاسيما في الأعوام الأخيرة من عمر الوحدة اليمنية المباركة .. شهدت الرياضة النسوية تطوراً كبيراً واقبالاً كثيفا من الفتيات تجاه مختلف الانشطة الرياضية خصوصاً وان تلك الأنشطة تقام وفق قواعد لاتتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي وبما يتواءم مع عادات وتقاليد المجتمع اليمني المحافظ. والمتتبع للرياضة النسوية منذ ماقبل الوحدة يلحظ فرقاً شاسعاً ، فقد انتقلت من مجرد هوايات فردية لبعض الفتيات الى تنظيم نسوي رياضي فاعل في ظل الوحدة اليمنية المباركة وسعت وزارة الشباب والرياضة الى دعم الرياضة النسوية في اطار سعي الدولة لرفع مستوى المرأة في كافة المجالات واشراكها في بناء الوطن الى جانب شقيقها الرجل في عملية البناء والتنمية .. وأنشات الوزارة عام 2003م ضمن هيكلها العام ادارة عامة للمرأة لتحمل على كاهلها مسؤولية النهوض بمستوى الرياضة النسوية واستطاعت هذه الادارة خلال عمرها القصير ان تشرف على تنظيم عدد كبير من البطولات الرياضية النسوية على مستوى الاتحادات والفروع لتتسع خارطة برامجها لتشمل الكثير من الاندية الرياضية وكليات ومدارس البنات. وبهذا الخصوص تقول مدير عام المرأة بوزارة الشباب والرياضة نور الجروي ان ادارتها انشأت لجان رياضية نسوية في 14 محافظة ، مشيرة الى ان ادارتها تنظم ايضاً نشاطات ثقافية واجتماعية غير ان تركيزها الاساسي ينصب على الرياضة النسوية كونها محور مفقود داخل الوزارة حسب قولها. واوضحت الجروي في حديثها لوكالة الانباء اليمنية (سبأ) ان اهم ما انجزته ادارتها، انشاء الاتحاد العام لرياضة المرأة عام 2005م ونادي بلقيس الرياضي النسوي بصنعاء عام 2006م . ونفت وجود ازدواجية او احتكاك بين ادارتها واتحاد رياضة المرأة ، مبينة ان الادارة تقوم بالاشراف على الجهات المعنية بالمرأة كالاتحاد ومفوضية المرشدات ونادي بلقيس بالاضافة الى توسيع قاعدة الرياضة النسوية بينما يكمن دور الاتحاد في تبني اللاعبات في مجال الاحتراف .. وقالت ان اقامة البطولتين الاخيرتين مطلع مايو الجاري - احداها نظمتها الادارة والاخرى نظمها اتحاد رياضة المرأة - في وقت واحد كان مقصوداً ومدروساً بهدف تقييم الرياضة النسوية ومعرفة ما اذا كانت قد توسعت قاعدتها أم لا، كون اللاعبات المشاكات في بطولات الاتحاد هن انفسهن مشاركات في بطولات وانشطة الادارة .. واستطردت " حققنا هدفنا ووجدنا وجوها جديدة بالفعل من مختلف المحافظات بل ان بعض المحافظات شاركت بفريقين احدهما في بطولة الاتحاد والاخر في بطولة الادارة ، وتميزت البطولة الاخيرة بمشاركة محافظات جديدة كمأرب وعمران وصنعاء وتميزت فتيات محافظة ذمار في العاب القوى وهذا يشكل نصراً بالنسبة لنا " .. وعن جدوى تشكيل اتحاد رياضة المرأة بالرغم من وجود اتحادات متخصصة في الالعاب التي يمارسها الاتحاد ووجود لجان للنشاط النسوي في تلك الاتحادات قالت الجروي " الاتحادات لاتركز على رياضة المرأة ولاتتفاعل معها بالرغم من وجود دعم عربي ودولي لتفعيل رياضة المرأة فيها ، ما اضطرنا الى تشكيل اتحاد معني برياضة المرأة ، وأشيد هنا بتفاعل اتحادات كرة الطائرة والطاولة والشطرنج مع رياضة المرأة ". وحول نظرة المجتمع للرياضة النسوية أكدت الجروي تغير النظرة تجاه رياضة المرأة . واضافت " بدأ المجتمع يستوعب ان الرياضة النسوية ملتزمة بالدين الاسلامي والعادات والتقاليد ، لاننا نفرض على كل اللاعبات ارتداء الحجاب والثياب المحتشمة.. وأردفت " خطينا خطوات حذرة اوصلتنا الى هذا التقدم في الرياضة النسوية ".وبينت الجروي ان المرأة اصبحت تشكل 20 بالمئة من مجلس ادارة اللجنة الاولمبية والجمعية العمومية التابعة لها وتحتل منصب نائب رئيس اللجنة الاولمبية اليمنية .. ومساهمة من الحكومة في دعم رياضة المرأة أقر مجلس الوزراء في يناير 2005م مشروع دعم الرياضة النسوية الذي تقدمت به ادارة المرأة بوزارة الشباب والرياضة والبالغ تكلفته 200 مليون ريال ويهدف إلى خلق بنى تحتية خاصة بالرياضة النسوية . وقالت مدير عام المرأة " حصلنا في البداية على 635 ألف دولار كمنحة يابانية واشترينا بها ادوات وآلات للرياضة النسوية وزعت على المحافظات عبر اللجنة الاولمبية وسعينا الى ادخال مادة التربية البدنية كمادة اساسية في المناهج المدرسية لاننا لانستطيع الانطلاق الا عبر المدارس التي تشكل بنية تحتية بالنسبة لنا.. واشارت الى ان ادارتها تسعى الى انشاء بنى تحتية للرياضة النسوية عبر الصندوق الاجتماعي للتنمية ومشروع الاشغال في بعض المحافظات التي تشكل ملتقى لعدد من المحافظات المجاورة بهدف خلق جيل رياضي نسوي قادر على العطاء والمنافسة ورفع علم اليمن عالياً في المحافل الخارجية .. وبينت الجروي ان ادارتها نفذت منذ فبراير 2004م ، 50 نشاطاً رياضياً وثقافيا شملت سبع مشاركات خارجية واقامت العديد من الفعاليات والبطولات والدورات المدرسية بالاضافة الى 8 دورات تدريبية وتأهيلية في التربية البدنية وعدد من الالعاب.. وعن الصعوبات التي تواجه الرياضة النسوية اوضحت مدير عام المرأة ان نظرة المجتمع ماتزال تشكل عائقاً بالرغم من ارتفاع مستوى الوعي بأن الرياضة النسوية متقيدة بتعاليم الدين الاسلامي ، كما ان الامكانيات والدعم المخصص للرياضة النسوية ضعيف جداً ولايشكل واحد بالمئة من مايوجه لرياضة الذكور. واضافت " من الصعوبات أيضاً ضعف تعاون أغلب الاتحادات الرياضية ، كما ان خطة الادارة لاتسير وفق ما أعد لها لغياب الرعاية الرسمية أحياناً ، وهناك ألعاب لاأحبذها للفتاة لأنها لاتناسب طبيعتها ولاتراعي خصوصيتها وخصوصية المجتمع".وفي هذا الصدد يسعى الاتحاد العام لرياضة المرأة الى توفير كافة متطلبات الرياضة النسوية من خلال اقامة فعاليات رياضية واعداد منتخبات وطنية وتأهيل وتدريب الكوادر النسائية الرياضية في كافة المحافظات بما لايتعارض مع تعاليم الشريعة الاسلامية وعادات وتقاليد المجتمع.. واستطاع الاتحاد منذ انشائه في 25 مايو 2005م تنظيم عدد كبير من البطولات المحلية بمشاركة واسعة تزداد مع مرور الزمن ولفئات عمرية متعددة في عدد كبير من الالعاب شملت كرة الطائرة، كرة السلة، العاب القوى ، الشطرنج، الجودو، تنس الميدان، كرة الطاولة، كرة اليد، كرة القدم الخماسية، العاب القوى، التايكوندو، الكاراتيه، الجمباز والجودو. وحسب امين عام اتحاد رياضة المرأة هدى الحيدري فإن الاتحاد حرص على جانب التدريب والتاهيل من خلال تنظيمه لعدد كبير من الدورات المحلية لبعض الالعاب ومشاركة كوادره في دورات تدريبية خارجية بغية رفع مستوى الرياضة النسوية في اليمن.كما حقق الاتحاد عدداً من الانجازات على المستوى العربي والدولي خصوصاً في لعبة الشطرنج عن طريق اللاعبة نظمية عبدالسلام التي ترأس الاتحاد حيث حصلت على لقب استاد اتحادي في اولمبياد الشطرنج العالمي في ايطاليا واحرزت ذهبية الطاولة الرابعة وفضية افضل انجاز وبرونزية فريق المركز الثالث في بطولة الأندية العربية للسيدات بعدن عام 2006م.كما احرزت ميدالية برونزية في دورة الالعاب العربية التي احتضنتها مصر العام الماضي وبرونزية في بطولة الفرق العربية الاولى للاناث للشطرنج بتونس 2007م.فيما حصلت اللاعبة مدى الشريف على برونزية الطاولة الثانية واللاعبة مدى الشريف على برونزية الطاولة الاولى وفي الطاولة الثالثة حصلت الناشئة امل جميل على برونزية الفريق في بطولة الاندية العربية للسيدات بعدن. وفي لعبة الجودو حصلت اللاعبة ريم عتيق على ميدالية افضل لاعبة في البطولة العربية للشباب للجودو التي اقيمت في سوريا .وفي العاب القوى احرزت فاطمة عبدالله سليمان الميدالية الذهبية في سباق 400 متر حواجز بالملتقى الآسيوي الأول لشابات ألعاب القوى الذي شاركت فيه تسع دول آسيوية واحتضنته الاردن ابريل الماضي فيما أحرزت العداءة سوزان عبدالله الزهيري برونزية نفس السباق.وحققت العداءة هناء السروري الميدالية البرونزية في سباق 200 متر موانع وبلقيس أحمد شرف الدين فضية سباق 1500 متر وكانت مفاجأة البطولة لصغر سنها الذي لا يتعدى (11) عاماً. كما استطاعت الرياضة النسوية تحقيق عددا من المراكز المتقدمة في بعض البطولات العربية التي استضافتها الاتحادات الرياضية اليمنية كالجودو وكرة الطاولة.. ويشارك الاتحاد في وضع الاستراتيجية الوطنية لرياضة المرأة بالتنسيق مع لجنة المرأة والرياضة باللجنة الأولمبية والجهات المهتمة والعاملة برياضة المرأة . وتهدف هذه الاستراتيجية الى توسيع مشاركة المرأة في الرياضة والقيادات الرياضية وتأهيلها لتستطيع تمثيل اليمن بصورة مشرفة خارجياً وتحقيق نتائج تنافسية.ويسعى الاتحاد ضمن خططه المستقبلية الى تنظيم بطولات عدة في مختلف الرياضات وبمشاركة اكبر عدد من اللاعبات في مساهمة فاعلة منه لنشر الألعاب الرياضية النسوية في اوساط الفتيات ويتم ذلك في صالات ومنشآت مغلقة ومعزولة عن الانظار. الى ذلك يرى الاستاذ المحاضر بالمعهد العالي للتربية البدنية والرياضية بصنعاء الدكتور علي ابراهيم النعيمي في احدى دراساته عن رياضة المرأة ان من اهم أسباب انتشار رياضة المرأة، التوسع في التعليم وفتح المدارس في المدن والقرى ومشاركة المرأة في ممارسة الرياضة المدرسية بالاضافة الى زيادة عدد الفتيات في مجال التعليم الجامعي.ويضيف الدكتور النعيمي ان من اسباب ازدياد انتشار رياضة المرأة المؤسسات والاندية والمراكز الرياضية والشبابية وكليات ومعاهد التربية الرياضية وانتشار نزعة الرشاقة واللياقة البدنية والمحافظة عليها من خلال ممارسة الرياضة
