أكد وزير الإعلام حسن اللوزي حرص اليمن على أن يكون قانون الإعلام السمعي والبصري من أكثر القوانين العربية تطوراً. وقال في كلمته أمس في افتتاح أعمال الدورة ال 14 لمجلس وزراء الإعلام العرب بالقاهرة: إن اليمن الذي وطن التعددية السياسية والتعددية الصحفية سيوطن قريباً التعددية الإذاعية والتلفزيونية. وأشار إلى خطوات اليمن في هذا الصعيد وقال : إن الحكومة اليمنية وجهت بالاستفادة من وثيقة المبادئ المنظمة للبث الفضائي والإذاعي والتلفزيوني والاسترشاد بها في العمل الإعلامي و بخاصة في صياغة القانون الخاص بالإعلام السمعي والبصري الذي تحرص اليمن على أن يكون أكثر القوانين تطوراً . وأوضح أن مجلس الوزراء شكل لجنة من وزير الإعلام ووزير الشئون القانونية ووزير الاتصالات وتقنية المعلومات و كلفها بهذه المهمة إدراكاً و إيماناً بأن هذه الوثيقة العربية الهامة لم تأت من فراغ وإنما اعتمدت على الوثائق والقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بما تمثله من رؤية شاملة للمصالح العليا للوطن العربي، و كافة الوثائق التي تستهدف تحديث وتطوير العمل العربي المشترك.. مؤكداً أنه لا معنى لهذه الوثيقة إذا لم تعتبر موضع التزام الدول العربية من الناحية القيمية والمهنية والأخلاقية و كرؤية عربية للتشريعات التي يمكن إعدادها وصياغتها وإصدارها في هذا المجال..و أردف : إن جانباً كبيراً من الحوار والمناقشة التي جرت ومازالت تتولى لهذه الوثيقة يعبر عن اليقظة وجدية المتابعة وتقديم رؤية واضحة وبخاصة ممن يقرأها وله صلة بها، لكن الجانب الآخر من ذلك فهو يمثل ضجة خاوية من الجدوى ؛لأنه يطلق أحكاماً عامة مبنية على مخاوف لا قبل لها في الحياة الإعلامية المعاصرة وفي زمن الشفافية واتساع رقعة ممارسة الحرية في القرية الكونية الصغيرة. وقال : إذا كانت الحرية هى فطرة الله التي فطر الناس عليها فإن الخوف من القيود على الحرية يعتبر أيضاً شعوراً فطرياً غير أن الذين يؤمنون بأن الحرية العظيمة تتطلب مسئوليات كبيرة و خطيرة ووعياً بوظيفة الأعمال التي يقومون بها لا يمكن لهم أن يقعوا فريسة المخاوف الكاذبة ، ويتوهموا إمكانية إغلاق الفضاء الحر اللانهائي والأجواء الطليقة !!.. فالحرية قادرة أن تدافع عن نفسها. وأشار الوزير إلى أهمية تبني نوع من الحملات الإعلامية التي يتم فيها التنسيق على مستوى الرؤية للمضمون الذي يتعين طرحه والتأكيد عليه من واقع الوثائق والأدبيات التي التزمنا بها.. وكذا الاتفاق على موعد زمني محدد في صورة أسابيع مخصصة يتم فيها التركيز على تناول مبادرة السلام العربية في كافة الوسائل الإعلامية العربية.. وتحديد واختيار الأسبوع الأول من شهر أغسطس لتناول الدعوة إلى إخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.. بينما الأسبوع الأول من شهر سبتمبر، والذي سوف يصادف شهر رمضان لتناول موضوع حوار الحضارات.. والثقافات والديانات.. ونوه إن مثل هذا التنسيق والتعاون الجاد سوف يحول الوسائل الإعلامية العربية إلى مدارس جماهيرية قادرة على صنع الاندماج والتفاعل مع الموضوعات التي يمكن تناولها والتحاور حولها فيما يشبه الدورات التنشيطية الفكرية والسياسية والإعلامية.. وقال : إنها تجربة جديدة تجعلنا ننشغل في أسبوع واحد من كل شهر بواحدة من تلك القضايا بالغة الأهمية، ولنترك للإخوة الخبراء باللجنة الدائمة للإعلام العربي والإدارة العامة للإعلام في الجامعة العربية وضع الجداول بالمواضيع، وفيما يشبه الخرائط البرامجية، وبما يؤكد عملياً أننا نعيش في بيت واحد.. وتحت إدارة واعية مشتركة لذلكم البيت.. وأضاف : هناك أساليب عديدة يمكن أن تكفل النجاح النسبي لهذه التجربة و خاصة إذا أوكلنا لواحدة من وزارات الإعلام العربية إدارة حركة النشاط الإعلامي المطلوب مع واحدة من القضايا المحددة في قراراتنا وإعداد الأوراق بالأفكار الرئيسة المتعلقة بها؛ وذلك بهدف التطبيق الأمثل لما تضمنه البند الأول من قراراتنا في هذه الدورة على سبيل المثال. واعتبر إنجاز النظام الداخلي للجنة العربية للإعلام الإلكتروني هو أقصى ما يستطاع في هذه المرحلة برغم الإنجازات الهائلة التي يحدثها هذا الإعلام مع مرور الزمن المنتج. وقال : إننا على مشارف زمن سوف يصبح متاحاً أمام كل فرد على هذا الكوكب مؤسسة إعلامية بكاملها مع امتلاك الحاسوب والتمكن من علومه وفنونه.. حيث لم يعد يتوقف هذا الأمر عند حدود المدونات الشخصية طالما صارت مطلقة ومفتوحة كعرين للمواجهة. و أعرب اللوزي عن خشيته من أن تصطدم الأعمال الفردية بالكيانات الإعلامية التقليدية أن تستغل الحرية الشخصية والرغبة الجامحة في تحقيق الذات في صراع الأفراد و الجماعات و الأفراد في مواجهة الآخر ومواجهة كل تحديات الحياة، بما قد يؤدي إلى فوضى عارمة في الفكر و الرأي ، وأكد أن تحديات قوة الحاسوب وجبروت خيال الفرد قد تنتج حياة أخرى مغايرة لكل شيء في الحياة القائمة داخل أروقة و ساحات الشبكة العنكبوتية.. وهذا ما يتعين أن ننظر إليه بالحذر الشديد.. ولمصلحة الإنسان والبشرية جمعاء أولاً حتى لا نجدها طفرة واحدة تفيض من كل الجنبات. منوهاً بأنه قد لا يمكن قياس هذا المحتمل بكل أشكال الإبداع والفكر.. والأدب والفن.. فالإعلام الإلكتروني وجد ككائن أسطوري ولكنه حقيقة داهمة ربما تستعصي على كل ترويض!! وأكد وزير الإعلام أن العمل الإعلامي قادر بالإمكانات والقدرات المتاحة أن يحصن الحياة العربية من الانتهاكات التي يتعرض لها الإنسان كل يوم.. وبخاصة في ثقافته ، وفي تكوين رأيه، وغسيل ذهنه.. وبساطة هذا الأمر يتعلق بارتباط العمل الإعلامي بالقيم والمبادئ العربية المتفق عليها، والتي يؤمن بها الجميع. وقال : إننا بثقافتنا العربية نمتلك كامل القوة المعنوية التي يمكن أن نواجه بها عاتيات الثقافات الأخرى وبأن نجعل الفكر هو الذي يقف نداً لكل تيارات الفكر الأخرى و الأمر ذاته بالنسبة للأدب، ويكون الفن سلاحاً نافذاً في حماية فنوننا في مواجهة التشويه و المسخ والاستلاب، وبثقافتنا وانطلاق كل مواهب الإبداع والتجديد والتحديث فيها. و استطرد : نحن لن نحرث في الفراغ، وسوف نسقي زرعنا بغيوث القيم السامية التي نؤمن بها وجئنا منها.. ولسوف تمكننا من الانتصار على كل عذابات التخلف والاضمحلال والموت.. وسوف نمضي في تمثلنا لإيمان عميق بأننا في هذه الحياة الدنيا الفانية أصحاب رسالة سامية لابد لنا من أن نؤديها لنبقى شركاء في تقدم وازدهار العمارة وفي صنع وتجديد الحضارة، ولنا مايؤهلنا لذلك لأننا نأتي من الخصب القديم الأصيل إلى الظفر الجديد المقتدر.