أكد وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي أهمية وجود رؤية عربية موحدة تتضمن قواعد تشريعية متكاملة تتصدرها المعايير الأخلاقية لتحصين مهنة الإعلام وترقية العمل الإعلامي العربي بوسائله المختلفة. وقال اللوزي في كلمة بلادنا التي ألقاها أمس في الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب المنعقد في العاصمة المصرية القاهرة: إن كفالة الحد الأدنى من التنسيق والتناسق الإعلامي العربي صار مطلوباً لنظهر بوجهنا الحضاري الأصيل ومثلنا الإنسانية التي لا ندعي تميزنا بها عن الغير، أو احتكارنا لها لأنها سجية في الشخصية الإنسانية السوية، وإنما تشير إلى ريادتنا في ترجمتها والالتزام بها لأنها وجدت في حياتنا وتاريخنا العريق في صورة رائعة من الترجمة الأمينة لها وريادة الالتزام بها..ودعا اللوزي إلى إقامة اتحاد خاص للقنوات الفضائية العربية ليكون له قرارات ملزمة وتوصيات بناءة تتجاوز حدود التشاور والتنسيق وليقف الاتحاد أولاً فأولاً أمام كافة القضايا والمستجدات ويناقش ويقر كل ما يعزز الحرية ويصون الترجمة الأمينة للمسئولية ويدافع عن أخلاقيات المهنة النبيلة. ونبه اللوزي إلى خطر وقوع المشاهد العربي في أسر القنوات الأخرى والأعمال.من ناحيتة أكد الدكتور أنس الفقي وزير الإعلام المصري والداعي لعقد المؤتمر الاستثنائي أن الخطوات التالية لاعتماد الوثيقة هى إقرار آلية للتطبيق ، سيتم التوافق حولها بعد التعرف على مرئيات الدول العربية وعرضها على الاجتماع القادم لمجلس وزراء الإعلام العربي في دورته العادية في شهر يونيو المقبل بالجامعة العربية .. وفند الفقي ما تردد بشأن أن هذه الوثيقة تستهدف تقييد حريات الإعلام خاصة القنوات الخاصة ، وقال : إن الوثيقة تستهدف تنظيم البث الفضائي وكفالة احترام الحق في التعبير عن الرأي ، مشيراً إلى أن الوزراء ليسوا في حاجة للتأكيد على حرصهم على حرية التعبير حيث تملأ السماء العربي بحوالي 500 قناة فضائية ، وهناك تجاوزات تستحق وقفة، ولا تستهدف من هذه الوثيقة تقييد الحريات بل تنظيم عملية البث وحماية حق المواطن العربي في إعلام صحي يحترم خصوصياته ويحافظ على ثوابت المجتمع العربي. وشدد على أن الوزراء مع حرية التعبير ، مؤكداً أن الدول الكبرى المتقدمة لديها هيئات لتنظيم عملية البث. وفي تصريح لمراسل «الجمهورية » أكد الفقي أن المجلس ومصر ترحب بدعوة اليمن لإنشاء اتحاد عربي للفضائيات العربية يتمتع بصلاحيات اتخاذ قرارات ملزمة ومسيرة لنشاط الفضائيات واحترام حقوق الملكية الفكرية ، وقال بأن هذا الاقتراح هو قيد الدراسة من قبل لجنة الإعلام العربي وخبراء الإعلام ، وسوف يطرح في شكله النهائي في شهر يونيو المقبل ، مؤكداً ترحيب المجلس المبدئي بالمقترح الذي تقدم به الأخ حسن اللوزي وزير الإعلام. وكانت قد بدأت قبل ظهر أمس بالجامعة العربية أعمال الاجتماع الاسثنائي لمجلس وزراء الإعلام العرب بمشاركة اليمن بوفد ترأسه الأخ حسن اللوزي وزير الإعلام وبعضوية الأخ أحمد ناصر الحباطي وكيل الوزارة، والأخ خالد السودي المستشار الإعلامي اليمني بالقاهرة والأخ حيبن عطيفة رئيس الدائرة الإعلامية بوزارة الخارجية. وأكد اللوزي خلال كلمته أن هذه الدورة لأعمال المجلس سوف تؤسس بمشيئة الجميع وبضرورة الاستجابة للتحديات التي لا مناص منها لتاريخ جديد في العمل الإعلامي العربي والبث الفضائي العربي بشكل خاص .. وإن وجود تشريع نموذجي سوف يخرج الكثير من أقطارنا العربية من دائرة التردد والتهيب من التعددية الإعلامية والثقافية .. ويدفع بها إلى الإقدام بكل الثقة بالنفس وامتلاك الحجة الحضارية الغنية بالقيم والمآثر الإنسانية السامية.. أمام تدافع إنساني محتوم لابد لها من اجتراحه في خضم السوق الإعلامية المتحكمة.. وبالإيمان واقتدار أمتنا العربية في أن يكون لها ولطاقاتها الإعلامية والفكرية والثقافية والإبداعية والفنية مدارها الخاص بها في إغناء الفضاء الإعلامي العربي بالقنوات التلفزيونية المتميزة.. والقادرة على تحقيق الحضور الفاعل والغني في المشهد الإنساني الماثل اليوم ، والذي اتسعت آفاقه ليحضن كل جديد.. ولينتصر الأقدر على أداء الخدمة الإعلامية الحضارية التى تلبي حاجة إنسانية وحضارية ووطنية وقومية على حد سواء. ولا بد لنا أن نؤكد حقائق تملك حجتها معها.. وهي أن كل دولة أو أمة تمتلك رسالة، ولها موقف في الحياة لابد أن يكون لها إعلامها الخاص بذلك ولا بد من أن تنفق عليه بسخاء بصورة أو بأخرى.. وأن توظف كل طاقاتها وقدراتها من أجل الحفاظ على وجودها والتعريف بمكانتها ودورها في دائرة الوجود الذي انبثقت منه لتنطلق وتبقى. وأشار إلى أن وجود تشريع متكامل جامع تتصدر نصوصه المعايير الأخلاقية لتحصين مهنة الإعلام.. وترقية العمل الإعلامي في وسائله المختلفة والبث الفضائي بصورة خاصة أمرلا يختلف عليه اثنان.. كما أن كفالة الحد الأدنى من التنسيق والتناسق صار مطلوباً.. لنظهر بوجهنا الحضاري الأصيل ومثلنا الإنسانية التي لا ندعي تميزنا بها عن الغير أو احتكارنا لها؛ لأنها سجية في الشخصية الإنسانية السوية، وإنما نشير إلى ريادتنا في ترجمتها والالتزام بها؛ لأنها وجدت في حياتنا وتاريخنا العريق في صورة رائعة من الترجمة الأمينة لها وريادة الالتزام بها.. وحبذا ان تكون العودة إليها هي الطريق التي تقربنا من بعضنا البعض أولاً.. وتقدمنا في الصورة الانسانية الصادقة والواضحة للآخرين في هذه المرحلة من تاريخ البشرية التي ظهر فيها من أبنائنا من شوهوا ويشوهون تلك الصورة.. ويعملون على تهديم كل تلك المآثر الحميدة.. التي تجلت بها حضارتنا العربية الاسلامية باعتبارها الماهية المعبرة عن وسطية الأمة.. وتسامح العقيدة وسمو الرسالة. وأوضح إننا لا شك جميعاً نؤمن بأن الحرية مقدسة ؛ لأنها هبة الله التي تميز المستخلف عن كل المخلوقات والكائنات ، فهي لذلك عنوان المسئولية وضمدها.. وإن التشديد على احترام المسئولية والحرص عليها يمثل المتراس الأول في معركة صيانة الحرية وضمانة عطائها الخير لكل فرد ولكل مجتمع ولكل دولة.. ونحن اليوم في التشريع النموذجي العربي للبث الفضائي العربي نسير قدماً بدفع من قوة الإيمان بالحرية.. والحرص على الالتزام بالمسئولية والوصول إلى تشريع مثالي يستظل به الجميع وينهلون منه ما يجعلهم في فسحة من الارتهان للمخاوف.. والأغلال.. وهو أمر جوهري لا يحتاج إلى التوافق بقدر حاجته إلى شجاعة الإقرار بضرورة حماية الحرية بأفضل وأرقى المعايير القيمة والأخلاقية والانسانية. ونوه إلى أن اتفاقنا على القواعد العامة المنظمة لخدمات البث الفضائي العربي في صيغة تشريع مجمع عليه سوف يعتبر إنجازاً تاريخياً وقيمياً نحن في أمس الحاجة إليه في هذه المرحلة التي استشرى فيها التكالب العدائي على كل ما هو إيجابي ونافع ومثمر في حياتنا العربية ، أخذ البعض منا يستمرئ هذه اللعبة حتى ألم به السعار في التقليد الرخيص.. وصار يتلذذ بتعذيب الذات وسلخ الذات للأسف الشديد!!. إننا من أجل أن نصون ما تبقى من وجودنا السوي ومقوماته الحية!! والعودة نحو ترتيب الأوضاع وإعادة البناء نؤكد موقفنا بأننا مع هذا المقترح مع كافة التعديلات الإيجابية التي يراها اجتماعنا كما أننا مع إقامة اتحاد خاص للقنوات العربية الفضائية العربية لتكون له قرارات ملزمة وتوصيات بناءة تتجاوز حدود التشاور والتنسيق الضائع .. وليقف الاتحاد أولاً بأول أمام كافة القضايا ويدافع عن أخلاقيات هذه المهنة النبيلة، وهوالذي يعالج انحرافاتها بجعل المصلحة العليا لأمتنا العربية شوكة الميزان في تلك المعالجات .. وأن يكون العمل الإعلامي الفضائي لصالح المواطن العربي وحقه في الحصول على كافة الخدمات الإعلامية الفضائية وحماية حقوق المبدع العربي وصيانة الملكية الفكرية .. والتوسع في خطوات الاستثمار المشترك لإغناء السوق القادر على تلبية كافة احتياجات القنوات الفضائية .. بكل ما يخدم رسالة الإعلام العربي الغاية الكبرى التي سبق واتفقنا عليها ، وتناولت تفصيلاتها الوثائق التي هي موضع تعهدنا .. والتزامنا جميعاً بما في ذلك اللجنة العليا للتنسيق بين القنوات العربية ، والتي تم إنشاؤها للتنسيق بين جهود القنوات الفضائية العربية الحكومية الخاصة وسائر المنظمات والمؤسسات والأجهزة الإعلامية المعنية بقضايا البث التلفزيوني عبر السواتل وما يتصل به من سياسات اتصالية ومن ثم رسم استراتيجيات وخطط واضحة لآليات التعاون والتكامل بين مختلف الأطراف تحقيقاً لأهداف الإعلام العربي قومياً ودولياً. وأكد أن إعلامنا العربي من حيث المضامين والرسالة النبيلة التي يتحملها وأخص قنواتنا الفضائية قادر على القيام بمسئوليات كبيرة في إعادة ترتيب البيت العربي والإشارة إلى الممكنات التي تصون النظام العربي القائم كي لا يواصل الانهيار والتفكك وقادر أكثر من ذلك على المساهمة الإيجابية الفعالة في إعادة بناء الهوية العربية الصحيحة وصيانة الشخصية القومية من التشوهات وفقدان القسمات والبصمات عبر تنمية ثقافية متناغمة توظف لها كل الإمكانات والقدرات الإعلامية المذهلة من الكلمة إلى الصورة ، ومن البرامج إلى الدرامة الفنية ، وخاصة وأن تحديات البث الفضائي يمكن أن تلفظنا إلى الهامش أو تسقطنا إلى الحدود الدنيا من المشاهدة أمام المتلقي العربي إذا لم نحقق نهضة وثورة في العمل الدرامي التلفزيوني برؤية إصلاحية شاملة ؛ لأنها المادة التي سوف توفر للمواطن العربي احتياجه الماس.. وقد صار خطر وقوع المشاهد العربي في أسر القنوات الأخرى والأعمال الأخرى الموظفة برسائل محددة تجاهه وتجاه كافة المجتمعات الأخرى واضحاً ومستشرياً.. فتلك حقيقة واضحة وهناك تنافس مكشوف وقوي مؤثر ومدمر ومع ذلك يجب ألا نخاف ويجب أن نفكر فيما يجب أن نعمل وخاصة وأمتنا العربية تمتلك الإمكانات المادية ونمتلك الرأسمال العربي القادر لأن يوظف في هذا الاتجاه ونمتلك القدرات الإبداعية الهائلة ونمتلك أدوات التقنية المعاصرة، وحسبنا أن ننبه إلى أهمية استلهام روح الأمة وعقيدتها وقيمها والتحرر من الأنانية والادعاء والهرولة إلى التقليد الأعمى!! وحذر أن هناك خطراً كبيراً يداهم ويواجه حياة الأجيال الصاعدة ذلكم الخطر القادم .. أو فلنسمه التحدي القادم عبر القنوات الفضائية والبث الإلكتروني الوسيلة الإعلامية القاهرة وعبر فنونها المتعددة وبخاصة فن الدراما ، وقد سخرت كلها لذلك بإرادة تجارية وربما سياسة وبإرادات أخرى إمكانات هائلة لهذا الغرض وصارت القنوات العديدة والمحطات الاذاعية المنتشرة تتنافس في تقديم أنموذج الحياة الأخرى التي يعتبرونها الأرقى والمثل الأعلى كما هي مجسدة ومصورة في البرامج والأعمال الدرامية الغريبة.. ولا شك أن في هذه العملية ما يتصل بالتجارة والربح والخسارة وهناك أسواق مفتوحة لهذا الإنتاج وتبقى هذه الأسواق متجددة وغنية بالمواد وبالإنتاج التلفزيوني والإنتاج الدرامي.. هل نرضخ.. هل نستسلم.. هل لا يوجد في حياتنا ما نتمسك به .. ما نستطبع به أن نكون نداً للآخر؟! بثقافتنا.. بقدراتنا الإبداعية وبإعلامنا السمعي والبصري؟ هذا سؤال يحق لمجلسنا أن يقف أمامه من خلال الدعوة لملتقى يجمع الدراميين العرب ليقدم نظرة أعمق للدراما العربية ليجيب المسؤولون والممولون والمنتجون والمخرجون والفنانون والمبدعون في وطننا العربي على ذلكم السؤال.. لانريد لوطننا العربي وللمشاهد والمتلقي العربي أن يعيش مشروخ الذائقة ومستلب الإرادة الوطنية والعربية الحرة المستقلة ؛ لأنه لا يكفي مطلقاً في التصدي لأمر خطير في الحياة أن نتفق على التشريعات المنظمة ونصدرها وإنما أن نعمل سوياً من أجل ترجمتها وبلوغ الأهداف المتوخاة منها.. وتساءل اللوزي هل نجعل هذه القضية موضوعاً فكرياً لاجتماعنا في الحلقة الفكرية ؟! أم نبدأ من موضوع آخر حتى يدرسه المختصون !! أما الموضوع الآخر فهو خطر الإعلام المذهبي والطائفي على وحدة وحاضر ومستقبل الأمة العربية!! شارك في الاجتماع وزراء الإعلام في مصر والكويت والسعودية وليبيا وسوريا والسودان والأردن والجزائر ولبنان وتونس وسلطنة عمان والبحرين ورؤساء أجهزة الإعلام في قطر والعراق والإمارات والمغرب وفلسطين وممثلو عدد باقي الدول العربية. وفي ختام الاجتماع اطلع اللوزي على معرض الصور الوثائقية للعلاقات العربية الإسبانية عمر مائة عام، والذي نظمه البيت العربي ومقره مدريد ، وشاهد صوراً خاصة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح خلال أول زيارة له في إسبانيا.