أقر وزراء الإعلام العرب وثيقة مبادئ بتنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية، فيما تحفظ الوفد القطري على مشروع الوثيقة، بدعوى عرضها على المؤسسات التشريعية في دولة قطر، قبل الموافقة عليها. جاء الإقرار في الاجتماع الاستثنائي للوزراء العرب أمس بمقر الجامعة العربية في القاهرة بحضور جميع وزراء الإعلام العرب، فيما ترأس وفد دولة الإمارات إبراهيم العابد، مدير عام المجلس الوطني للإعلام، وضم في عضويته كلا من جمعة الليم، مدير الرقابة الإعلامية بالمجلس الوطني للإعلام بدبي، وسلطان العلي، سفير، مدير إدارة الشؤون الإعلامية والدراسات والبحوث بوزارة الخارجية. وقد انعقد الاجتماع، الذي دعت إليه وزارة الإعلام المصرية، بعد ثلاثة أيام من اجتماعات أعضاء اللجنة الدائمة للإعلام العربي، وأكد أنس الفقي وزير الإعلام المصري أن الوثيقة ليست موجهة إلى أية دولة أو فضائية وأنها استهدفت فقط تنظيم البث الفضائي في شكل ميثاق شرف إعلامي. وأعلن الفقي رفض الإعلاميين العرب لأن يكون بينهم دخلاء يحاولون التربح على حساب قيم ومثل المجتمع، و"رفضهم أن تكون هناك مزايدة عبر الفضائيات لكل من لا مهنة له"، حسب تعبيره. وقال في مؤتمر صحافي بعد انتهاء الاجتماع انه ستتم إحالة الوثيقة إلى وزراء الإعلام العرب أو الجهات المعنية أو الاتحادات المعنية بالإعلام، والعاملة تحت مظلة الجامعة العربية، والبحث في آلية لتطبيق الوثيقة، من خلال أعضاء اللجنة الدائمة للإعلام العربي وعرض تفاصيل تنفيذها على اجتماعات الوزراء العرب في اجتماعهم المقبل، خلال شهر يونيو/ حزيران. وأضاف أنه على الرغم من تحفظ قطر على مشروع الوثيقة، إلا أن الموافقة على قرارها نافذ بإجماع الوزراء، مشيرا إلى أن الوثيقة لن تكون أبدا ضد حرية الرأي والتعبير، وأنها في بندها الأول "تكفل احترام الحق في التعبير عن الرأي وانتشار الثقافة، وتفعيل الحوار الثقافي من خلال البث الفضائي". ورفض الفقي ما يتردد عن الاتجاه لتسييس الوثيقة، أو أن التحفظ القطري كان بسبب غرض سياسي، مؤكدا أن تحفظ الوفد القطري، كان في إطار أن تتوافق نصوص الوثيقة مع التشريعات القائمة بقطر، "وهذا حقهم". وأشار إلى أن ميثاق الشرف كان قائما من قبل، إلا أنه كان صادرا في وجود عدد محدود من القنوات الفضائية، "واليوم أصبح هناك ما يزيد على 500 قناة فضائية، 12% منها حكومية، والبقية الأخرى من القطاع الخاص، وظهرت قنوات تقدم الإباحية ولا تلتزم بالمسؤولية الإعلامية، ولذلك فإن إقرار الوثيقة، وآلية تنفيذها سيساهم في الالتزام بالمعايير الإعلامية والضوابط الأخلاقية، التي ينبغي أن تكون مرعية في المجتمع العربي". وتركز الوثيقة في أهم بنودها على علانية وشفافية المعلومات وحماية حق الجمهور في الحصول على المعلومات، والالتزام باحترام مبدأ السيادة الوطنية لكل دولة، واحترام خصوصية الأفراد والامتناع عن انتهاكها، والامتناع عن بث كل شكل من أشكال التحريض على العنف والإرهاب، وعدم تناول القادة أو الرموز الوطنية والدينية بالتجريح. ومن جانبه أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، إلى أهمية وضع الرؤى المشتركة والتنسيق الجماعي لمواكبة عصر الفضاء، داعيا إلى ضرورة تحديث ميثاق الشرف الإعلامي، والتوافق على مبادئ لتنظيم البث الفضائي في المنطقة العربية.(الخليج)