كشفت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) عن أرقام صادمة بشأن الدمار الذي ألحقه كيان العدو الصهيوني بالقطاع الزراعي في غزة، مشيرة إلى أن أكثر من 86% من إجمالي الأراضي الزراعية في القطاع أصبحت متضررة بشكل مباشر، في ظل استمرار الحصار والقصف منذ أكثر من عشرة أشهر. وقالت منظمة "الفاو" في بيان لها فجر اليوم، إن الأراضي الزراعية في قطاع غزة تواجه دماراً واسع النطاق يجعل الأمن الغذائي على شفا الانهيار الكامل، مؤكدة أن نسبة الأراضي الزراعية التي لا تزال صالحة وممكن الوصول إليها لا تتجاوز 1.5% من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية في القطاع. وأكدت المنظمة أن غالبية الأراضي في شمال قطاع غزة ومدينة غزة، وكذلك في منطقة رفح جنوباً، أصبحت غير قابلة للوصول تمامًا، سواء بفعل الدمار الناتج عن القصف أو بسبب المخاطر الأمنية المرتبطة بوجود قوات الاحتلال واستمرار الاستهداف المباشر للمزارعين. وأشارت إلى أن العدوان المستمر من قِبل كيان العدو الصهيوني لم يستهدف فقط البنية التحتية المدنية، بل دمّر عمدًا مكونات الزراعة الفلسطينية من الحقول، والآبار، والبيوت البلاستيكية، والمزارع الحيوانية، ما أدى إلى انهيار القدرة على الإنتاج المحلي للغذاء. وتُعد هذه الأرقام تأكيدًا إضافيًا على أن سياسة الحصار والتجويع التي ينتهجها كيان العدو الصهيوني لا تقتصر على منع دخول المساعدات الإنسانية، بل تمتد لتدمير القدرة الذاتية لسكان قطاع غزة على تأمين قوتهم اليومي من أرضهم. وفي ظل غياب أي ممرات آمنة للمزارعين، واستمرار الاحتلال في استهداف المناطق الزراعية، يبدو أن القطاع يواجه كارثة إنسانية وزراعية غير مسبوقة، تهدد حياة أكثر من مليوني إنسان يعتمدون على الزراعة كمصدر أساسي للغذاء والدخل.