منذ قرون واليمني سباق في فن العمارة ،كما هو الحال في سبقه في فنون الزراعة والصناعات الحرفية والتجارة وركوب البحر ، فقد كان يختار من ذرى الجبال مواقع لعمارة سكنه المحصن ضد الغزو وعوامل الطبيعة في حين كان يختار أو يترك الأرض المنبسطة والأغوار والسفوح السهلة ويستصلحها لزراعة حاجاته من الغذاء وظل على مدى القرون يحافظ على سكنه وحقول زراعته ويعمل على صيانتها من الانجراف والتعرية والتصحر.. فالمنازل غالباً ماتكون سطوحها من الطين ولابد من وضع طبقة طينية كل عام للتجديد أما بعض السطوح فقد كانت مقضضة بالقضاض الذي يدوم لآلاف السنين بفضل التقنية العالية في مهارة القضاض. العمارة الجديدة منذ حدوث التقنيات العصرية في البناء ،حيث يتطلب المنزل الجديد ادخال الأعمال الصحية مثل الحمامات والمطابخ والمجاري ،وكذا وجود السيارات التي تعجز عن ايصال محتاجات الناس إلى المواقع المرتفعة أصبح الإنسان اليوم بفضل بناء منزله قريباً من طرق السيارات تاركاً منزله القديم أو قريته على حساب الأرض التي كانت مخصصة لزراعة المحاصيل ونادراً من يقوم بترميم البيوت القديمة إلى درجة أن عشرات ومئات القرى المحصنة هي شكل قلاع وحصون أصبحت مهجورة وكل عام نخسر منها الكثير دون الاكتراث بحجم الخسارة. معاقل أشباح تمثل المحويت واحدة من أغنى مناطق اليمن بالموروث الثقافي المتنوع في فن العمارة وتنوع هذا الفن من منطقة إلى أخرى فالجبال التي توجت ذراها القلاع والحصون أغلب هذه القلاع مهجورة وتتعرض مع مرور فصول الأمطار للخراب والتدمير فلا يخلو حصن قديم أو تربة قديمة من هجر مكوناتها لا بل البعض من هذه المعاقل أصبحت معاقل أشباح تبعث في النفس الحسرة والسبب كما اسلفت أن الأحفاد تركوا ماشيده الأجداد واتجهوا إلى بناء مساكن قريبة من طريق المواصلات ولا نمانع في التطور لكن مطلوب الحفاظ على تركة الآباء والأجداد من خلال صيانتها.. فالصيانة عندما تستمر تحمي القرية من الدمار والطمس وبالتالي فالعملية سهلة فالذي يقوم بالصيانة السنوية أفضل من أن تترك حتى يصعب التعاطي معها. دور الهيئة العامة للحفاظ على المدن والقرى التاريخية أنشئت الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية فقط «المدن التاريخية» والحقيقة أن الهيئة ممثلة بالأخ الدكتور عبدالله زيد عيسى تبذل جهوداً جبارة ومكثفة أولاً في تأدية رسالتها الخاصة بالمدن التاريخية برغم الاحباط الذي تواجهه وشحة الامكانات ثانياً في سعيها لإدراج القرى التاريخية إلى جانب المدن لكن حتى لو تم ذلك فالحمل ثقيل ولايمكن للهيئة عمل كل شيء خصوصاً وأن القرى التاريخية الحية تعد بالمئات وهذا فوق طاقة الكل. المطلوب اعتقد أن مايجب عمله هو القيام بعمل مسح شامل لمختلف القرى والحصون والقلاع وعمل فيلم وثائقي يصور الحالة الراهنة لما هو موجود وبالتالي نكون قد وثقنا إرثاً تاريخياً وحضارياً كبيراً معرضاً للاندثار والطمس. من ناحية ثانية دعم الهيئة بالاستثمارات اللازمة لتقوم بترميم ما أمكن وانقاذ مايمكن انقاذه وعدم ترك الهيئة في وضع فاقد الشيء لايعطيه. آلية التنفيذ الملاك للقرى التاريخية في مختلف المناطق حسب ماتحتويها من استبيانات لديهم الاستعداد للمساهمة في عملية الصيانة لو وفرت الدولة المواد الأساسية كالاسمنت وبعض المستلزمات في حين يتحمل المالك جزءاً من كلفة العملية ومن ثم يسلم له الموقع ويتعهد بالصيانة مستقبلاً أو يسلم للمجالس المحلية أو أي جهة رسمية ذات صلة إذا كان عاجزاً