تحدثت إحدى الأمهات بأمانة العاصمة أن ابنها الأصم بدأ يقلد حركات المتخلفين عقلياً عائداً بذلك سنين للوراء في الوقت الذي بدأ يتحسن من إعاقته. وأوضحت أنها ألحقت ابنها بمركز للمعاقين في أمانة العاصمة واكتشفت أنه يتم دمج الأطفال بكافة إعاقاتهم في فصل دراسي واحد؛ كونه الأسهل للمركز وليس الأنسب للمعاق، وأشارت إلى أن بعض المدرسات في مدارس الصم والبكم يرفضن رفع النقاب في الفصل أمام الأطفال المعاقين وهو ما يسبب جموداً وانطواء للأصم ويمنع إمكانية إدماجه في المجتمع في ظل غياب تام للمشرفين والمدرسين المؤهلين. «الجمهورية» ناقشت قضايا المعاقين واحتياجاتهم والدور المناط بصندوق رعايتهم وتأهيلهم.. كارثة وحلول الكفيف جميل الحميري- معلم في مسار التربية الخاصة بمركز النور للمكفوفين في أمانة العاصمة أشار إلى ضرورة توفر شرطين لدى المعلم الذي يقوم بتعليم المكفوفين: أن يجيد طريقة برايل وأن يعرف نفسية الكفيف وما هي الطريقة المناسبة لتوصيل المعلومة إليه، موضحاً أن غالبية المعلمين في مركز النور يحملون شهادات جامعية وأن خريجي الثانوية العامة من المعلمين في مراكز المعاقين مردودهم العلمي أقل من خريجي الجامعات. وفيما يخص دمج الأطفال بمختلف إعاقاتهم في فصل دراسي واحد قال الحميري: لا شك أن هذا يؤثر سلباً على مستواهم التعليمي ولا يحصلون على الاهتمام الكافي كل حسب إعاقته، وإذا وجدت مثل هذه التصرفات في مراكز المعاقين فهي كارثة ينبغي وضع الحلول المناسبة لها ويجب على المشرف الاجتماعي القيام بدوره على أكمل وجه في هذا الموضوع. وطالب الحميري التربية والتعليم بمراعاة ما يعانيه زملاؤه المكفوفون وإقامة دورات تدريبية لهم في مسار التربية الخاصة «تأهيل المدرسين المكفوفين وتوفير الوسائل التعليمية المعينة بطرق التدريس وتبني طباعة المناهج بطريقة برايل معتبراً أنها من أهم المشاكل التي تواجههم وأنه يجب على التربية والتعليم أن تقوم بواجبها في هذا الجانب». وطالب المعلم الكفيف وسائل الإعلام بتخصيص زاوية لهم وإبراز الموهوبين والمبدعين منهم ومناقشة قضاياهم من جميع النواحي. مشكلة كبيرة ويؤكد الأخصائي النفسي والاجتماعي يحيى عبدالعزيز الدروبي أن المشرف الاجتماعي أو النفسي هو حلقة وصل بين الأسرة والمدرسة ومركز المعاقين ويقوم بمتابعة الطالب المعاق أياً كانت الإعاقة ومعرفة وضعه داخل الأسرة والمركز وحقيقة المشاكل التي يعانيها وأسباب تدني المستوى التعليمي، إذا غاب هذا الدور تأثر المعاق سلباً. ويوضح الدروبي أن هناك معاملتين يجدها المعاق داخل الأسرة «إما التدليل والحماية الزائدة» وهو ما يسبب ازدواجية واتكالية تؤدي بالمعاق إلى عدم التفاعل داخل الفصل الدراسي ويصبح دائماً بحاجة إلى مساعدة من المدرس أو الأخصائي أو المدير وغيره وفي هذه الحالة لا يستطيع أن يتعامل مع أي مشكلة تحدث له داخل الفصل أو خارجه أو «الحرمان والإهمال من قبل الأسرة» باعتباره معاقاً لا قيمة له في المجتمع وبعض الأسر تمنع المعاق من الظهور أمام الناس «عار عليها» كما تعتقد وأضاف: دور الأخصائي الاجتماعي هنا توجيه السلوك الذي يتم التعامل به مع المعاق فإذا كان إيجابياً يعمل على تنميته وتطويره واكتشاف المواهب والمهارات والتواصل مع الجهات المختصة إذا احتاج المعاق إلى مساعدة خارجية، أما إذا كان السلوك سلبياً فواجب الأخصائي تعديله وتقويمه وتوعية الأسرة والمجتمع بما يلزم. ويعتبر الدروبي أن غياب دور المشرف الاجتماعي في أي مركز للمعاقين مشكلة كبيرة، كونه الأساس في دفع المعاقين نحو الأمام لكي يصبحوا فاعلين في المجتمع منوهاً بأن دمج المعاقين «إعاقة سمعية بصرية وصم وبكم و.....إلخ» والقيام بتدريسهم في فصل دراسي واحد خطأ شنيع لأن هناك فروقاً يجب أن تميز ولكل إعاقة طريقة تدريس خاصة وأسلوب خاص. حاجة ضرورية للمادة التعليمية وأثنى الدروبي على مساعدة الدولة واهتمامها الخاص بشريحة المكفوفين مادياً ومعنوياً، وقال: يحظى الكفيف في مركز النور برعاية شاملة منذ أن يلتحق بالمركز إلى أن يتخرج في الصف التاسع ويدمج في المدارس الحكومية بعدها يلتحق بالجامعة ونقوم بمتابعته ونوفر له كل ما يحتاجه حتى يتخرج من الجامعة، وقال: إن هناك بعض الإشكاليات ولكنها لا تؤثر على الطلاب ويرى أنه من الضروري جداً الاهتمام بشريحة المعاقين بمختلف إعاقاتهم حتى يصبحوا أعضاء فاعلين داخل المجتمع وإذا كان رفع النقاب حاجة ضرورية للمادة التعليمية التي تقدم للطالب فينبغي رفعه أما دون ذلك فهو ليس ضرورياً. غياب الأسلوب اللائق ويقول أحد المهتمين: إن هناك مشاكل عديدة يعانيها المعاقون منها: وضع حواجز في الطرقات والمرافق العامة دون اعتبار لخصوصية الإعاقة والتعامل السلبي مع المعاق داخل الأسرة وأيضاً البيروقراطية الإدارية والمركزية التي ينتهجها صندوق المعاقين حيث يتردد الكثير من المعاقين إليه بغرض الحصول على الخدمة التي كفلها القانون دون جدوى ولا يحصل على الخدمة إلا بعد أن ينفق مبالغ طائلة إلى جانب التعامل بغلظة وغياب الأسلوب اللائق للتعامل مع المعاقين وكذا دور اتحاد المعاقين وعدم وجود تنسيق مشترك بين الاتحاد والجمعيات التي تعمل في هذا المجال. وأضاف: من ضمن الحسنات القليلة من وجوده أنه لا يمانع من تأهيل وتدريب المعاقين عند احتياجهم ولكن ما زال التدريب ضئيلاً جداً بالإضافة إلى شراء وسائل النقل لبعض الجمعيات. الدور الرئيسي في التنظيم الإداري والفني وتؤكد هناء رياش- اخصائية تربية خاصة في معهد الإيمان التأهيلي للتربية الخاصة وتعليم النطق بأمانة العاصمة أن أهم المشاكل التي يعاني منها المعاقون في اليمن غياب الوعي ودور الأسرة تجاه المعاق وعدم التنسيق والتكامل ما بين الأسرة والجهات التي تقوم بالتأهيل إضافة إلى غياب المباني المناسبة والمؤهلة واحتياج المعاقين وترى رياش أن للمشرفين الاجتماعيين دوراً كبيراً جداً في معهد الإيمان، وقالت: إنهم يقومون بالإشراف على عدة برامج «تأهيل المعلمين والطلاب والإشراف على المناهج الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة». وأن لهم الدور الرئيسي في تنظيم العمل الإداري والفني داخل المركز وأشارت إلى عدم صحة رفض بعض المدرسات رفع النقاب أثناء تعليم الصم والبكم لافتة إلى أن المعهد يعتني بالمعاقين عناية خاصة ومن غير الممكن أن تتصرف المعلمات بما يؤثر سلباً على هذا المعاق أو ذاك وإذا كانت المشكلة حدثت في مركزنا لاتخذنا الإجراءات المناسبة ولكنها كما هو واضح في مركز آخر لا علاقة لنا به. وعن تقييمها لدور صندوق رعاية وتأهيل المعاقين قالت: الصندوق يقوم بدور كبير ويخدم المعاقين بكافة شرائحهم وبشكل خاص يتكفل بدفع الرسوم الدراسية لعدد كبير من المعاقين الملتحقين في المعهد وبدعم الطلاب للمشاركة في بطولات الأولمبياد التي تقام في الدول الشقيقة والصديقة وتشارك فيه من خلال رياضة المعاقين. عدد المعاقين وأكد تقرير حديث أن الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن يشكل الأطفال تحت سن الخامسة عشرة حوالي 05% منهم وقال: التقرير السنوي لعام 7002م الصادر عن المركز اليمني للدراسات الاجتماعية وبحوث العمل أن إجمالي الزيادة المتوقعة في عدد الأشخاص ذوي الإعاقة خلال الأعوام 5002-7002م قد تصل إلى حوالي 271.322 شخصاً بمتوسط سنوي يبلغ حوالي 193.47 شخصاً، وأن الفقر والقيم الثقافية مسببان رئيسان للإعاقة في اليمن، ويرى أحد الأبحاث أن 03% من الإعاقة تنتج عن أسباب خلقية ومشاكل في إيصال الخدمات الصحية «2003,YDC» وكنتيجة لعدم توفر الرعاية الصحية الكافية لخدمات ما قبل وما بعد الولادة، وعلى نفس المنوال، فإن الأمراض المعدية، وسوء التغذية وحوادث الطرق وإصابات العمل بالإضافة إلى الزواج المبكر وزواج الأقارب جميعها تساهم في المعدلات العالية لحدوث الإعاقة وطبقاً لتقرير منظمة العمل الدولية «2005,ILO» فإن حوادث الطرق أيضاً تمثل أحد أسباب الإعاقة إلى حد كبير، وأخيراً فإن معدل سوء التغذية لدى الأطفال دون الخامسة أعلى من المتوسط في العديد من البلدان. وصنف التقرير الأشخاص ذوي الإعاقة حسب النوع والحالة وتصنيف منظمة الصحة العالمية إعاقة جسمية عقلية اجتماعية كما تطرق للحديث عن الحقوق الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للأشخاص ذوي الإعاقة وحقوقهم