كل فرد هو مجموعة من الأفكار التي يحملها برأسهيتحكم تفكيرنا في جميع أفعالنا وتصرفاتنا؛ حيث يملي علينا ما يجب أن نفعله وما يجب أن نحجم عنه، ويفرق بين الحقيقة والزيف، فمن هم أصدقاؤنا ومن هم أعداؤنا؟ بالإضافة إلى أي قرارات مستقبلية قد تؤثر على وضعنا وكياننا في الحياة. وعندما يطرأ خلل ما بتفكيرنا، قد يظهر تأثيره على عقليتنا بأكملها وينتج عنه شخصية مختلفة سلبية وقلقة مما يحول دون تحقيق أي نجاح منشود. يقدم المؤلفان ليندا إلدر وريتشارد بول ثمرة تعاونهما في كتاب” خمسة وعشرون يوماً نحو فكر وحياة أكثر تطورًا”، كدليل نحو تطوير التفكير وبالتالي التمكن من اتخاذ قرارات أفضل وأكثر إيجابية. يبدأ الكتاب بالتركيز على الدور الذي يلعبه أسلوب التفكير الخاطئ في الحياة اليومية، الذي يعتبر لب أغلب المشكلات التي تواجهنا، مقدماً للقراء تدريبات على مدار خمسة وعشرين يومًا يركز في كل يوم على إحدى العادات التي تساعد على تطوير الشخصية. وعلى سبيل المثال في الفصل الثالث من الكتاب، يطلب المؤلفان من القراء ملاحظة التناقضات في سلوكياتهم ومحاولة تقليل النفاق الاجتماعي. ويسعى المؤلفان لتأصيل فكرة أن كل فرد هو مجموعة من الأفكار التي يحملها برأسه، ففي خلال خمسة وعشرين يوما يفتح الكتاب نافذة للقراء للاطلاع على ما يدور برأس كل فرد منا، محاولاً الكشف عن العوامل التي تشوش التفكير والنظر إلى ما يقع بين سطور الأفعال اليومية، وتأثير كل منها على الحياة، وبالتالي اتخاذ قرارات سليمة في الحياة. ولا يغفل المؤلفان أهمية تحديد كل فرد لهدفه في الحياة والذي يسعى إلى تحقيقه، ومدى التقدم الذي أحرزه نحو تحقيق هذا الهدف. وهكذا نجح المؤلفان في تقديم كتاب عملي سهل التطبيق في خمسة وعشرين يومًا للعمل على استكشاف الصفات التي تشجع على تطوير الشخصية إلى الأفضل دائماً ومحاولة استئصال الصفات التي تضعف من أداء الفرد بشكل عام، محاولاً إزالة العوائق التي تقف في الطريق نحو التميز في التفكير والحياة العملية والشخصية ككل.