قال رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين: إن مستشارين عسكريين أمريكيين شاركوا في الصراع الذي اندلع هذا الشهر في جورجيا، وإن البيت الأبيض ربما يكون قد خطط له لمساعدة الجمهوريين على الفوز في انتخابات الرئاسة الأمريكية. وتفصل تصريحات بوتين التي أذاعتها محطة تلفزيون ألمانية أمس الأول الجمعة ملاحظات أدلى بها في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية عرضت الخميس الماضي ووصفها البيت الأبيض بأنها "كاذبة بشكل واضح." وتواجه روسيا عاصفة من الانتقاد من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بسبب تدخلها العسكري في إقليم أوسيتيا الجورجي الانفصالي واعترافها باستقلال أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا وهي منطقة انفصالية أخرى عن جورجيا.. وقال بوتين: «إن روسيا تصرفت بما يتفق تماماً مع القانون الدولي دفاعاً عن أوسيتيا الجنوبية» وهي منطقة جورجية انفصالية هاجمتها قوات جورجيا يومي السابع والثامن من أغسطس/ آب مما أثار أزمة دولية.. وقال بوتين: "نعرف إنه كان يوجد مستشارون أمريكيون (في جورجيا) ولكن المدربين والمدرسين وأفراد الأسلحة العسكرية لابد وأن يكونوا في ميادين الرماية وفي مراكز التعليم.. ولكن أين كانوا؟ لقد كانوا في منطقة العمليات العسكرية.وهذا يدفع المرء إلى استنتاج أن قيادة الولايات المتحدة كانت تعلم بهذا العمل الذي كان يجري الإعداد له وعلاوة على ذلك فربما شاركت فيه. وطلب بوتين الذي كان يتحدث في مقابلة مع محطة تلفزيون «ايه.ار.دي» الألمانية قبل اجتماع للاتحاد الأوروبي لمناقشة الأزمة الجورجية غداً الاثنين من أوروبا بحدة الكف عن تلقي أوامر من واشنطن.. وقال بوتين: الأزمة أثيرت بطريقة خطيرة بما في ذلك من جانب أصدقائنا الأمريكيين في إطار الصراع الانتخابي.. هذا هو استغلال الموارد الإدارية بطريقة مؤسفة لإعطاء ميزة لأحد المرشحين وهو في الوضع الحالي من الحزب الحاكم.. وأضاف: إن روسيا وجدت علامات على أن مواطنين أمريكيين كانوا في منطقة العمليات العسكرية في جورجيا.. وقال: إذا كانت قيادة الولايات المتحدة قد وافقت على هذا فيساورني شك حينئذ بأن ذلك قد تم بشكل خاص لتنظيم حرب صغيرة تكلل بالنصر.. وإذا لم تنجح فلجعل موسكو حينئذ تبدو كعدو, وعلى هذا الأساس توحيد الناخبين حول مرشح رئاسي واحد وبالطبع مرشح الحزب الحاكم.. ولم يذكر بوتين اسم المرشح الجمهوري جون مكين بشكل مباشر. وقال بوتين: إن روسيا "تجرعت" استقلال كوسوفو، ولكنها كوفئت بصراع على حدودها تعتبره موسكو هجوماً على روسيا نفسها.. وقال: إن أوروبا تجاهلت وحدة أراضي صربيا بالاعتراف بكوسوفو بناء على توصية البيت الأبيض.. وأضاف : إذا واصلت الدول الأوروبية العمل على هذا النحو فسيتعين علينا حينئذ بحث الشئون الأوروبية مع واشنطن.