كشفت نتائج المسح الميداني، الذي نفذته فرق الترصد البيطري التابعة لمكتب الزراعة والري في محافظة المحويت، خلال الخمسة الأيام الماضية، عن نفوق 113 رأساً من المواشي في مديريات: حفاش، ملحان، الخبت وبني سعد في المحويت بسبب داء النغف الدملي (ذبابة الدودة الحلزونية)، ووجود حالات إصابة أخرى بالمرض. وأوضح مدير عام مكتب الزراعة والري في المحافظة المهندس محمد محمد الصرمي، لوكالة الأنباء اليمنية - سبأ - أن المسوحات والبلاغات المسجلة بمكتب الزراعة والري في المحافظة تشير إلى تزايد انتشار المرض بشكل سريع في أغلب مناطق ومديريات المحافظة. وأشار الصرمي إلى توقعات بوجود أعداد كبيرة من حالات الإصابة والوفيات من المواشي في بقية المناطق التي لم تشملها عمليات المسح. لافتاً إلى أن الفرق تمكنت خلال الخمسة الأيام الماضية من معالجة 371 حالة من الحيوانات (أبقار، أغنام، ماعز، جمال، حمير)، كما تم مكافحة ووقاية أكثر من 6 آلاف و206 من المواشي في 63 قرية ظهرت فيها الإصابة بالمرض، إلى جانب رش وتطهير 346 من الحضائر والأماكن المخصصة للمواشي... لافتاً إلى الصعوبات التي تواجه جهود المكافحة والسيطرة على المرض منها محدودية الفرق الميدانية البالغة حالياً ثلاث فرق، كلّفتها مؤخراً وزارة الزراعة والري لتنفيذ عمليات رش وتطهير ومعالجة للحيوانات المصابة في تلك المناطق. ودعا إلى أهمية تكاتف الجهود الرسمية والشعبية في مواجهة المرض، كون فرص انتشاره محتملة خاصة مع الظروف البيئية الملائمة، إلى جانب الإسراع في تنفيذ حملات مكافحة ومعالجة وتوفير المستلزمات اللازمة، وتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع المرض وطرق الوقاية منه. وكان خبراء وفنيون في مجال الثروة الحيوانية وصحة الحيوان قد توقعوا ظهور بؤر أخرى من الإصابة بالمرض خلال الأيام القادمة في عدد من المناطق التى ظهر المرض فيها في مارس الماضي بمحافظات الحديدة وحجة وصعدة، كونها تشهد مناخاً دافئاً ومعتدلاً في هذه الفترة... معتبرين ارتفاع درجة الحرارة عاملاً هاماً في الحد من انتشار مرض ذبابة الدودة الحلزونية. وفي هذا الصدد اعتبر مدير عام الثروة الحيوانية بوزارة الزراعة والري الدكتور غالب الإرياني الظروف المناخية في محافظات: المحويت، حجة، الحديدة وصعدة مواتية لانتشار المرض... مشدداً على أهمية تكاتف الجهود الحكومية والشعبية، وسرعة التدخل بتنفيذ حملات المكافحة لمنع انتشار الداء قبل تفشيه واستفحاله. ونبّه الإرياني إلى خطورة داء ذبابة الدودة الحلزونية الذي يتسم بسرعة الانتشار وتحوله إلى وباء فتاك يتسبب بخسائر اقتصادية كبيرة في الثروة الحيوانية خلال فترة محدودة إذا لم يتم التعجيل بمكافحته فور ظهوره. ودعا الدكتور الإرياني كافة المواطنين إلى الإبلاغ الفوري عن حالات الإصابة المكتشفة بهذا الداء ليتسنى للجهات المعنية سرعة التحرك لمعالجة الإصابات والحد من انتشاره. من جانبه أوضح رئيس الفريق الوطني لمشروع مكافحة ذبابة الدودة الحلزونية، الدكتور محمد الهيال، أن داء ذبابة الدودة الحلزونية يهدد في حال تفشيه وانتشاره في اليمن، أكثر من 18 مليون رأس من المواشي، وهو ما ستترتب عليه أضرار اقتصادية وخيمة.. وعلى نفس الصعيد عقد أمس في وزارة الزراعة والري اجتماع طارئ برئاسة وزير الزراعة والري الدكتور منصور الحوشبي، ضم عدداً من الفنيين والمختصين في مجال الثروة الحيوانية وصحة الحيوان لمناقشة الإجراءات الطارئة لمواجهة انتشار المرض والسيطرة عليه. وكرس الاجتماع، الذي حضره أمين عام المجلس المحلي في محافظة المحويت علي أحمد الزيكم، ووكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد يحيى الغشم، لبحث الآليات العاجلة والمتعلقة بسرعة إرسال عدد من المرافق الميدانية للنزول الميداني لتنفيذ عمليات رش وتطهير للحيوانات ووقايتها من المرض.. وتطرق المجتمعون إلى الإجراءات المتعلقة بتوزيع عدد من المرشّات ومواد التطهير والمعالجة للحيوانات المصابة على المواطنين، بما يسهم في دعم جهود وزارة الزراعة والري لاحتواء هذا الموض ومحاصرته. وأكد الاجتماع أهمية دور السلطة المحلية بمحافظة المحويت في مساندة جهود الحكومة لمكافحة المرض، وتفعيل التنسيق مع المواطنين للإبلاغ عن أي حالات ظهور لإصابات الجديدة. وشدد على ضرورة تنفيذ حملات توعية للمزارعين ومربيي الثروة الحيوانية حول كيفية التعامل مع الحيوانات المصابة ووقايتها من المرض. وتشير العديد من الدراسات العلمية إلى أن عملية استئصال داء النغف الدملي تحتاج إلى برنامج خاص لاتقل مدته عن سبع إلى ثماني سنوات، يتم فيها المكافحة باستخدام ذكور معقّمة من ذبابة الدودة الحلزونية يتم نشرها من أجل القضاء على الذبابة ووقف تكاثرها بواسطة تلقيح بالذكور المعقّمة. من جانبه قال خبير منظمة الفاو السابق المهندس فؤاد باحكيم: إن هذا المرض يتسبب في حال انتشاره بإحداث الكثير من الخسائر الاقتصادية... مبيّناً أن معدل الخسائر السنوية بسبب إصابة الخراف والمواشي بهذا المرض في أستراليا تقدر بحوالي 70 مليون دولار سنوياً. وأوضح باحكيم أن داء الدودة الحلزونية، أو (داء النغف الدملي)، أو (ذبابة الدودة الحلزونية) مرض يصيب الحيوان أو الإنسان، وتسببه يرقات ذبابة طفيلية تسمى الدودة الحلزونية، حيث تتغذى على الأنسجة أو الأعضاء الحية للجسم، ويصيب المرض الثدييات (الأبقار، الجمال، الخيول، الماعز، الخراف، القطط، الكلاب)، وأحياناً الطيور. وأضاف: ويمكن أن يصيب أيضاً الإنسان، وفي بعض الحالات القليلة يصيب البرمائيات والزواحف، ويزداد انتشاره في المناطق الحارة التي تتجه ظروفها المناخية إلى الدافئة والمعتدلة. يُشار إلى أن مسببات المرض هي يرقات الذبابة المعروفة باسم ذبابة الدودة الحلزونية، ويكون لون الذبابة بين الأزرق واللون المخضر والرأس البرتقالي. وتضع هذه الذبابة بيوضها بمقدار 150 إلى 500 بيضة على شكل كتل مسطحة على الجروح الجديدة حتى لو كانت بسيطة، أو الإصابات الجلدية المختلفة مثل الحروق، الالتهابات الجلدية، مؤخرة الحيوان تحت الذيل أو الضرع، وفي حالة قص القرون وجز الصوف والترقيم والوشم، منطقة السرة في المواليد الجديدة، حيث تصيب جميع الحيوانات (الأبقار، الخيول، الجمال، الماعز، الضأن، الكلاب، القطط، والطيور وكذلك الإنسان).. وبعد 11 - 24 ساعة تفقس البيويضات، وتتحول إلى يرقات حلزونية مدببة النهاية، لونها مائل إلى الوردي، تتغذى على الدم والنسيج الحي لتعمل أنفاقاً، حيث تعمل هذه اليرقات على تهتك الجروح وزيادة حجمها على شكل دائري، وتنبعث من الآفة رائحة كريهة مع خروج إفرازات تقيحية مصلية مخلوطة مع الدم، وقد يهلك الحيوان إذا أُهمل علاجه. وبعد ذلك تتطور اليرقات إلى ثلاث مراحل في أثناء وجودها على جسم الحيوان خلال 4 - 8 أيام، ثم تسقط على الأرض، وتتحول إلى العذراء، وبعد أقل من 6 أيام تتطور وتتحول إلى الحشرة الكاملة، حيث تنضج خلال ثلاثة أيام حتى تتجامع وتضع البيض. وحول طرق الوقاية والمكافحة فإن التبليغ الفوري للجهات الحكومية المعنية عند ظهور المرض مع استعمال صناديق صائدات الحشرات إحدى الطرق الهامة لبدء عملية المكافحة، إلى جانب إطلاق الحشرات العقيمة بعد معاملتها بأشعة جاما بمعرفة المختصين. كما تعتبر نظافة الحظائر والاسطبلات بشكل دوري بالمبيد المخصص لمكافحة الذبابة عنصراً مهماً في وقاية الحيوان من المرض، بالإضافة إلى دور التوعية والتثقيف لمربيي الحيوانات والمتعاملين معها من مزارعين ومسوقين. وفي حالة وجود جروح في الحيوان يتم تعقيمها ورشها ببودرة الكمفوس، إلى جانب رش الحيوانات وتغطيسها بمحاليل قاتلة للطفيليات الخارجية، وكذا القضاء على الكلاب المريضة والضالة التي تعمل على انتشار المرض.