قالت وزارة الزراعة والري انها بدأت مطلع الشهر الجاري بتنفيذ خطة مكافحة طارئة للسيطرة على داء ذبابة الدودة الحلزونية في مناطق البؤر المرضية والمناطق العالية الخطورة بعدد من مديريات محافظات (حجة، المحويت، الحديدة) . وأوضح مدير عام الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري بالوزارة الدكتور منصور القدسي لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن الخطة تتضمن اعداد وتجهيز فرق ميدانية للمسح والترصد في المناطق الموبوءة والمناطق المجاورة لها بهدف تحديد شدة الإصابة ومعرفة مدى انتشار المرض. وقال القدسي أن الخطة تهدف ايضا الى تحديد الكثافة العددية والمسببة لتواجد الذبابة في تلك المناطق، فضلا عن الإكتشاف المبكر لحالات التدويد بما يسهم في السيطرة عليها ومكافحتها قبل اتساع رقعة انتشارها . واضاف القدسي أنه تم اعداد وتجهيز فرق ميدانية لتنفيذ أنشطة وبرامج وقائية وارشادية لمربي الثروة الحيوانية في تلك المناطق والمتعاملين معها الى جانب القيام بتنفيذ مكافحة طارئة في المناطق الموبوءة . وتتضمن الخطة ايضا اعداد وتجهيز فرق ميدانية لتنفيذ أنشطة وبرامج المراقبة والحجر في الأسواق الأسبوعية وفي نقاط التفتيش بين المديريات والمحافظات التي توجد فيها بؤر اصابة حيوانية بداء ذبابة الدودة الحلزونية والمديريات والمحافظات المجاورة لها . وبحسب مدير عام ادارة الصحة الحيوانية والحجر الصحي فان " هناك فريق بيطري فني متخصص تم تكليفه بالنزول الميداني الى المناطق المصابة بهدف تقييم وضع المرض واحتياجات المكافحة والمعالجة والوقاية ومستلزماتها". وستقوم الوزارة على ضوء التقييم الميداني من قبل الفريق باتخاذ الإجراءات المناسبة لمواجهة المرض والسيطرة على الوضع الى جانب تكثيف عدد فرق المكافحة الميدانية . وكانت 21 فرقة ميدانية تابعة للإدارة العامة للصحة الحيوانية نفذت منذ نوفمبر الماضي أعمال رش وتطهير للحيوانات في تلك المناطق وكذا معالجة الحيوانات المصابة بالمرض وترصد حالات الإصابة بهدف السيطرة على الوضع وتقليل حدة المرض الذي يتسع بشكل متسارع خاصة وان الظروف البيئية وانخفاض درجات الحرارة تشكل بيئية خصبة لانتشاره واستفحاله . وأشاد القدسي بالجهود المبذولة من قبل مكاتب الزراعة وكذلك الإدارة العامة لوقاية النبات ودورها في مساندة جهود الفرق الميدانية لمواجهة المرض في المناطق والمديريات التي ظهر فيها وهي مديريات الشغادرة، الطور، أسلم، عبس، كعيدنة، بني العوام بمحافظة حجة ومديريات المحويت، الخبت، بني سعد، ملحان بمحافظة المحويت، ومديريات الزيدية، الضحي، المغلاف، باجل، الدريهمي بمحافظة الحديدة. وفيما يتعلق بعوامل انتشار المرض أكد الدكتور منصور القدسي ان اليرقة التى تسبب مرض النغف الدملي تعيش في ظروف جوية معتدلة مع درجة معينة من الرطوبة وتفضل المناطق التى تتواجد فيها النباتات . واشار الى أن الخطورة تكمن في ان المرض ينتشر عبر الحيوانات الجبلية كالكلاب والقردة، الأمر الذي يشكل عائقا أمام فرق المكافحة لتتبع بؤر المرض ومكافحته .. معتبرا ان هذه المشكلة تستدعي بذل جهود كبيرة ومواصلة عمليات المكافحة والرش والتطهير وتعقيم الحيوانات . وكان داء النغف الدملي قد تفشى العام الماضي في منطقة تهامة الغربية عندما وصلت درجة الحرارة فيها الى أكثر من 40 درجة مئوية وبسبب الحرارة العالية انتقلت اليرقة التى تسبب الداء الى مناطق وجبال المحويت حيث كان الطقس هناك معتدل وهادئ وبيئة خصبة للتكاثر والانتشار. لكن المرض ظهر مرة أخرى في محافظة الحديدة خلال الشهرين الماضيين في الوقت الذي بدأ الطقس يتجه الى الإعتدال . وحسب القدسي فان الوزارة تحاول حصر اليرقة في المناطق المصابة بمحافظات المحويتوحجةوالحديدة وفي حال اتساع نطاق المرض وانتشاره فإن الأمر سيستدعي تعاونا اقليميا في عملية المكافحة . وأبرز الخسائر الإقتصادية التى يسببها داء ذبابة الدودة الحلزونية تتمثل في انخفاض قدرة الحيوان على انتاج اللحم والحليب مع إمكانية نفوق الحيوان اذا لم تعالج الحالات المصابة سريعاً. وتعتبر المواشي مصدر دخل رئيسي لأغلب الأسر في الأرياف وهو ما يثير المخاوف لديهم من اصابة مواشيهم بهذا الداء كونه يوقف عملية الانتاج عند الحيوان . كما تتمثل الخسائر بسب الداء في تلف الأنسجة ومن ثم الآم مبرحة للحيوان المصاب، كما ان تفاقم الإصابة بالداء يؤدي الى نفوق الحيوان، وأيضا يودي الداء الى تدني نوعية الجلود، اضافة الى ان الاصابة بالمرض يشكل بؤر لتكاثر الجراثيم المرضية . ويشير تقرير الفرق الميدانية الذي حصلت وكالة الانباء اليمنية (سبأ) على نسخة منه الى ان عدد الحيوانات التى تم وقايتها ومكافحتها من المرض في الثلاث المحافظات خلال الشهرين الماضيين بلغت 717 ألف و871 رأسا من الأغنام والماعز والأبقار والإبل وحيوانات أخرى . فيما تمكنت الفرق من معالجة قرابة خمسة آلاف و 195 من الحيوانات المصابة بالتدويد في مناطق ظهور المرض في بعض مديريات المحافظات الثلاث.