تمكنت فرق الترصد الوبائي التابعة للإدارة العامة للصحة الحيوانية خلال العشرين يوماً الماضية من وقاية ومكافحة أكثر من 275 ألفاً و53 حيواناً من داء ذبابة الدودة الحلزونية في 13 مديرية شملت 727 قرية بمحافظتي المحويتوحجة. وأوضح تقرير الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري بوزارة الزراعة والري والخاص بالوضع الوبائي لذبابة الدودة الحلزونية، أن الحيوانات التي تم معالجتها من المرض في المحافظتين خلال نفس الفترة تجاوز عددها ألفين و309 حيوانات تشمل (أبقار، أغنام، ماعز، إبل، حيوانات أخرى كالكلاب والحمير وغيرها). وبحسب التقرير - حصلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» على نسخة منه - فإن9 آلاف و204 من حظائر الحيوانات بحجةوالمحويت تم رشها بمبيدات مخصصة للقضاء على الطفيل الناقل للمرض بهدف تقليل حدة المرض وانتشاره وكذا سهولة السيطرة على الوضع في المناطق الموبوءة. ففي محافظة المحويت أوضح مدير إدارة الثروه الحيوانية بمكتب الزراعة والري بالمحافظة احمد قاسم الحاصبي أن نحو 216 ألفاً و952 رأساً من الحيوانات تم وقايتها من داء ذبابة الدودة الحلزونية بقرى وعزل مديريات (ملحان،بني سعد، الخبت، المحويت، حفاش ) منها 121 ألفاً و813 رأساً من الماعز و 10 آلاف و373 رأس أبقار و80 ألفاً و404 أغنام . ونوه بأن جهود المكافحة الميدانية لهذا الداء يتضمن توعية المزارعين ومربي المواشي بكيفية التعامل مع الحيوانات ومعالجة حالات التدويد الحيواني، بهدف مساندة جهود الفرق الميدانية في التقليل من حدة المرض وانتشاره. واعتبر الحاصبي داء ذبابة الدودة الحلزونية آفة خطيره تهدد قطاعاً واسعاً في اعداد الثروة الحيوانية .. داعياً الى تكاتف كافة الجهود الرسمية والشعبية وتكثيفها في سبيل مواجهة المرض واحتوائه. وطالب وزارة الزراعة والري بتشكيل فرق ترصد ثابتة على مستوى مديريات المحافظة حفاظا على الثروه الحيوانيه من النفوق كونها المصدر الرئيسي لدخل وغذاء الأسر الريفية .. مبيناً ان عدد الحيوانات النافقة بسبب الداء خلال العشرين يوماً الماضية بلغ ألفاً و141 رأساً من المواشي المختلفة بالمحافظة. لافتاً الى الصعوبات الكبيرة التي تعترض جهود مكتب الزراعة والري بالمحافظة لاحتواء المرض وذلك بسبب الظروف الطبيعية الصعبة للمنطقة ووعورة الطرقات ومحدودية عدد الفرق التي يتم تكليفها وضآلة المخصصات المالية التي يتم اعتمادها للعاملين في هذا المجال، الأمر الذي يشكل عائقاً لمهام الفرق الميدانية اللازمة لاحتواء المرض قبل انتشاره بشكل متزايد في القرى والتجمعات السكانية. وفي محافظة حجة أفاد تقرير الترصد والمكافحة الميدانية لذبابة الدودة الحلزونية أن عدد الحيوانات التي تم وقايتها من المرض في المحافظة خلال العشرين يوما الماضية بلغ 58 ألفاً و100 حيوان يشمل أبقاراًً وأغناماً وماعزاً وجمالاً وحميراً وحيوانات أخرى، فيما بلغ عدد الحيوانات التي تم معالجتها نحو 415 حيواناً. وبين التقرير أن حالات الإصابة بالداء ظهرت في 233 قرية موزعة على ثماني مديريات بمحافظة حجة، وأن عدد الحظائر التي تم رشها وتطهيرها بلغ ألفاً و675 حظيرة. وحسب التقرير فإن البؤر المرضية ظهرت في مناطق أكبر من مديريات المحافظة مقارنة بالعام الماضي نتيجة الظروف المناخية المواتية والملائمة لنمو تكاثر ذبابة الدودة الحلزونية وانتشارها بشكل واسع خاصة في المناطق عالية الخطورة أما بالنسبة للوضع الوبائي للذبابة الحلزونية في محافظة الحديدة فقد أعلن مكتب الخدمات البيطرية بالمحافظة عن نفوق خمسمائة رأس من الحيوانات المصابة بالذبابة في عدد من مديريات المحافظة خلال الفترة من منتصف نوفمبر 2008م وحتى نهاية شهر يناير الماضي. وأفاد مدير المكتب الدكتور فاضل العامري أن نتائج المسح الميداني الذي نفذته فرق الترصد الوبائي خلال تلك الفترة أظهرت انتشار الوباء في 358 قرية من إجمالي ألفين و 87 قرية تم مسحها في 11 مديرية من مديريات المحافظة. موضحاً أنه تم جمع 911 عينة وإرسالها إلى مختبر وزارة الزراعة، ورش سبعة آلاف و 857 مزرعة وحظيرة موزعة على مديريات (السخنة، المنصورية ،القناوص، الزيدية، زبيد، الضحي، المغلاف، باجل، الدريهمي، بيت الفقيه و برع). مشيراً إلى أن عدد الحيوانات المصابة بالتدويد والتي تم معالجتها خلال تلك الفترة بلغ ألفين و 860 رأساً ما بين أبقار و أغنام و ماعز وجمال وحيوانات اخرى، فيما وصل عدد الحيوانات التي تم وقايتها ومكافحتها ضد التدويد إلى 17 ألفاً و 478 رأساً. وذكر العامري بأن الرياح الموسمية أدت إلى تفاقم إصابة الحيوانات في المديريات الجنوبية من المحافظة .. منوهاً بأنه تم توزيع مادة الكومافوس على المواطنين في الأماكن المصابة وإرشادهم بكيفية استخدام هذه المادة المخصصة لوقاية الحيوانات والمواشي من المرض. ولفت الدكتور العامري الى المعوقات التي واجهت جهود المكافحة الميدانية والمتمثلة في وجود الكلاب الضالة وكذا الحيوانات البرية المصابة بالدودة في المديريات المصابة، الى جانب ان الظروف المناخية في المناطق الموبؤة ملائمة لانتشار الداء، الأمر الذي يتطلب تكثيف جهود رسمية وشعبية نحو احتواء المرض قبل استفحاله . وحول آلية وزارة الزراعة والري في مواجهة المرض خلال المرحلة القادمة أفاد مدير عام الصحة الحيوانية والحجر البيطري الدكتور منصور القدسي أن فرق المكافحة الميدانية للمرض وعددها 22 فرقة في محافظات(المحويتوحجةوالحديدة وصعدة) ستواصل أعمالها حتى يتم توفير مسلتزمات المعالجة والمكافحة وتعيين مسؤولي ترصد في المديريات التي لم تشملها شبكة الترصد حتى الآن . ولفت الى أن اجراءات المكافحة خلال المرحلة القادمة ستركز على إشراك المزارعين ومربي الثروة الحيوانية والمتعاملين معها للقيام بالمكافحة والمعالجة وتطهير الحيوانات ووقايتها من المرض وذلك من خلال التوعية بكيفية التعامل مع الحيوان المصاب ومعالجته وحمايته بما يسهم في مساندة جهود الوزارة في احتواء هذا الداء .. منوهاً بأن تنظيف الحيوان وتطهيره وكذا تنظيف الحظائر وتطهيرها أحد العوامل التي تسهم في الحد من انتشار المرض ووقاية الحيوان من الإصابة. واعتبر الدكتور القدسي ان وعورة المناطق والمرتفعات الجلبية وكذا انتقال المرض للحيوانات البرية كالكلاب والقردة أبرز الإشكاليات التي تواجه جهود المكافحة الميدانية، فضلا عن صعوبات وعراقيل تتمثل في الجوانب الأمنية بمحافظة صعدة . وأشاد القدسي بالجهود المبذولة من قبل مكاتب الزراعة وكذلك الإدارة العامة لوقاية النبات ودورها في مساندة جهود الفرق الميدانية لمواجهة المرض في المناطق والمديريات التي ظهر فيها وهي مديريات الشغادرة، الطور، أسلم، عبس، كعيدنة، بني العوام بمحافظة حجة ومديريات المحويت، الخبت، بني سعد، ملحان بمحافظة المحويت، ومديريات الزيدية، الضحي، المغلاف، باجل، الدريهمي بمحافظة الحديدة. ويؤكد خبراء الثروة الحيوانية وصحة الحيوان أن الظروف المناخية الحالية واستمرار موجات الصقيع التي تشهدها معظم المناطق والمرتفعات يشكل بيئية ملائمة لإنتشار المرض واتساع نطاقه .. متوقعين ظهور بؤر جديدة للإصابة بالمرض في المناطق المجاورة للقرى والمديريات الموبؤة وهو ما يستدعي الى تكاتف كافة الجهات المعنية والمجالس المحلية في عملية المكافحة. يذكر أن عملية التدويد هي مرحلة الإصابة بداء ذبابة الدودة الحلزونية وتتمثل في اصابة الجروح بيرقات الذباب مما يؤدي الى جملة من التأثيرات المرضية في الحيوانات المصابة منها تأثيرات سمية نتيجة إفرازات يرقات الدودة لفضلاتها مما يؤدي الى قتل موضعي للأنسجة الحية المصابة واصدار رائحة كريهة تجذب أعداداً أخرى من الذباب لتضع بيضها على الجرح ما يؤدي الى تفاقم واتساع رقعة الإصابة. وأبرز الخسائر الاقتصادية التي يسببها داء ذبابة الدودة الحلزونية يتمثل في انخفاض قدرة الحيوان على انتاج اللحم والحليب مع إمكانية نفوق الحيوان اذا لم تعالج الحالات المصابة سريعاً.