تنفذ وزارة الزراعة والري حالياً برنامج مكافحة داء ذبابة الدودة الحلزونية الذي عاود ظهوره مرة أخرى في مناطق بعض المحافظات، وذلك بهدف التقليل من الخسائر التي يلحقها بالثروة الحيوانية. وأوضح مدير عام الصحة الحيوانية والحجر البيطري في وزارة الزراعة والري الدكتور منصور القدسي لوكالة الأنباء اليمنية "سبأ" أن برنامج المكافحة يتضمن آلية محددة تتمثل في تكليف البيطريين الموجودين في المحافظات وبالتعاون مع مكاتب الوزارة وبالذات في المديريات التي ظهرت فيها الإصابة بموافاة الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري بتقارير أسبوعية وشهرية متكاملة حول عملية المكافحة وحجم الإصابات في تلك المناطق. مشيراً إلى أن برنامج المكافحة يتضمن توعية وإرشاد المزارعين ومربي الثروة الحيوانية حول أساليب وطرق وقاية الحيوان من داء ذبابة الدودة الحلزونية، إضافة إلى تعريفهم وتدريبهم على عملية المكافحة والمعالجة التي يقوم بها البيطريون. وقال: "إن نشر الوعي لدى مربي الحيوانات والمواشي بخطورة هذا المرض وكيفية المعالجة والوقاية هو أحد الحلول المثلى التي تساعد جهود الوزارة على مواجهة داء ذبابة الدودة الحلزونية والتقليل من أضراره على الثروة الحيوانية، حيث يصعب استئصال المرض نهائياً كون استئصاله عملية معقدة ومكلفة جداً". واعتبر الدكتور القدسي أن تميز اليمن بالتنوع التضاريسي والغطاء النباتي والبيئة والمناخ وتوزيع الثروة الحيوانية أحد العوامل التي ساعدت على سرعة نمو وتكاثر ذبابة الدودة الحلزونية لاسيما في المواسم والمناطق العالية الخطورة والمرتفعات الجبلية التي يصعب الوصول إليها وتنفيذ عملية مكافحة للحيوانات البرية فيها، إلى جانب عوامل أخرى ساعدت على انتقال المرض من منطقة إلى أخرى تتمثل في تسويق المواشي، وانتقال الحيوانات المصابة من سوق إلى آخر. منوهاً بجهود مكافحة ذبابة الدودة الحلزونية في المحافظات التي ظهرت فيها وهي محافظات الحديدة وحجة والمحويت وتعز وإب وبعض المناطق في محافظتي ريمة وذمار وبالتعاون مع مشروع التنمية الريفية في محافظة ذمار ومشروع الزراعة المطرية والثروة الحيوانية. وأكد أن الوزارة توفر العلاجات الخاصة بالمكافحة والبروشورات التوعوية، وتوزيعها على المزارعين بشكل مجاني بما يسهم في تعريف المزارع بهذه الآفة وخطورتها وكيفية الوقاية والمساهمة في معالجتها. وأهاب القدسي بالمزارعين ومربي ومسوقي الحيوانات والمواشي بأهمية الحفاظ على صحة الحيوان، والاهتمام بالنظافة وتطهير الحظائر بشكل يومي لتقليل خطر الإصابة وحماية الحيوانات من الإصابة بالجروح باعتبارها بؤرة لتكاثر ذبابة الدودة الحلزونية. وشدد على ضرورة الإبلاغ الفوري عن الحالات المشتبه إصابتها بهذا المرض من خلال التواصل مع إدارات صحة الحيوان في مكاتب الزراعة والري بالمحافظات المصابة. وفيما يتعلق بظهور المرض أفاد خبراء بيطريون في الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري أن تجدد خطر ظهور وانتشار مرض التدويد الناتج عن ذبابة الدودة الحلزونية بين الحيوانات في عدد من محافظات الجمهورية يشير إلى استيطان هذا المرض في اليمن؛ الأمر الذي يعطي مؤشراً لظهوره في كل المواسم التي تتوفر فيها كافة العوامل والظروف المناخية والبيئية المناسبة لنمو وتكاثر ذبابة الدودة الحلزونية. وحول جهود وزارة الزراعة والري في مواجهة خطر ذبابة الدودة الحلزونية في المناطق والمديريات المصابة أشار تقرير الإدارة العامة للصحة الحيوانية والحجر البيطري الخاص بالمكافحة الميدانية إلى أن إجمالي الحيوانات التي تمت معالجتها خلال الربع الثالث من العام الجاري بلغت 7 آلاف و666 رأساً؛ شملت مناطق ومديريات بعض المحافظات المصابة. ونوّه التقرير بأن أعداد القرى والأسواق والمزارع التي تم مسحها في نفس الفترة تجاوزت ألفاً و576 موقعاً، ووصلت أعداد القرى التي ظهرت فيها الإصابة إلى 459 قرية. وطبقاً للتقرير الربعي فإن إجمالي عدد الحيوانات التي تمت وقايتها بالرش بالمبيد الخاص بذلك تجاوز أكثر من 50 ألفاً و632 رأساً من الماعز والأغنام والجمال والأبقار والحيوانات الأخرى، فيما وصل عدد الحظائر التي تم رشها وتطهيرها 4 آلاف و53 حظيرة. كما تم توزيع أكثر من 3 آلاف و600 بروشور ونشرة توعوية للمزارعين حول عملية المكافحة، وكيفية التعامل مع الحيوان المصاب، ووقاية الحيوانات السليمة، وتنظيف الحظائر والرش المستمر. وبخصوص البلاغات حول انتشار الدودة الحلزونية في بعض مناطق ومديريات عدد من المحافظات شهدت مديريات (شرعب السلام، الرونة، مقبنة، جبل حبشي، التعزية، المعافر) في محافظة تعز خلال الشهرين الماضيين تزايداً ملحوظاً لحالات إصابة الحيوانات بمرض الدودة الحلزونية بصورة سريعة مما شكل قلقاً لدى المواطنين وتخوفهم من إصابة مواشيهم بهذا المرض. مسئول الترصد الوبائي والمكافحة في محافظة تعز الدكتور نزار فيصل الأغبري أشار إلى أنه تم تكليف فريق بيطري لمكافحة ذبابة الدودة الحلزونية نفذ أعمال مكافحة ومعالجة ورش وتطهير الحيوانات في المديريات المصابة في محافظة تعز خلال أكتوبر الماضي. مبيناً أنه تمت معالجة 767 رأساً من المواشي (أغنام، أبقار، إبل، ماعز، حمير، وأخرى) فيما تمت وقاية ورش أكثر من 5 آلاف و281 رأساً من الحيوانات والمواشي في القرى التي ظهرت فيها الإصابة والبالغة 224 قرية في ست مديريات بمحافظة تعز، إضافة إلى تطهير 178 حظيرة. ولفت الأغبري إلى أن عدد المزارعين الذين استفادوا من عملية التوعية الإرشادية التي نفذتها الفرق الميدانية بلغ 246 مزارعاً، حيث تم تزويدهم بالنشرات الإرشادية والتوعوية والعلاجات الخاصة بمعالجة الحيوانات المصابة بالتدويد. وطالب بأهمية استمرار ومواصلة تنفيذ حملات ترصد ومكافحة لمواجهة مرض ذبابة الدودة الحلزونية في مختلف مديريات ومناطق المحافظة للحد من الخسائر والأضرار الاقتصادية الناجمة عن الإصابة بهذا المرض. يشار إلى أن أول ظهور لداء ذبابة الدودة الحلزونية كان بمحافظة صعدة في سبتمبر من العام 2007م، ومن ثم انتشر في عدد من محافظات الجمهورية.