كشفت نتائج المسوحات الميدانية لفرق الترصد الوبائي بمحافظة المحويت عن ارتفاع عدد الحيوانات النافقة بسبب داء ذبابة الدودة الحلزونية إلى ألفً و20 حيواناً حتى الأسبوع المنصرم.. وأكد تقرير الترصد الوبائي تزايد عدد إصابات قطعان الماشية بداء الدودة الحلزونية بشكل كبير في المناطق الموبوءة بالمحافظة.. حيث سجلت فرق الترصد الوبائي وبلغ عدد الحيوانات المصابة والتي تم تسجيلها خلال ديسمبر الجاري فقط في مديريات ( حفاش، الخبت، ملحان، بني سعد والمحويت ) أكثر من ألفين و161 رأساً منها 103 رؤوس من الأبقار و 730 أغنام و802 ماعز و 329 جمال و167 من الحمير و 30 حيواناً آخر.. وأوضح مدير مكتب الزراعة والري بالمحويت المهندس محمد محمد الصرمي لوكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ أن ثمان فرق ميدانية تابعة للإدارة العامة للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة والري قامت بالنزول الميداني الى المناطق التي ظهرت فيها الإصابات ونفذت عمليات رش وتطهير ومعالجة للحيوانات المصابة ورش الحيوانات غير المصابة والحظائر بالمبيدات الوقائية اللازمة. وبين أن عدد الحيوانات التي تم علاجها أربعة آلاف و 343 رأساً من الأبقار و 45 ألفاً و781 رأس أغنام و 19 ألفاً و323 رأس ماعز وألف و13 رأس جمال و ألف و 576 رأس حيوانات أخرى.. في حين بلغ عدد الحظائر التي تم رشها بالمبيدات الوقائية ألفين و420 حظيرة. واعتبر الصرمي تزايد حالات الإصابة والنفوق للحيوانات بسبب داء ذبابة الدودة الحلزونية كارثة تهدد قطاعاً واسعاً من الثروة الحيوانية، يعززها ملاءمة الظروف المناخية الحالية لانتشار المرض. معبراً عن تخوفه من اتساع نطاق المرض إلى المحافظات المجاورة في حال عدم اتخاذ إجراءات مكافحة ووقاية عاجلة للمرض، الأمر الذي قد يترتب عليه خسائر اقتصادية في منتجات الثروة الحيوانية من اللحوم والألبان وغيرها.. وشدد المهندس الصرمي على أهمية تضافر الجهود الرسمية والشعبية لمواجهة المرض كون فرص انتشاره محتملة، الى جانب الإسراع في تنفيذ حملات مكافحة ومعالجة لاحتواء المرض قبل استفحاله، الى جانب توفير المستلزمات اللازمة للمكافحة من مرشات يدوية وأدوية تطهير ومعالجة وغيره، وكذا توعية المواطنين بكيفية التعامل مع المرض وطرق الوقاية منه. ولفت الى أن جهود وزارة الزراعة والري لمواجهة هذا الداء محدودة ومتواضعة نظراً لاتساع رقعة المساحة الجغرافية التي انتشر فيها المرض، فضلاً عن وعورة التضاريس وتناثر القرى والتجمعات السكانية على سفوح وقمم الجبال العالية والشاهقة. وحسب الصرمي فإن هناك نقصاً في الأدوية والمستلزمات العلاجية والوقائية اللازمة لمواجهة داء ذبابة الدودة الحلزونية وما يزيد من تعقيد هذه المشكلة ان الفرق الميدانية الثمان المكلفة بالرش والتطهير والمعالجة التابعة لوزارة الزراعة والري قد انتهت فترة مهمتها الزمنية وتم عودتها الى الوزارة والاكتفاء بإبقاء فرقة عمل واحدة. ونوه بأن جهود المكافحة لهذا الوباء أصبحت شبه محدودة ومنعدمة وان الوباء سيزداد انتشاراً وتتضاعف أعداد الإصابات والنفوق الكلي للثروة الحيوانية في الكثير من القرى والعزل والمديريات خصوصاً المناطق التي لم يتم الوصول اليها حتى الآن من فرق الرش الوقائي.. ويؤكد خبراء ومتخصصون في مجال الثروة الحيوانية وصحة الحيوان أن الظروف المناخية الحالية وموجات الصقيع التي تشهدها معظم المناطق والمرتفعات يشكل بيئية ملائمة لانتشار المرض واتساع نطاقه .. متوقعين ظهور بؤر جديدة للإصابة بالمرض في المناطق المجاورة للقرى والمديريات الموبوءة خلال الأيام القادمة. ويشير هؤلاء الى أن تنظيف الحيوان وتطهيره برش المبيدات المخصصة لذلك الى جانب تنظيف الحظائر وتطهيرها أحد العوامل التي تسهم في الحد من انتشار المرض ووقاية الحيوان من الإصابة.. واعتبر رئيس الفريق الوطني لمشروع مكافحة ذبابة الدودة الحلزونية الدكتور محمد علي الهيال أن عمليات الرش والتطهير للحيوانات والحظائر عامل مهم لقتل الحشرات أو الذباب الناقل للمرض مما يجعل فرص الإصابة بالمرض قليلة لأن الذبابة تعد الناقل الأساسي لداء النغف الدملي . منوهاً بأهمية تضافر كافة الجهود الحكومية والشعبية والمجالس المحلية ومنظمات المجتمع المدني للسيطرة على المرض في المناطق المصابة ، الى جانب توعية المواطنين بكيفية معالجة الحيوانات المصابة والوقاية من المرض.. وشدد الدكتور الهيال على أهمية إيجاد خطة مكافحة ومواجهة للسيطرة على المرض قبل استفحاله وانتقاله الى مناطق عديدة خاصة في ظل الظروف المناخية السائدة والملائمة .. محملاً وزارة الزراعة والري المسؤولية الكاملة في مواجهة المرض كونها الجهة المختصة بالترصد والسيطرة على الأمراض التي تهدد الثروة الحيوانية في البلاد. وفي هذا الجانب أكد وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية الدكتور محمد الغشم أن الوزارة ستقوم مطلع العام القادم بوضع خطة مكافحة جديدة لمواجهة المرض واحتوائه، فضلاً عن تنفيذ مسوح ترصد ميدانية لكافة مناطق ومحافظات الجمهورية لترصد الأوبئة التي تهدد الثروة الحيوانية. وشدد الغشم على ضرورة قيام السلطة المحلية بدورها في السيطرة على المرض ومساندة جهود الوزارة في هذا الجانب .. منوهاً بضرورة توعية المواطنين وتعريفهم بكيفية التعامل مع الحيوانات المصابة فيما يتعلق بالتطهير والرش والمعالجة .. داعياً المواطنين الى الإبلاغ الفوري في حال ظهور حالات اصابة حيوانية يشتبه بها بداء ذبابة الدودة الحلزونية (النغف الدملي) ليتسنى للجهات المعنية اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة . وتعرف عملية التدويد بأنها مرحلة الإصابة بداء ذبابة الدودة الحلزونية وتتمثل في اصابة الجروح بيرقات الذباب مما يؤدي الى جملة من التأثيرات المرضية في الحيوانات المصابة منها تأثيرات سمية نتيجة إفرازات يرقات الدودة لفضلاتها مما يؤدي الى قتل موضعي للأنسجة الحية المصابة واصدار رائحة كريهة تجذب أعداداً أخرى من الذباب لتضع بيضها على الجرح ما يؤدي الى تفاقم واتساع رقعة الإصابة، الى جانب إصابة الجروح بالبكتيريا وغيرها من الجراثيم التي تؤدي الى تجرثم الدم وهلاك الحيوان.. وأبرز الخسائر الاقتصادية التي يسببها داء ذبابة الدودة الحلزونية تتمثل في انخفاض قدرة الحيوان على انتاج اللحم والحليب مع إمكانية نفوق الحيوان اذا لم تعالج الحالات المصابة سريعاً.