اطلع وزير المياه والبيئة المهندس عبدالرحمن فضل الإرياني، ومعه الفريق الطبي العسكري من الأردن الشقيق، المتخصص في مواجهة الكوارث الطبيعية، برئاسة العميد الدكتور محمد صالح القرعان، أمس على الأضرار البشرية والمادية التي ألحقتها كارثة السيول الأخيرة في مديرية ساه بمحافظة حضرموت. وخلال زيارتهم للمديرية أطلع وكيل المحافظة لشئون الوادي والصحراء أحمد جنيد الجنيد الوزير والوفد الأردني على حجم تلك الأضرار ونتائج الكارثة التي أودت بحياة نحو (49) شخصاً وفقدان نحو (20) آخرين، وتهدم (789) منزلاً تهدماً كلياً، إضافة إلى المنشآت الحكومية والمساجد، وجرف المساحات الواسعة من الأراضي الزراعية وعشرات الآلاف من أشجار النخيل، ونفوق أعداد كبيرة من الماشية في المديرية. وأشار الوكيل إلى الجهود التي تبذل حالياً لتجاوز آثار الكارثة، والاتجاه نحو البناء والتعمير والإصحاح البيئي، وإصلاح ما دمرته السيول من خدمات في قطاعات البنى التحتية. ولفت إلى أعمال الإغاثة والإيواء للسكان المتضررين من تلك الكارثة، وتوزيع المعونات اللازمة والضرورية لهم، وتوفير الخدمات الطبية والعلاجية والرعاية الصحية المجانية. وأكد الجنيد أن عمليات البناء والإعمار لمنازل المواطنين المتضررين من المقرر لها أن تبدأ الأسبوع القادم في المناطق التي تم الانتهاء فيها من تحديد المخططات السكنية الآمنة. داعياً كل الخيرين من أبناء وطننا إلى الإسهام الفاعل في هذه المرحلة التي تحتاج إلى مزيد من الجهد وبذل الطاقات. فيما عبّر وزير المياه والبيئة عن ارتياحه للجهود التي بذلتها الفرق الميدانية الفنية والهندسية المتخصصة في قطاعات المياه والبيئة التي عملت خلال الأيام الماضية في المناطق المتضررة وأثبتت نتائج فحوصاتها لمياه الشرب الأهلية عدم تأثرها بالتلوث البيئي، وقيامها بتنقية تلك المياه بمادة الكلور كإجراء وقائي واحترازي.. مؤكداً حرص الوزارة على إصلاح شبكات مياه الشرب المتضررة، وإعادة مشاريع المياه الأهلية في القرى المتضررة إلى طبيعتها.. منوهاً إلى أنه تم التغلب على آثار التسرب النفطي الذي حدث من أحد أنابيب النفط في المنطقة التي تضررت من الفيضانات... مؤكداً أنه لا يشكل أي ضرر على السكان وعلى البيئة في المنطقة. وتطرق الوزير الإرياني إلى عمليات الرش التي تقوم بها الفرق الميدانية التابعة لوزارة الصحة العامة والسكان في المستنقعات المائية، باعتبارها أماكن خصبة لتوالد الحشرات الناقلة للأمراض والأوبئة المختلفة ومن بينها البعوض الناقل للملاريا. على نفس الصعيد نقل رئيس الفريق الطبي العسكري الأردني - الذي زار أيضاً عدداً من المناطق المتضررة في مديرية تريم، واطلع على حجم الضرر الذي لحق بها جراء الكارثة - تعازي الأردن ملكاً وحكومة وشعباً إلى إخوانه في اليمن لضحايا الكارثة الطبيعية وفي مصابهم الجلل هذا... سائلاً المولى أن يحفظ اليمن قيادة وشعباً من كل مكروه. وأكد استعداد الأردن تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدة للتغلب على تداعيات الكارثة والتخفيف من آثارها. رافقهم خلال الزيارة وكيل وزارة المياه والبيئة لقطاع البيئة الدكتور حسين علوي الجنيد، ووكيل وزارة الصحة العامة والسكان الدكتور ناصر باعوم، والوكيل المساعد لوزارة المياه والبيئة لقطاع المياه المهندس عبدالقادر حنش، وعدد من مسئولي الجهات ذات العلاقة. من جهة أخرى مدّدَ مخيم 22 مايو الطبي التاسع التابع لقوات الحرس الجمهوري فترة بقائه في مديرية القطن بوادي وصحراء - محافظة حضرموت - أربعة أيام أخرى لتقديم خدماته الطبية المجانية لأكبر عدد من المواطنين في المحافظة. وأوضح نائب رئيس شعبة التأمين الطبي بقوات الحرس الجمهوري الدكتور صالح عيظة، لوكالة الأنباء اليمنية - سبأ - أن تمديد المخيم، الذي بدأ أعماله بحضرموت في الأول من نوفمبر الجاري، جاء بناءً على توجيهات قائد الحرس الجمهوري، قائد القوات الخاصة العميد الركن أحمد علي عبدالله صالح، انطلاقاً من حرصه على استفادة أكبر عدد من المواطنين في المحافظة المتضررة من الأمطار والسيول من خدمات المخيم الطبية المتكاملة، وتغطية الإقبال الشديد على المخيم من قبل المواطنين. وأشار الدكتور عيظة إلى أن المخيم، الذي بدأ في منطقة قاهر بمديرية تريم وانتقل الاثنين الماضي إلى مديرية القطن، عالج 26 ألفاً و400 حالة مرضية، وأجرى 330 عملية جراحية مختلفة معظمها عمليات كبرى. ولفت الدكتور عيظة إلى أن عدد المستفيدين من مخيم 22 مايو الطبي منذ بدء فعالياته قبل 33 يوماً في محافظات الضالع ولحج وحضرموت، بلغ حتى الآن 83 ألفاً و500 حالة مرضية، بالإضافة إلى إجراء أطبائه ألفاً و682 عملية جراحية مختلفة معظمها كبرى. مبيّناً أنه تم نقل 118 حالة مرضية إلى أمانة العاصمة لإجراء عمليات جراحية كبرى في مجال القلب وجراحة المخ والأعصاب وجراحة العظام وغيرها.. معرباً عن الشكر والتقدير للمستشفى العسكري العام ومستشفى الثورة العام في صنعاء لتعاونهما في استقبال الحالات وتفاعلهم مع فعاليات المخيمات الثلاثة. وقدم المخيم خلال الخمسة الأسابيع الماضية خدمات طبية وعلاجية متكاملة للمرضى من المعدمين وذوي الدخل المحدود. وكان مخيم 22 مايو الطبي الثامن، الذي استقبل في الأسبوع الأخير من أكتوبر الماضي في محافظة لحج 21 ألفاً و400 حالة، وأجرى 327 عملية جراحية مختلفة... فيما استقبل المخيم السابع في محافظة الضالع، الذي بدأ في 11 أكتوبر الماضي، 35 ألفاً و700 حالة، وأجرى ألفاً و25 عملية جراحية. يذكر أن المخيم يضم أكثر من 145 كادراً طبياً ما بين اختصاصيين وأطباء عموم وتمريض وفنيين، ويشتمل على خيام خاصة لاستقبال النساء والرجال في اختصاصات الباطنية العامة وأمراض القلب والأوعية الدموية والجراحة العامة وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة وطب العيون وجراحة وطب الأسنان والأمراض الجلدية والتناسلية. كما يضم عيادات جراحة العظام والعمود الفقري وجراحة المسالك البولية والنساء والتوليد وتنظيم الأسرة والأمراض النفسية والعصبية وعيادة التشخيص بالأشعة السينية والموجات فوق الصوتية، وكذا ملحقات تضم المختبر والصيدلية وغرفة عمليات مجهزة. المخيم الطبي التابع للحرس الجمهوري يقدم خدماته للمواطنين