إلى أين يا آخر الذاهبين إلى البحر ترمي خطاك؟ ونجواك لم تقطع الشك. هذا عصيٌّ على مثل عينيك أن تذهبا في جهات الهباء. أشُكُّ بنور فؤادك أن يستضيء المساحات والوقت ملتبس في رؤاكْ. إني أرى مدخلاً لانتهائك أستطلع الآن رائحةَ الموت قادمةً من جهات الحبيبة والليلُ يجمع أشياءه باتجاه المنصة. هل صعَدَ الليل؟ لا. في الأعالي يدٌ تبتني لك سدرةَ ضوء فهيّئْ لنفسك مبتدأ يأتك الحلم من غيمة في السماء. وهل حط عندك طير الأماني إذا كان في النار متسع للأغاني فغن لبرد ”العروس” الحبيبةُ تدخل في ثوبها الجبلي تدلِّي عليك ضفائرها إذ تسلِّم سلِّمْ عليها على رقصة الورد سلِّم على شجنٍ عالقٍ في جبين البلاد. تجيء المسافاتُ من مشرق الضوء تسألُ: هل توّجَتك المآسي دما في الدروب؟ وهل أنت منتبه لجنونك؟ هأنت تنسى رجوعك تبكي على طلعة الحلم منحنيا يا مغني تمهلْ رجوتُك بالورد بالحب بالنار أن تتمهلَ من قال إنك ملتبس في طريقك؟ من قال إنك ضيَّعت عينيك؟ أقسم إنك تصّعّد الآن يا سيد الذاهبين إلى البحر أقسم إن البلاد بدونك غارقة في الجحيم.