عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    دولة الأونلاين    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزواج المبكر..مخاطر ونتائج كارثية
نشر في الجمهورية يوم 02 - 01 - 2009

كشفت فعاليات اليوم العربي للأسرة العربية التي اختتمت في صنعاء والذي نظمها المجلس الأعلى للأمومة والطفولة بالتعاون مع الإدارة العامة للأسرة بالجامعة العربية وبمشاركة العديد من الدول العربية خطورة ظاهرة الزواج المبكر والتي تعاني منها مختلف المجتمعات العربية ومنها بلادنا كظاهرة تهدد المجتمعات من خلال المشكلات الناتجة عنه والتي بدورها تهدد تماسك وتلاحم كيان الأسرة الواحدة ناهيك عن المخاطر الصحية الكبيرة للفتيات نتيجة عدم اكتمال النمو الجسدي والعقلي والعاطفي ،وكذلك مخاطر الحمل المبكر والذي يؤدي في الكثير من الأحيان إلى وفاة الأم، وغيرها من المخاطر الاجتماعية والصحية والثقافية والتنموية والاقتصادية.
اليمن بدورها تقدمت بورقة عمل إلى المؤتمر العربي للأسرة حول هذا الجانب من خلال دراسة مستفيضة تم إعدادها من قبل فريق علمي متخصص من مركز أبحاث ودراسة النوع الاجتماعي التابع لجامعة صنعاء برئاسة الدكتورة نورية علي حُمد.«الجمهورية» تستعرض خلال الأسطر القادمة أهم ما جاء فيها...
موقع الدراسة
تم تنفيذ الدراسة الميدانية في محافظتين يمنيتين هما: حضرموت والحديدة، وعلى الرغم من أن حضرموت من الناحية الإدارية تمثل محافظة واحدة، إلا أن وكالات التنمية والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية اعتادت في تعاملها مع محافظة حضرموت باعتبارها تنقسم إلى قسمين: حضرموت الساحل وعاصمته المكلا وحضرموت الوادي والصحراء وعاصمته سيئون، وعلى هذا الأساس يمكن القول أن بحثنا الميداني قد تم تنفيذه في ثلاث مناطق بحثية هي: الحديدة ، المكلا، وسيئون.
الفقر والزواج المبكر:
تشير نتائج المسح الوطني لظاهرة الفقر إلى أن محافظتي حضرموت والحديدة احتلتا المرتبتين الأولى والثالثة على التوالي من بين عشرين محافظة من محافظات اليمن على مقياس حدة الفقر، وأخذاً في الاعتبار التفاوت النسبي لانتشار ظاهرة الفقر على مستوى المديريات، فإن نتائج المسح الوطني لظاهرة الفقر لعام 1999م تشير إلى أن 12% من مديريات الجمهورية تصل نسبة الفقر الحاد فيها إلى أقل من 10%،وهذه النسبة تعتبر طبيعية، بينما تتراوح نسبة الفقر الحاد مابين1019% في 25% من المديريات الأخرى وتتراوح نسبة الفقر مابين 2029% في 22% من المديريات، وتعكس هذه النسب تباين مستويات الفقر بين المديريات وشدة وطأة الفقر في حوالي 62%من مديريات الجمهورية، وهي المديريات التي تزيد فيها نسبة الفقر عن 20% وهناك مديريات تصل فيها نسبة الفقر إلى 50% فأكثر، وعددها 23مديرية 6مديريات منها في محافظتي الحديدة وحضرموت «ثلاث في كل منهما».
وعلى الرغم من أن البيانات الكمية والكيفية التي تم جمعها من خلال الدراسة الميدانية لاتشير إلى أن الفقر يمثل السبب الرئيس لانتشار ظاهرة الزواج المبكر للأولاد الذكور، بل على العكس من ذلك فإن توفر المال يمثل بالنسبة ل03.6%من الأسر السبب الأول الذي يدفع الأسر لتزويج أولادها الذكور في سن مبكرة، لذلك فإن الفقر يحتل فقط المرتبة الثانية من بين أسباب الزواج المبكر وذلك حسب ما أثبتته نتائج الدراسة الميدانية التي نفذت في المحافظتين، فضلاً عن ذلك فإن الزواج المبكر لا يرتبط بفقر الدخل بقدر ما يرتبط بثقافة الفقر.. وقد تبين من الدراسة الميدانية أن العامل الرئيس الذي يقف وراء ظاهرة الزواج المبكر في المحافظتين هو انتشار توجهات ثقافية مؤيدة للزواج المبكر، حيث يرى معظم السكان أن الدين الإسلامي الحنيف يحث على الزواج المبكر.
بنية العائلة في حضرموت:
تؤكد الدراسة بأن الأسرة الممتدة في حضرموت مازالت كما هو الحال في معظم محافظات اليمن ،هي النمط السائد للتنظيم الأسري، وقد ساهمت عوامل كثيرة في الحفاظ على هذا النمط الأسري واستمراره ، ويتمثل أهم هذه الأسباب فيما اتسم به سكان حضرموت الذكور تاريخياً من ميل للهجرة، وكان الأزواج المهاجرون يطمئنون على زوجاتهم وأطفالهم في حال إقامتهم في منزل العائلة الكبيرة، لذلك فقد كانت العائلات تتكون من الآباء وأبنائهم المتزوجين وأطفالهم وأحياناً تضم الأحفاد المتزوجين.
بنية العائلة في الحديدة:
وتقول وعلى العكس من محافظة حضرموت فإن مدينة الحديدة بشكل خاص والإقليم الساحلي الغربي بشكل عام الذي تستغرق محافظة الحديدة معظم مساحته،شهدا حركة هجرة وافدة كبيرة من أفريقيا خلال القرون الأولى من تاريخ اليمن الإسلامي وكذلك هجرات من شبه الجزيرة الهندية خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، الأمر الذي ترتب عليه إحداث ضعف نسبي للبنى القبلية، بمعنى تراجع أهمية العلاقات والروابط القبلية،لذلك فقد تزايد عدد الأسر النووية وتراجع بالمقابل عدد الأسر الممتدة.نتيجة لهذه الهجرات فقد اتسم التركيب الديمغرافي للحديدة بشكل خاص والساحل الغربي لليمن بشكل عام بالتنوع العرقي.
القرابةوالزواج الداخلي :
وبالنسبة لزواج الأقارب فتقول لا تزال الروابط الاجتماعية القرابية في المجتمع اليمني بشكل عام تُشكل بعداً هاماً وحيوياً في حياة العائلة اليمنية حضرية أم ريفية، وتتعزز وتتدعم هذه الروابط بالزواج الداخلي القرابي ، بل إن قوة الروابط القرابية العائلية كثيراً ماتكون سبباً واضحاً في عملية الزواج المبكر للأبناء، حيث إن بعض الأسر في كثير من المناطق اليمنية لاتتردد في تزويج أبنائها في سن مبكرة وبخاصة الفتاة، بل إنه أحياناً وفي الإطار القرابي قد تزف الفتاة إلى قريب لها عند عمر قد يصل إلى 21أو 31سنة، على اعتبار أن هذه الابنة الصغيرة لن تذهب بعيداً،ولا خوف عليها فهي في إطارها العائلي.. كما شكل زواج الأقارب عند البعض أمراً واقعياً ومهماً وبخاصة في محافظة حضرموت «المكلا وسيئون» حيث لاتزال بعض المفاهيم الطبقية مسيطرة، مثل حرص كثير من الأسر أن يكون الزواج من نفس الطبقةمثل السادة، القبائل،البدو،....الخ، أي نفس الطبقة التي تنتمي إليها الأسرة، وفي ظل هذا التوجه الطبقي يصبح هذا النوع من الزواج مطلباً مهماً وأمراً سهلاً فلا يتطلب عناء السؤال عن المتقدم فهو قريب ومن نفس الطبقة الاجتماعية، وحول ذلك تقول امرأة من سيئون: تزوجت وعمري 16سنة وزوجي 21سنة، وقدكان أخي وأبي موافقين لأن المتقدم من طبقة السادة.
التسلط في قرارات بالزواج:
كما بينت نتائج الدراسة الميدانية أن عملية اتخاذ القرار المتعلق بالزواج يتخذه الآباء وكبار العائلة ولا يتحدد وفقاً لرضا طرفي العلاقة المباشرة "الزوجين الشابين"والحب والعواطف لأن مثل ذلك من المحرمات تقريباً قبل الزواج لذلك لا اعتبار لها عند كثير من الأهل وربما لا اعتبار لها على الإطلاق، وإذا حدث أو بدر اعتراض من الشابين وبخاصة الفتاة التي غالباً ما يقع عليها الجور والظلم وتم التلميح منها على الحب والعاطفة والمشاعر،فإن الأهل يرفضون ذلك ويقولون لها أن الحب والعاطفة سوف يتولدان بعد الزواج والاستمرار فيه.وهكذا فإن العادات والتقاليد وسيطرة كبار السن على الاختيار في الزواج يتجاوز كل الحقوق الإنسانية في هذا الشأن الاجتماعي الإنساني الهام في حياة كل شاب وشابة.
علاقات النوع الاجتماعي:
على الرغم من تعقيدات الواقع الاجتماعي والتباينات المحلية، فإن الدراسة بينت أن هناك خمسة أنماط متكاملة ومتفاعلة من علاقات النوع الاجتماعي في المناطق البحثية الثلاث وهي:
1 الفصل بين أدوار النوع الاجتماعي فيزيقياً واجتماعياً:فهناك قدر كبير من القلق بشأن عفة المرأة،لذلك ينظر إلى تأخر سن الزواج باعتباره عاملاً من العوامل التي قد تساعد على تهديد النظام الاخلاقي للمجتمع، فعلى سبيل المثال في مديرية باجل «محافظة الحديدة» أشار الرجال وخاصة الآباء منهم إلى أن الفتيات أنفسهن يرغبن في الزواج في سن تتراوح بين 1314سنة، وإذا لم يتزوجن في هذه السن فإنهن أحياناً يهربن مع الشباب الذين يرغبن الارتباط بهم وعندما سوئلوا عن حوادث هروب محددة وظروف أسر الفتيات اللواتي هربن، فإنهم بشكل عام حاولوا التهرب من الاجابة على هذا السؤال، أو قالوا بأن هذا لا يحدث في قراهم أو في مجتمعاتهم المحلية، لأنهم يراقبون بناتهم بشكل دائم.
2 احتكار الرجال لقرارات الزواج والطلاق والتعليم: فعلى الرغم من أن هناك انطباعاً ظاهرياً بأن للمرأة رأياً في هذه الموضوعات، فإن المناقشات البؤرية بينت أن آراء النساء تؤخذ بعين الاعتبار فقط في الحالات التي لاتتعارض مع آراء ورغبات رجال العائلة،وإذا تعارضت مع رغبات الرجال وآرائهم، فإن هذه الأخيرة هي التي يؤخذ بها. أحد الرجال في بلدة الحامي يقول أن للفتاة الحق في أن تقول لا للزواج ولكن هناك حدود لهذا الحق، فهي تستطيع أن تقول لا عندما تكون في سن 12 سنة، ولكنها لا تستطيع أن تقول لا عندما تبلغ سن الخامسة عشرة أو السادسة عشرة.
3 تحكم الرجال بحركة وحرية النساء: تعتمد حركة النساء في إطار الأسرة المعيشية الممتدة وخارج المنزل على ما يراه الآباء والأجداد ملائماً ومقبولاً، ويسمح لكبار السن من النساء بمجال أوسع من الحركة الفيزيقية إلا أنهن اعتدن على السيطرة على حركة الفتيات والنساء الشابات في العائلة، أثرت محدودية الحراك على قدرة النساء على التمتع بحقوقهن الاقتصادية والقانونية والمهنية، ومنعت النساء من الالتحاق بأعمال ومهن خارج الأعمال الزراعية والتجارية للأسرة، وأثرت محدودية الحركة على تعليم الفتاة أيضاً، وحال دون وصول النساء والفتيات إلى المؤسسات التعليمية بشكل سهل وحالت دون التحاقهن بالتعليم العالي.
4 دور المرأة كزوجة وكأم يفوق دورها كابنة: حيث ينظر إلى أن الابنة باعتبارها مرحلة انتقالية في حياة المرأة وتتحدد أدوار المجال الخاص والمجال العام بناءً على طبيعة عضوية الرجال والنساء في مجتمعهم، فالعائلة تمثل قناة تمر عبرها عضوية النساء في مجتمعهن، وعلى العكس من ذلك فالرجال يعتبرون أعضاء مشاركين في المجتمع بناءً على قدراتهم الفردية.
5 تهديد قيم الرجولة:تستند عمليات التنشئة الاجتماعية للرجال والنساء على تمجيد الذكورة ،وقد كانت آثارها واضحة على الأولاد «الأطفال الذكور» في المناطق البحثية الثلاث من خلال رغبتهم في إثبات رجولتهم من خلال سعيهم إلى القيام بأدوار الذكور البالغين بأسرع وقت ممكن، بما في ذلك رغبتهم في الزواج والقيام بدور الآباء في سن مبكرة، فقد أشار شاب يبلغ من العمر91عاماً في المكلا إلى أن الناس في مجتمعه المحلي ينظرون إلى الرجل الذي يبدي سيطرة كبيرة على النساء في عائلته باحترام وتقدير كبير، ومن وجهة نظره أن الفتيات يبلغن قبل الأولاد ويفقدن قدرتهن الجنسية قبل الرجال بوقت كبير، وإذا ارتبط الشاب بفتاة في مثل سنه فإنها ستكبر بشكل أسرع منه كثيراً، وتشاركه هذا الرأي امرأة تعيش في ضواحي الحديدة، إن مظاهر الأساطير المتعلقة بالطهارة تجسد بشكل عملي، وارتباطاتها بالزواج المبكر تعد واضحة للعيان، وذلك من خلال صعوبة الحصول على قرين مناسب للفتاة التي يزيد سنها عن 71أو 81سنة، وتعدد الزوجات من أجيال مختلفة في أوساط الرجال، لذلك فإن تجسدات وتطبيقات الأفكار والتصورات المتعلقة بالطهارة والأساطير المرافقة لها وآثارها على الزواج المبكر يجب أن تخضع للتحليل والفهم الدقيقين.
انتشار الزواج المبكر:
أظهرت نتائج الدراسة الميدانية أن الزواج المبكر ينتشر بشكل واسع فمن بين 8371مبحوثاً أجاب 595مبحوثاً «47.54%»أن الزواج المبكر للأولاد أمر شائع في مناطقهم ومجتمعاتهم المحلية، وترتفع هذه الاستجابة بشكل حاد لتصل إلى 2721مبحوثاً «91.37%» في حالة الفتيات، وفيما تقاربت آراء النساء والرجال حول معدل انتشار الزواج المبكر في أوساط الأولاد، فإن آراءهم حول معدل انتشار الزواج المبكر للفتيات اختلفت بشكل واضح ففي مقابل 366امرأة من 838أي حوالي 21.97%هناك 906 رجال من009أي حوالي 76.76% يرون أن الزواج المبكر أمر شائع في مجتمعاتهم المحلية ومناطقهم.. يتراوح متوسط سن الزواج ما بين 5161 سنة للفتيات و81 91سنة للأولاد، وقد تبين أن نسبة غير المتزوجين من المبحوثين الذين تبلغ أعمارهم 81سنة فأكثر كانت فقط 7.7%من النساء في مقابل 6.31%من الرجال.
الاتجاهات والمعتقدات والزواج المبكر:
يتمثل السبب الثاني في الأهمية من أسباب الزواج المبكر للفتيات في تجنب تمردهن على قيم العفاف والطهر،وهو ما أشار إليه 183مبحوثاً من إجمالي 8371مبحوثاً «29.12%» ،وتلى هذا السبب في الأهمية أسباب أخرى مثل: التخلص من الفتاة، تعظيم فترة الإنجاب الفعلية للمرأة، الخوف من التعنس، وجود عرض للزواج من قبل شخص غني، النصيب، الإهمال من قبل أفراد الأسرة..الخ.. الخوف من تمرد الأولاد الذكور على قيم العفاف والطهارة بسبب تأخير سن الزواج، لا يحتل نفس الأهمية التي احتلها بالنسبة للفتيات، فمن بين 8371مبحوثاً ومبحوثة اختار هذا السبب052مبحوثاً ومبحوثة فقط «83.41%»، وينظر إلى الزواج المبكر للأولاد باعتباره وسيلة لدفعهم إلى تحمل المسئولية،هذا هو ما أشار إليه 612مبحوثاً ومبحوثة من إجمالي 8371مبحوثاً ومبحوثة «34.21%» وكذلك ينظر إليه باعتباره تعبيراً عن فرحة الأسر بأبنائها الذكور وابتهاجها بهم.. يجب أن ينظر إلى موضوع الزواج المبكر في محافظتي الحديدة وحضرموت في إطار التغيرات التي شهدتهما المحافظتان بعد الوحدة، فهناك اتجاه نحو التعصب الأيديولوجي، وفي المقابل هناك توجه نحو تعليم المرأة وتنميتها إلا أن التعصب الأيديولوجي أثر على اختيارات الرجال والنساء، لذلك فإن التغيرات التي شهدتها المحافظتان خلال السنوات الماضية لم يكن لها سوى تأثير محدود جداً على مستوى تغيير المفاهيم المتعلقة بالزواج المبكر، الأمر الذي يمكن معه القول إن البنى الاجتماعية التقليدية والتوجهات الثقافية التقليدية أجهضت التغيرات التحديثية التي شهدتها محافظتا الحديدة وحضرموت خلال السنوات الماضية،لذلك فإن الآثار السلبية للزواج المبكر على النمو الجسدي والسيكولوجي والثقافي والمعرفي، مازالت واضحة، ومازال الزواج المبكر يؤثر سلباً على نمو المرأة ويعوق استفادتها من التغيرات التي شهدتها المحافظتان منذ عام0991م.
العلاقات الجنسية بين الأزواج الصغار:
تقول الدراسة إن العلاقات الجنسية الآمنة والمريحة والمشبعة لرغبات الزوجين تعتبر من أهم عناصر الصحة الانجابية، ويتطلب ضمان هذا النوع من العلاقة الجنسية بين الزوجين أمرين أساسيين: الأول فسيولوجي، والمتمثل في اكتمال نمو الأعضاء التناسلية الخارجية والداخلية للزوجين وقدرتها على أداء وظائفها، والثاني معرفي ويتمثل في توفر قدر من الثقافة الجنسية لدى الزوجين، وقد بينت نتائج الدراسة الميدانية أن أصغر سن يتم فيه زواج الفتيات والفتيان في المكلا هو عشر سنوات، أما في سيئون فهو عشر سنوات للذكور وثمان سنوات للإناث ، أما في الحديدة فاثنى عشر عاماً للذكور وثمان سنوات للفتيات أي لايزالون أطفالاً، وغالباً ما تكون الفتاة في هذه السن غير بالغة بالمعنى الفسيولوجي، وإلى جانب ذلك فإن الفتاة في هذه السن تكون قاصرة المعارف فيما يتعلق بالعلاقات الزوجية المشبعة والآمنة وهو مايعني قصورها المعرفي.
فقر دم ونزيف وإغماء
بينت المناقشات البؤرية مع النساء اللاتي تزوجن في سن مبكرة أن معظمهن لايزرن الطبيب إلا في حالات وجود تهديد حقيقي لحياة الجنين أو لحياة المرأة الحامل فقط، أما في الحالات العادية فإنهن لايقمن بزيارة الطبيب ولايتلقين أية رعاية صحية، وقد أيدت عاملات الوحدات الصحية والطبيبات في المستشفيات اللواتي أجريت معهن مقابلات شبه مقننة.. أقوال المتزوجات الصغيرات في محافظتي الحديدة وحضرموت، حيث تقول إحدى القابلات: "إن النساء المتزوجات في سن صغيرة لايتابعن حملهن في المركز إلا في حالات الإغماء نتيجة فقر الدم أو الالتهابات أو شدة الألم في الظهر أو البطن أو وجود نزيف أو حمى شديدة أو في حالات الإجهاض".. يقول أحد الأطباء في سيئون إن الأنيميا من الأمراض التي تصيب الصغيرات هناك، وأيده في ذلك مدير مستشفى «شبام» وكذلك مدير الرعاية «بسيئون»، وقد أكدوا كذلك أن انتشار الالتهابات المهبلية الحادة والمزمنة تمثل واحدة من أهم المشكلات الصحية التي تعاني منها النساء المتزوجات في سن صغيرة.. ويرجع سبب الالتهابات كما ذكرت الطبيبة المختصة في أحد مستشفيات الحديدة إلى الجهل بمبادئ النظافة الشخصية ونظافة الجهاز التناسلي وتقول إحدى النساء المتزوجات: "كنت صغيرة ووسخانة.. زوجي مرة أخذ الصابون والماء وغسلني وخرج الوسخ قشر قشر".
أم الزوج طبيبة أثناء وبعد الولادة:
وبالنسبة لرعاية الأم عند الولادة تقول الدراسة لاتنتقل معظم الصغيرات في محافظتي الحديدة وحضرموت إلى المستشفى للولادة إلا في حالات الضرورة القصوى، ففي العادة تقوم أم الزوج أو أم الزوجة أو القابلة الشعبية بتوليد الحامل، تقول إحدى النساء في محافظة الحديدة:"تعسرت أثناء الولادة ولم أذهب إلى المستشفى ثم مات الجنين" وأخرى تقول: "تعبت في الولادة ثلاثة أيام وأني في البيت بعدين نزفت ورحت المستشفى" وهناك الكثير من الحالات اللاتي يستمررن في النزيف حتى الوفاة.
مواليد بوزن كيلو جرام واحد:
أما بالنسبة لصحة المواليد للأمهات الصغيرات في السن فتقول إحدى الطبيبات في محافظة الحديدة إن المواليد الذين تضعهن الزوجات صغيرات السن غالباً مايكون وزنهم أقل من 5.2كيلوجرام، يرجع ذلك إلى عدم اكتمال نمو جسم الصغيرة وعدم خبرتها في نوع التغذية المطلوبة أثناء الحمل، وقد أشارت مسئولة الرعاية الصحية في المكلاإلى "أن وزن مولود الصغيرة قد يصل إلى كيلو جرام واحد في بعض الأحيان".
فتيات يتطلقن بعد يومين من ليلة الزفاف:
بينت نتائج الدراسة الميدانية أن معظم الفتيات لم يستطعن التكيف عاطفياً مع أزواجهن في السنوات الأولى للزواج، وانعكس ذلك على العلاقات العاطفية والجنسية بينهما، وتشير بعض الفتيات أن زواجهن كان أشبه بالشراكة الوظيفية أكثر من كونه شراكة عاطفية، فضلاً عن ذلك فإن زواجهن في سن مبكرة قد حرمهن من تعلم مهارات الحياة بشكل عام سواءً في مجال العناية بالأسرة والزوج والأطفال أو بالتعامل مع محيطها الاجتماعي تقول إحدى الفتيات في الحديدة «تطلقت بعد يومين»، وأخرى «تطلقت بعد أربعين يوماً»، وثالثة «تطلقت بعد ستة شهور» ورابعة «تطلقت وأنا حامل» ويقول أحد الأزواج في حضرموت «لم تراع والدتي» وآخر «غير ناضجة لاأستطيع التحدث معها بأمور الحياة» وثالث «تريد أن ننفصل عن أهلي وظروفي صعبة»، ورابع «لاتهتم بالأطفال» والنتيجة أن الحالة النفسية لهؤلاء الزوجات تسوء وهن مازلن في سن الطفولة والمراهقة، ففي المكلا تقول إحداهن كانت قد تزوجت في سن 15 سنة «بعد طلاقي دخلت المستشفى وظليت 15 يوماً أعاني من الحمى»، وثانية تقول «أصبحت منطوية بعد الطلاق»، وثالثة تزوجت في سن 16 سنة «أشعر بفقدان الثقة بالرجال» وأخرى في حضرموت الوادي تزوجت في سن 51 سنة «أشعر أنني قبيحة ولم استطع أن أجذبه»، وثانية تزوجت في سن 14 سنة تقول «ظليت ستة أشهر لا أعلم ولا أسمع أحد بعد صدمة طلاقي»، وأخرى تجربتي في الزواج لن أنساها» وأخرى في المكلا تزوجت في سن 11 سنة «أشعر أن أبي جعلني ضحية لأطماعه».
مافيش عمل نموت جوع:
وتقول الدراسة بأن زواج الصغيرات يزيد من العبء الاقتصادي على والدي الزوج، وأحياناً يترك الأبن التعليم للبحث عن عمل، والقليل منهم من ينمي قدراته أو من يتعلم مهنة معينة ويتقنها ويعيش منها، ففي الحديدة تقول عدد من الزوجات في العينة «زوجي يشتغل على موتور» أو «زوجي يشيل طين» وهناك بعض العينة تقول «زوجي يتقن عمل المعوز» الزوج هنا، ينصب كل اهتمامه على الحصول على عمل لكي يغطي تكاليف الحياة، ولايفكر في تنمية قدرة معينة وتحسينها لمواجهة الحياة، وتقول إحدى النساء «زوجي يشقي باليوم 600 ريال إذا مافيش عمل في يوم نجوع».
أعمال غير أخلاقية:
للزواج المبكر تأثير كبير على تطور المفاهيم الدينية والاجتماعية والسلوك الأخلاقي للزوجين، وهو الأمر الذي يرتبط بترك التعليم والنزول للعمل للبحث عن المال للمعيشة، وفي خضم هذه المسئولية قد تتغير تصورات الزوجين، وخاصة في جانب المعايير الدينية والأخلاقية، فقد ذكر إمام مسجد الحوطة «أن الحالة الاقتصادية السيئة للزوجين تجعل بعض البنات والأولاد يقومون بأعمال غير أخلاقية».. يجب ألا ينظر إلى الزواج المبكر من منظور تنموي فقط، بل يجب أن ينظر إليه من منظور النمو العاطفي والسيكولوجي للشباب اليمني عموماً، ومن منظور حقوق الطفل وحقوق المرأة، الأمر الذي يتطلب تحليل الموضوع وتخطيط التدخلات بما يؤدي إلى إعادة تشكيل التوجهات الاجتماعية والثقافية المؤيدة للزواج المبكر، وبما يؤدي إلى التحول من السيطرة على الشباب وخاصة الفتيات، وبما يؤدي إلى التحول من السيطرة على الشباب وخاصة الفتيات من خلال الزواج المبكر إلى خلق بيئة تمكينية تتيح للأطفال النمو متسلحين بالمعارف التي تمكنهم من اتخاذ القرارات المتعلقة بالزواج بشكل خاص ومختلف جوانب حياتهم بشكل عام.
الزواج المبكر والتنمية:
تهدف التنمية البشرية إلى رفع معدل النمو الاقتصادي، الحد من الفقر، الحفاظ على البيئة وتوسيع نطاق اختيارات الناس، ولا يتأتى توسيع اختيارات الناس دون أن تتوفر لهم خدمات صحية وتعليمية وتدريبية مناسبة، وتوفير فرص العمل، فضلاً عن ضمان حقوقهم الإنسانية وخلق ظروف ملائمة تمكنهم من التعبير عن آرائهم واتجاهاتهم بحرية.
الزواج المبكر والفقر:
هناك علاقة بين الفقر والزواج المبكر، فقد أرجع 19.23% من المبحوثين «247امرأة و285 رجلاً من بين 1738مبحوثاً» الزواج المبكر للأولاد الذكور إلى توفر الإمكانات المادية، وعلى العكس من ذلك فإن توفر الإمكانات المالية لدى الأسرة لاتعد شرطاً ضرورياً لتزويج الفتاة في سن مبكرة، لذلك فإن سن زواج الأولاد يتحدد بناءً على القدرة على دفع المهر، لذلك فمن بين 1738مبحوثاً ومبحوثة يرى 235 مبحوثاً ومبحوثة «6.03%» أن توفر المهر وتيسير الأوضاع الاقتصادية للأسرة يمثل السبب الأول الذي يدفع الأسر إلى تزويج أبنائها الذكور في سن مبكرة، ويرى هؤلاء المبحوثون أن الفقر يساهم في رفع متوسط سن الزواج للأولاد الذكور، وتمارس الأسر الفقيرة ضغطاً كبيراً على أبنائها الذكور للبدء بالعمل قبل تزويجهم.. بينما في حالة البنات فإن الأسر الفقيرة تسعى إلى تزويج بناتها بمجرد بلوغهن سن البلوغ، فقد أشار 883 مبحوثاً من إجمالي المبحوثين البالغ عددهم 1738 مبحوثاً ومبحوثة «23.22%» إلى أن الفقر يمثل السبب الرئيس في تزويج الفتيات في سن مبكرة، ويرجع ذلك إلى أن الأسر تعتبر البنت عبئاً على موارد الأسرة، بينما الأولاد الذكور يعتبرون أحد هذه الموارد، لذلك فإنه حتى لو دفعت الأسرة المهر عند زواج الابن فإنها تستردها على المدى الطويل، بل وعلاوة على ذلك فإنها على المدى الطويل تحقق فوائد مادية من خلال مشاركة زوجة الابن في العمل العائلي فضلاً عن دخل الابن نفسه، ويمكن أيضاً تفسير ميل الأسر إلى تزويج بناتها في سن مبكرة بسبب أنها تسعى إلى الحصول على مهر بناتها، وغالباً ما أشارت معظم أسر الطبقة المتوسطة إلى هذا التفسير عند حديثها عن انتشار الزواج المبكر في أوساط الأسر الفقيرة.
الزواج المبكر وعلاقته بحقوق الإنسان:
بغض النظر عن جوانب القصور في المنظومة التشريعية اليمنية المتعلقة بحقوق الإنسان عموماً وبحقوق المرأة بشكل خاص، فإن انتهاكات حقوق الإنسان، وأشكال اللامساواة القائمة على أساس النوع الاجتماعي لاتستند على مبررات قانونية، وإنما ترجع إلى عوامل ثقافية في المجتمع، فقد تبين أن التمييز ضد المرأة في محافظتي الحديدة وحضرموت كما هو الحال في باقي محافظات اليمن يرجع إلى أن انتشار البنى والممارسات الثقافية التقليدية التي تقوم على أساس التمييز بين الرجل والمرأة، ولعل الثقافة الذكورية في محافظة حضرموت أكثر ميلاً للتمييز ضد المرأة، فهي ثقافة ذكورية.
زوجات يضربن:
تبين من خلال البحث الميداني أن هناك العديد من الانتهاكات لمبدأ المساواة والتي تشكل عنفاً ضد المرأة أو الفتاة المتزوجة مبكراً، ويمكن تلخيص أهم أشكال ومظاهر العنف الذي تتعرض لها النساء اللائي تزوجن في سن صغيرة كما عبرت عنها خلال المناقشات البؤرية ودراسات الحالة والمقابلات شبه المقننة، سواء من قبل أسرتها «أباها، أمها، أشقاءها، وأقاربها الآخرين» أو من قبل زوجها وأسرته فيما يلي:
- التفضيل بين الولد والبنت في العطاء والمنع والحساب والعقاب وهو مايؤثر في نفسية الفتاة ويشعرها بالظلم ولكن بحكم التنشئة والتربية وبانتشار الجهل فإن الكثير من الفتيات يستسلمن لهذا الوضع باعتباره أمراً واقعاً وشيئاً مقبولاً.
- ضرب الزوجة وطردها من المنزل في حال لم تقم بتنفيذ أعمال المنزل، مثل ماقالته هذه الفتاة.
- تحميل المرأة أعباء كبيرة في المنزل كتربية الأطفال والأعمال المنزلية دون مساعدة الزوج أو الأخوة الذكور واكتفاؤهم بالعمل خارج المنزل.
- الطلاق المبكر والتعسفي دون أسباب وجيهة خاصة إذا كان الزوج صغير السن أيضاً، وكان زواجه الأول من اختيار أبويه.
- حرمان المرأة من المشاركة في أمور البيت وفي القرارات المتعلقة بالأطفال وإن كان هذا يعتمد أكثر على شخصية الزوجة وقدرتها على إدارة الأمور.
- حرمان المرأة من تحديد عدد الأبناء ومن تنظيم النسل وإن كان هذا الأمر لايتعلق كثيراً بامتلاك الزوج لهذا الحق وحده دون الزوجة، ولكن المسألة ينظر لها الكثيرون من ناحية شرعية فيقولون «إن هذا الأمر من الله ولذلك لا يستطيع أحد أخذ الرأي» على الرغم من أن هناك فئات معينة ترى أن هذا الأمر لايتم إلا بعد إنجاب الطفل الأول.
- حرمان المرأة المطلقة من رؤية أولادها وهناك العديد من الحالات المطلقة واللاتي حرمهن أزواجهن أو أهلهن من رؤية أبنائهن.
- استغلال صغر سن الفتاة المتزوجة، والتدخل في حياتها الخاصة من قبل أهل الزوج.
وخلصت دراسات الحالة وكذلك المناقشات البؤرية إلى أن الفتاة التي تتزوج في سن مبكرة تعاني من العديد من المشكلات الصحية وأهمها: ضعف صحة الفتاة والطفل، ازدياد حالة السقط والإجهاض، الحمل المتكرر وارتفاع معدل الخصوبة وفقد الدم والهزال الشديد، أما في مجال المشاركة السياسية فقد أشارت نتائج البحث الميداني إلى أن الرجال لايؤمنون كثيراً بحق المرأة في المشاركة السياسية، بل إن النساء أنفسهن يرين أن مجال المشاركة السياسية ليس مجالهن بل ويدخل في نطاق العيب، ويرى بعض الباحثين أن ارتفاع نسبة مشاركة النساء في الانتخابات لايمكن الاعتماد عليها كمؤشر للمشاركة السياسية الحقيقية بل إنها تندرج ضمن مايعرف بالتعبئة السياسية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.