المفلحي يشيد بالتنوع الثقافي لتهامة وعطاءاتها في العمل التنموي والموروث الشعبي حضر رئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني أمس الحفل الذي أقيم في قاعة بيت الثقافة بصنعاء بمناسبة تدشين منتدى تهامة الثقافي، الذي نظمته جمعية محافظة الحديدة الاجتماعية التنموية الخيرية. وفي الحفل، الذي حضره نائب رئيس مجلس النواب أكرم عبدالله عطية، ووزير الثقافة الدكتور أبوبكر عبدالله المفلحي، ووزير التعليم الفني والتدريب المهني الدكتور عمر حجري، وعدد من أعضاء مجلسَي الشورى والنواب، والمسئولون، والفعاليات الثقافية والفكرية في محافظة الحديدة، ألقى رئيس مجلس الشورى كلمة عبَّر فيها عن سعادته بالتوجه الثقافي الإبداعي الذي تتبناه جمعية محافظة الحديدة، والذي قال: إنه يُؤذن بتحولٍ نوعي في أداء منظمات المجتمع المدني، ويؤسس لدورٍ مثمرٍ على المستويين التنموي والثقافي لهذه المنظمات، ويعظم من فائدتها في خدمة المجتمع. وقال: إن منظمات المجتمع المدني في هذه المرحلة من تاريخ اليمن تنهض بدورٍ هامٍ لإسناد دور الدولة في تحقيق غايات التنمية المستدامة والرقي والنهوض الاجتماعي، وأمكن لها بفضل الرعاية الكريمة لفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - أن تُجسِّد بحق المشاركة المجتمعية، التي باتت أساسية في خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأشاد رئيس مجلس الشورى بمحافظة الحديدة التي وصفها بالأثيرة لدى كل مواطن يمني، قائلاً: إن محافظة الحديدة تستأثر بأكبر إطلالة على ساحل البحر الأحمر، ونمت وازدهرت فيها أهم الموانئ، وعلى أرضها توجد أخصب أودية اليمن، مما يجعل من هذه المحافظة إحدى سلال الغذاء الرئيسة في بلادنا. وقال: في محافظة الحديدة أيضاً، توجد مدن ذات عمق تاريخي، احتفظت عبر قرون بأدوار متنوعة علمية وثقافية وصناعية وتجارية، تأتي في طليعتها مدينة زبيد، التي احتضنت جامعة إسلامية، استطاعت أن تستأثر بموقع متميز بين مدن الجامعات الإسلامية.. فقصدها عشرات العلماء البارزين من أقطار العالم الإسلامي، واستمر دورها كمصدر إشعاعٍ علمي حتى فترة متأخرة. لافتاً إلى ما تميزت به زبيد، التي اشتهرت بكونها مدينة صناعية وتجارية بامتياز، من نهضة عمرانية، ونمط معماري رائع، استحقت لأجله أن تدخل ضمن سجل مركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونسكو، وأن تحظى إلى جانب كل من صنعاء القديمة ومدينة شبام حضرموت بالحماية باعتبارها جزءاً من التراث الإنساني. ودعا رئيس مجلس الشورى في هذا السياق منتسبي جمعية محافظة الحديدة الاجتماعية التنموية الخيرية ومثقفي المحافظة ومسؤوليها إلى دور أكبر من أجل حماية مدينة زبيد التي تواجه خطر إسقاطها من قائمة اليونسكو، من خلال العمل في الميدان وفي أوساط مجتمع المدينة لتحقيق هذه الغاية. كما دعا إلى جعل هذه القضية أولوية وطنية، وذلك لضمان الإيفاء بما تتطلبه عملية إبقاء هذه المدينة العريقة جزءاً من التراث الإنساني. إلى ذلك أعرب رئيس مجلس الشورى في كلمته عن الأمل في أن تتوجه اهتمامات الجمعية والمنتدى الثقافي التابع لها إلى الكنز الثري من المخطوطات والمصنفات الثقافية والفكرية والعلمية التي تزخر بها المكتبات الخاصة والعامة في زبيد وفي غيرها من مدن محافظة الحديدة. وقال: إن ذلك يبدو ضرورياً، وينبغي أن يتكامل مع الجهود التي تُبذل من أجل العناية بالكنز الوطني من المخطوطات والمصنفات اليمنية القديمة والتي تُبذل في كل من محافظات حضرموت، صنعاء، عدن وتعز وغيرها من محافظات الجمهورية.
من جانبه أشاد وزير الثقافة الدكتور محمد أبوبكر المفلحي بالتنوع الثقافي الذي تزخر به تهامة بحراً وسهلاً وجبلاً، وعطاءاتها الإنتاجية المتنوعة سمكياً وزراعياً وحيوانياًَ، والتي تسهم في تغذية مجتمعنا اليمني. لافتاً إلى الدور المناط بالجميعات الخيرية، وأهمية العمل الطوعي والجماعي في الدفع والإسهام بالعملية التنموية والبناء الثقافي بكل أشكاله. منوهاً بالدور الذي يأمله الجميع من نشاط جمعية الحديدة ومثيلاتها في الحفاظ على التراث الثقافي والموروث الشعبي العريق لهذه المحافظة.
وكان رئيس الجمعية، وعضو مجلس الشورى الدكتور أحمد محمد مكي، قد استعرض أهداف وأهمية المنتدى الذي يسعى إلى ترسيخ مبدأ العمل الاجتماعي والخيري والتنموي، انطلاقاً من المبادئ والقيم المبنية على الصدق والإخلاص والرغبة في خدمة المجتمع. وأشار الدكتور مكي إلى أن الجمعية سعت منذ إنشائها للإسهام في ترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي والعمل التنموي والمشاركة في الدفع بعجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، وكذلك بالحياة الديمقراطية في السير قدماً إلى الأمام، وتحقيق التقدم والتطور المنشود. وأضاف: إن جزءاً من مهام الجمعية ينصرف لإلقاء الضوء على التراث التهامي البالغ الثراء، وتقديم بعض جوانبه، والتعريف به مساهمة منها في إثراء المشهد الثقافي اليمني إلى جانب احتضان المبدعين من أبناء المحافظة، وتشجيع المواهب الجديدة في مختلف المجالات. وأعرب الدكتور مكي عن أمله في أن تتمكن الجمعية من خلال تدشين المنتدى الثقافي بتفعيل الأنشطة والفعاليات في مختلف المجالات كل يوم خميس في المنتدى، إضافة إلى اهتمامات الجمعية في جوانب التعليم، خاصة في تعليم الفتاة، وإنشاء مركز لتعليم الفتاة بالحديدة، كما تعمل حالياً من أجل إنشاء مراكز أخرى كالصحة.. داعياً كل الجهات المعنية ووزارة الثقافة إلى دعم وتبني فعاليته المختلفة.
تخلل حفل التدشين، الذي حضره عدد من أعضاء مجلسَي الشورى والنواب وعدد من المسئولين، عرض فيلم وثائقى، أنتجه مؤخراً صندوق التراث والتنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة بعنوان «زبيد جليسة الزمان»، وتناول الفيلم، من إعداد وإخراج عبدالرحمن السماوي، جوانب من التراث التاريخي الحضاري والموروث الثقافي لمدينة زبيد التاريخية. كما تم تقديم العديد من الرقصات الشعبية من الفلكلور التهامي، قدمتها فرقة الزرانيق بتهامة، فيما قدمت فرقة تهامة الفنية بقيادة الموسيقار جابر على أحمد وصلات إنشادية من المغنى التهامي بعنوان «رب حسن المختم»، والأخرى «انظر إلينا وفرج همنا» من كلمات جابر رزق.
هذا وتتواصل فعاليات منتدى تهامة الثقافي خلال العام الجاري 2009م بعدد من الفعاليات الثقافية والأدبية، أبرزها: الآخر بوصفه عكس صورته النمطية، قراءة في انطباعات أعضاء البعثة الدانماركية عن أهل تهامة، تجربة مبرز الجنة في الحديدة إبان القرن التاسع عشر، ومعالم الزراعة في تهامة، وتهامة صور ولوحات عرض ضوئي، الحديدة ذاكرة المكان والناس، إضافة إلى المواقع البيئية والأثرية ومستقبل السياحة في محافظة الحديدة