دشنت جمعية الحديدة الاجتماعية الخيرية التنموية صباح اليوم الخميس منتداها الثقافي، والذي سيقيم أنشطته في أول خميس من كل شهر، في إطار أجندة ممتلئة من الغايات التنموية والثقافية، والتي أضاف لها رئيس مجلس الشورى اليوم مسئولية حماية مدينة زبيد الآثرية، والحفاظ على كنوز المخطوطات التي تحتضنها مكتباتها. ففي كلمة ألقاها على هامش حفل الافتتاح في بيت الثقافة، أعرب الأستاذ عبد العزيز عبد الغني- رئيس مجلس الشورى- عن سعادته في حضور حفل التدشين للمنتدى الثقافي لجمعية الحديدة، مثمناً "التوجه التي تتبناه الجمعية، والذي يعد تحولا نوعيا في أداء منظمات المجتمع المدني، ويؤسس لدور مثمر على المستويين التنموي والثقافي لهذه المنظمات وبما يخدم المجتمع". وقال عبد الغني: "إن منظمات المجتمع المدني في هذه المرحلة تنهض بدور هام في إسناد دور الدولة في تحقيق غاية التنمية المستدامة والرقي والنهوض الاجتماعي مثمنا رعاية الأخ الرئيس لهذه المنظمات بما يمكنها من تحقيق المشاركة المجتمعية التي باتت أساسية في خطط التنمية". وأشار إلى أن "الحديدة تستأثر بأكبر إطلاله في اليمن على البحر الأحمر، وعلى ساحلها نمت وازدهرت خلال العصر الحديث أهم المواني اللحية ثم الحديدة التي مازالت الميناء الرئيسي على الساحل الغربي".. وقال أيضاً: أن في الحديدة توجد أخصب أودية اليمن مما يجعل من هذه المحافظة إحدى سلال الغذاء الرئيسية لليمن، وفيها مدن ذات عمق تاريخي قامت بادوار متنوعة وفي طليعتها مدينة زبيد. وقد احتضنت زبيد جامعة إسلامية استأثرت بمكانة متميزة بين الجامعات الإسلامية قصدها عشرات العلماء البارزين وصارت مصدر إشعاع علمي صدرت عنها كبرى المؤلفات ونبغ عنها العلماء والمبدعين وتلقى المناضل فيها تعليمهم أمثال المناضل محمد احمد نعمان. وأكد أن زبيد اشتهرت بكونها مدينة صناعية، وتجارية، وزراعية بدرجة أولى، وشهدت نهضة معمارية ونمط تراثي عمراني بارز، وهي إلى جانب صنعاء القديمة وشبام حضرموت تحضى بالحماية لتراثها الإنساني.. ودعا رئيس مجلس الشورى الجمعية إلى جعل تسجيل زبيد لدى اليونسكو واحدة من أولويات الجمعية لتبقى جزء من التراث الإنساني، معربا عن أمله أيضاً أن تتوجه اهتمامات الجمعية إلى الحفاظ على الكنز الثري المخطوطات والمصنفات الثقافية والفكرية والعلمية التي تزخر بها المكتبات الخاصة والعامة في زبيد، داعياً في الوقت ذاته إلى دعم الجمعية. من جهته، الدكتور محمد أبو بكر المفلحي- وزير الثقافة- أعرب عن سعادته بتدشين الجمعية التنموية بمحافظة الحديدة، وقال: أن البرنامج الذي أقيم يعكس هذا التنوع الجميل من خلال الأنشطة الثقافية التي تترجم التنوع الجغرافي لهذه المحافظة التي تشتمل على البحر والسهل والجبل وتتنوع في الإنتاج من الإنتاج السمكي إلى الزراعي والحيواني لتغطي كل إشكال الخير والإنتاج، معربا عن أمله في تطوير هذه العمل من خلال الجمعية. وأشار إلى أن جمعية الحديدة لا تهتم فقط بالجوانب التنموية وإنما بالعمل الثقافي الذي نحتاجه جميعا.. فتهامة المتنوعة بالثراء الثقافي تحتاج منا المحافظة عليه لذلك نحن في وزارة الثقافة نمد أيدينا للجمعية وبقية الجمعيات. وكان الدكتور أحمد محمد مكي- رئيس الجمعية- افتتح الحفل بكلمة أشار في مطلعها إلى أن جمعية محافظة الحديدة الاجتماعية الخيرية التنموية والتي تأسست في 29/9/2007م تعد امتداداً للجمعيات السابقة التي مثلت محافظة الحديدة، وهي تسعى إلى ترسيخ مبدأ العمل الاجتماعي والخيري والتنموي انطلاقا من المبادئ والقيم المبنية على الصدق والإخلاص والرغبة في خدمة المجتمع وحل قضاياه وتعميق روابط الأخوة وتغليب المصلحة العامة على مصلحة الذات. وأشار إلى أن الجمعية سعت لترسيخ مبدأ التكافل الاجتماعي بالعمل التنموي بما ينعكس إيجابا على شرائح المجتمع الذي يمثل نموذجاً مميزاً للمجتمع المدني المسالم والمتحضر والذي يعول عليه في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وكذلك الحياة الديمقراطية والسير قدما إلى الأمام نحو التقدم المنشود. ونوه الدكتور مكي إلى أن الجمعية ارتأت أن تخصص جزءً من جهدها لإظهار التراث التهامي الثري وتقديم بعض جوانبه والتعريف به إسهاما منها في إثراء الحس الثقافي اليمني وتشجيع المواهب الجديدة وتبني إبداعاتهم. وأضاف: لقد تبنت الجمعية إنشاء المنتدى الثقافي الذي نحتفل اليوم بتدشين أولى فعالياته التي ستنظم الخميس الأول من كل شهر، وهي تتوسطها ندوة مهمة تقيمها الجمعية منتصف العام الحالي، وتركز على توثيق التراث الشعبي في وجوهه المختلفة، منوهاً إلى دور الجمعية في مجال تعليم الفتاة وإنشاء مركز لتعليم الفتاة في الحديدة وهي بصدد إنشاء مراكز أخرى، وكذلك أسهمت في مجال الصحة بتوزيع الأدوية والمشاركة في المخيمات الطبية الخيرية. وثمن دعم الأخ رئيس الجمهورية ورعاية الأستاذ عبد العزيز عبد الغني وعدد من النواب إضافة إلى تبرعات شركة هائل سعيد أنعم. ودعا رئيس جمعية الحديدة مختلف الجهات إلى دعم نشاط الجمعية واعتبار المنتدى الثقافي للجمعية من جملة المنتديات التي تدعمها وزارة الثقافة. هذا وتحللت حفل الافتتاح تقديم وصلات غنائية تراثية للفنان جابر علي أحمد، والشاب المبدع داود عبد الله، فيما قدمت فرقة الزرانيق أناشيدا وموشحات رائعة صاحبتها رقصات تهامية.