كثير من الناس ينشغلون بالقيل والقال وكثرة السؤال وإهدار الأوقات بالهرج والمرج والمزاح الطائل دون فائدة تعود على الفرد بالفائدة فيخوضون في شؤون ما لا تعنيهم ولا تهمهم ولا تسبب في عوائقهم ولا على كواهلهم فيدخلون في أعراض الناس وفي شؤونهم الداخلية مما يكتسبون أوزاراً وذنوباً وهم في قمة الفراغ. فيقصفون كلاماً بالشتم والقذف والنبذ أشد من قصف المدفعية والطائرات المحملة بالمبيدات الكيماوية فلا يبدلهم رادع ولا ناصح والكل أو البعض يستمع، يستمتع، يضحك ورسولنا الكريم يحثنا على الكلمة الطيبة والكلام الواقعي الصحيح البعيد عن الرذائل والمهاترات والجدال والحوار الهدام حيث قال«من حسن اسلام المرء تركه مالا يعنيه» فإذا كثر كلام الفرد وتطاير في الأفواه وهو كلام لا يعقل بل يريد إشباع غريزته في الاستمتاع بالكلام فهو رجل ثرثار فالثرثرة لها خطر جسيم قد تودي بصاحبها إلى الهلاك وتدخله مآزق لا يستطيع الخروج منها إلا اذا تلافى نفسه قبل الوقوع وإذا وقع فيها تدخله في مطبات غير معلومه فكم من ثرثرة في المجالس والمقاهي وعلى الحافلات قد حصل لهم ماحصل نتيجة دخولهم في متاهات ولهم عواقب وخيمة من قبل المجتمع ألا يكفي أن من كان ثرثاراً قل مقداره.... وكم نشاهد ونرى أناساً يتشدقون يعبرون بما يريدون، كلام لا يقبله العقل، كلام ساذج في قمة السذاجة ويستندون إلى الديمقراطية والحرية ويقال حرية الرأي والديمقراطية والحرية هما الهدفان الحقيقيان لنا ولكن الكلام الفارغ والساذج والشتم والقذف الذي يضيع الأوقات بلا فائدة ولا مبالاة ولايشعرون بأنهم يحملون أنفسهم ذنوباً بحسب تعبيرهم. فنرجو منهم ومن مجتمعنا أن لا نكلف أنفسنا البحث والمعرفة في المواضيع التافهة وندرك قيمة الوقت الذي نمكث فيه دقائق وهو يدور دوران الرحى وترك التنبؤات الغيبية والأسئلة الافتراضية المبنية على سوء النية وترك التلبس والافتراء وترك الخرافات لكي لا نعيش في جهالة وفي سرف من الأوهام فلا نستفيد نحن ولا ننفع غيرنا بل نحمل على طاقاتنا بعضاً من الظنون والشكوك فياحبذا أن نكون شعباً واعياً يعرف الصح من الخطأ وأن نتحلى بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وندع الأعمال التي لا تليق بمقام كل شخص والعمل الخالص الذي يساعد على عيشك في الدنيا ويقوم أداءك في الآخره والأخذ بكل ماهو جميل وصالح وترك كل ماهو فاسد، وأن نبتعد عن السب والشتم والكلام الفاحش وعدم الدخول في عروض الناس ، وأن نستغل أوقاتنا بالذكر والتسبيح وقراءة القرآن حتى يأتينا اليقين ونحاول أن نسيطر على انفسنا قبل أن تسيطر علينا وأن نكون أسياد انفسنا لا عباداً لشهواتنا تسيرنا كما تشاء. وأخيراً فإن الوقت من ذهب فلو استغل هذا الذهب استغلالاً صحيحاً لساد في هذه الدنيا الأمن والأمان وساد الرخاء والاطمئنان وأن نترك كل ماهو رذيل وكل ما ينكره العقل وأن نرجع في أمورنا إلى من هو أعلم منا وأن نتحلى بالصفات الحميدة وترك الذميمة وأن نتبع ولاة أمورنا لنعيش بسلام وترك القيل والقال ويهدي البال ويستريح العقل من التفكير الخيال.