- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال موسى عليه السلام : “ يارب أي عبادك أغنى؟ قال : الراضي بما أعطيته قال : فأي عبادك أحب إليك ؟ قال : أكثرهم لي ذكراً قال : يارب، فأي عبادك أحكم؟ قال : الذي يحكم على نفسه، بما يحكم على الناس. - وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه : “ أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بعثه إلى اليمن مشى معه أكثر من ميل يوصيه قال : يامعاذ، أوصيك بتقوى الله العظيم، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، وحفظ الجار، وخفض الجناح، ولين الكلام، ورحمة اليتيم، والتفقه في القرآن وحب الآخرة. يامعاذ لاتفسد أرضاً، ولا تشتم مسلماً، ولا تصدق كاذباً، ولا تعص إماماً عادلاً. يامعاذ أوصيك بذكر الله عند كل شجر وحجر، وأن تحدث لكل ذنب توبة : السر بالسر، والعلانية بالعلانية . يامعاذ إني أحب لك ما أحب لنفسي، وأكره لك ما أكره لنفسي. يامعاذ إني لو أعلم أنا نلتقي لقصرت لك من الوصية، ولكني لا أرانا نلتقي إلى يوم القيامة. يامعاذ، إن أحبكم إلي من لقيني يوم القيامة على مثل الحالة التي فارقني عليها”. - وعن عقبة بن أبي الصهباء قال : لما ضرب ابن ملجم – لعنه الله – أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضوان الله عليه، دخل عليه الحسن رضوان الله عليه – وهو باك – فقال : ما يبكيك يابني ؟ قال : ومالي لا أبكي، وأنت في أول يوم من الآخرة وآخر يوم من الدنيا؟! قال : يابني، احفظ عني أربعاً وأربعاً، لا يضرك ما عملت معهن. قال : وماهن يا أبه ؟ قال : “ أغنى الغني العقل، وأكبر الفقر الحمق، وأوحش الوحشة العجب، وأكرم الحسب حسن الخلق”. قال : ياأبه هذه الأربع فأعطني الأربع. قال : “ يابني إياك ومصادقة الكذاب، فإنه يقرب عليك البعيد، ويبعد عليك القريب. وإياك ومصادقة الأحمق، فإنه يريد أن ينفعك فيضرك. وإياك ومصادقة البخيل، فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه. وإياك ومصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتافه”. وقال محمد بن علي رضوان الله عليهما لابنه : يابني لا تكسل، فإنك إن كسلت لم تؤد حقاً، ولا تضجر، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، ولا تمتنع من حق، فإنه ما من عبد يمتنع من حق إلا فتح الله عليه باب باطل فأنفق فيه أمثاله. وقال عمر بن الخطاب رضوان الله عليه : “ من عرض نفسه للتهمة فلا يلومن من أساء به الظن، ومن كتم سره كانت الخيرة بيده وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك ما يغلبك عليه. ولا تظنن بكلمة خرجت من امرىء مسلم شراً وأنت تجد لها في الخير مخرجاً. وعليك بإخوان الصدق فِكسْ –” أي : كن كيساً”- في اكتسابهم، فإنهم زينة في الرخاء، عدة في البلاء. ولا تهاون في الحلف بالله فيهينك.. وعليك بالصدق ولو قتلك، ولا تعتز «أي لا تظهر عوزك» إلى من لا يغنيك واعتزل عدوك ، واحذر صديقك إلا الأمين : والأمين من خشي الله تعالى. ولا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره، ولا تطلعه على سرك فيفضحك ، وتخشع عند القبور، وآخ الإخوان على قدر التقوى، ولا تستعن على حاجتك من لا يحب نجاحها لك، وشاور في أمرك الذين يخافون الله عزوجل”. - قال المدائني : لقي رجل راهباً فقال له : ياراهب، كيف ترى الدهر ؟ قال : يخلق الأبدان، ويجدد الآمال، ويقرب المنية. قال : فما حال أهله ؟ قال : من ظفر به تعب، ومن فاته نصب. قال : فما المغني؟ قال : قطع الرجاء. - قال : فأي الأصحاب آثر وأوفى؟ قال العمل الصالح والتقوى. قال : فأيهم أضر وأردى؟ قال : النفس والهوى. قال : فأين المخرج ؟ قال : سلوك المنهج. قال : وماهو ؟ قال : ترك الراحة وبذل المجهود. قال : أوصني.. قال : قد فعلت.