الصوم ثلاثة: صوم الروح وهو قصر الأمل، وصوم العقل وهو مخالفة الهوى، وصوم الجوارح وهو الإمساك عن الطعام والشراب والجماع. "ابن الجوزي" قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: سياحة هذه الأمة الصيام. وقال جابر بن عبد الله الأنصاري: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب، والمأثم، ودع أذى الخادم، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم فطرك ويوم صومك سواء. ويروى عن سفيان الثوري رضي الله عنه أنه قال: مرّ عابد براهب، فقال له: يا راهب، كيف ذكرك للموت؟ قال: أرفع قدماً ولا أضع أخرى، إلا خشيت أن قد مت. قال: كيف كان نشاطك للصلاة؟ قال: ما سمعت أحداً سمع بالجنة، فأتت عليه ساعة إلا صلى ركعتين. قال العابد: يا راهب، مالكم تلبسون هذه الخرق السود؟ قال الراهب: لأنها من لباس أهل المصائب. فقال له العابد: أكلكم معشر الرهبان قد أُصيب بمصيبة. قال الراهب: يا أخي وأي مصيبة أعظم من مصيبة الذنوب على أهلها؟. قال العابد: فما تذكرت هذا الكلام، إلا وبكيت.