يفتقر اتحاد نساء اليمن بمحافظة شبوة إلى أهم المقومات التي ترتقي به إلى المستوى المطلوب كالمبنى وقلة دعم السلطة المحلية والمنظمات المانحة، كما أن عدم التنسيق بين القطاعات النسوية الأخرى في المحافظة يؤخر الكثير من التقدم.. الأخت نجيبة محمد شيخ رئيسة اتحاد نساء اليمن في المحافظة أوضحت لصحيفة الجمهورية كل مايخص الاتحاد وابتدأت حديثها بالقول: نشاط لا بأس به عدد العضوات في اتحاد نساء اليمن بمحافظة شبوة 225 عضوة من جميع المديريات في المحافظة وقد تأسس هذا الإتحاد في العام 1971م وتوقف النشاط فيه بعد أحداث 1994م، واستمر لمدة ثماني سنوات حتى بدأ العمل في العام 2002م، وعملنا هيئة قيادية جديدة، مع العلم أن التوقف الذي سبق ذكره كان على مستوى جميع المحافظات، وكانت الهيئة الإدارية المنتخبة مكونة من تسع عضوات، بالإضافة إلى ثلاث عضوات في الرقابة والتفتيش، وخمس وعشرين عضوة في لجنة المحافظة، وأسندت إلينا الكثير من المهام كفتح صفوف محو الأمية ودعم تعليم الفتاة والصحة الإنجابية في جانب التوعية كما أن لدينا أنشطة أخرى بسيطة كتعليم المرأة صناعة الصوف وتسويق منتجاتها إلى مختلف المحافظات التي تقام فيها المعارض للمنتجات الريفية النسوية، وللتوضيح أكثر حول صفوف محو الأمية ففي مدينة عتق يوجد صف واحد تابع لنا، وفي المديريات يوجد في بيحان أربعة فصول وفي مديرية نصاب أربعة فصول وميفعة كذلك أربعة فصول ومركز عزان وبقية المديريات، ويصل عدد الملتحقات في صفوف محو الأمية من خمس عشرة إلى عشرين امرأة في الفصل الواحد، ومازالت حملاتنا التوعوية مستمرة رغم العادات والتقاليد الصارمة التي تقف حائلاً أمام تقدمنا وتشكل ضغوطاً على أولئك النسوة اللاتي يحببن التعليم، وهناك العديد من المشاكل التي تواجهها المرأة في محافظة شبوة ونحاول التدخل فيها بقدر الإمكان على سبيل المثال التدخل الذي قمنا به في مديرية عرماء حول حق المرأة في الميراث الذي أصبح عادة متبعة في حرمانها مع اقتناع الجميع بذلك بدافع الخوف. نساء مظلومات وتضيف الأخت نجيبة في سياق حديثها قائلة: إن المرأة في محافظة شبوة إذا طالبت بحقها في الميراث فإنها بلا محالة تلاقي حتفها، لأنها خرجت عن العرف المتبع والتقاليد الصارمة، فهي لاتملك السلطة كالمرأة في إب أو عدن أو حضرموت أو صنعاء وقد كانت لدينا إحدى العضوات في الإتحاد أخبرها إخوانها بصريح العبارة أنها لو طالبت بحقها من خلال الإتحاد فسوف تقدين حياتك، واوضحوا لها بأنها من المستحيل أن تمنع زوجها ذرة من أرض أو ميراث، ونحن نحاول أن نكسر هذه العادات المبتعدة عن ديننا الإسلامي بالتوسع على مستوى المديريات ولدينا ثماني مديريات هي عسيلان عتق الصعيد نصاب بيحان رضوم وميفعة ومديرية مرخة السفلى ونحن الآن نسعى لاستقطاب ثلاث مديريات هي عين وجردان وحبان ولدينا أمل في انتشار الوعي وإن كان بشكل ضئيل جداً ورغم تهكم الرجال والسخرية من اتحادنا، ولدينا مناصرون من محامين وقضاة وغيرهم لكسر التخوف النسائي الشامل. دعم معنوي وعن دعم السلطة المحلية للإتحاد أوضحت بالقول: يكفي دعم السلطة المحلية في زيارتها لنا ورفع درجاتنا المعنوية، وإن كانت لاتدعمنا مادياً أبداً، مع العلم أن ميزانية الإتحاد تذهب للاتجارات، وميزانيتنا التشغيلية 240 ألف ريال فصلياً، ومقرات الإتحاد استولى عليها القبائل، ولدينا مقر الإتحاد في عتق ونصاب وميفعة وبيحان ندفع إيجاراتها، وباقي الميزانية مواصلات وتغطية اجتماعات وغيرها ونتمنى من السلطة المحلية أن تنظر إلينا بعين الاعتبار، وقد كنا نتمنى أن يكون هناك منظمات داعمة ولكن مع الأسف لايوجد أي منظمات داعمة وعاداتنا وتقاليدنا لاتسمح لنا بالخروج وكل مانصل إليه هو مؤسسة الصالح التي تساعدنا كثيراً في كسوة العيد وتوزيع إفطار الصائم والتمور، وقد طرحنا عليهم دراسة في منتجات المرأة الريفية من البن والحوائج والحناء والهرد وغيرها، والدراسة المقدمة من أجل توفير المكائن وإن شاء الله سيستجيبون لذلك، وهناك الكثير من المعارض التي نعملها لتسويق هذه المنتجات الفاخرة من أجل انتشال المرأة من الفقر، ومع الأسف لايوجد تسويق حيث تبقى الأشياء كاسدة على ماهي عليه ولو أن هناك دوراً إعلامياً بارزاً لهذه المنتجات لما خسرنا كثيراً، ولدعمتنا المنظمات والشركات النفطية والغازية العاملة في المحافظة والمعروضات متنوعة بين الصناعات الجلدية والخزفية والصناعات البخورية التي عملنا لها الكثير من الدورات للإقبال الشديد عليها، كما عملنا ثلاث دورات تدريبية أخرى لصناعة الصلصة والانتاج الحيواني، كما عملنا حدائق مصغرة في مديرية حبان والجشم. تلمس واستشعار وعن تلمس الإتحاد لحاجات الأسر الفقيرة قالت: تواصلنا في البداية مع صندوق الرعاية الاجتماعية، وكان لدينا ثلاثون أسرة فقيرة في عتق وتواصلنا مع المديريات لرفع تقارير عن الأسر الفقيرة والجديدة، وقد تم ذلك بالفعل للأسر الفقيرة والمحتاجة، وقد عمل صندوق الرعاية دورات تدريبية في الصناعات المتماشية مع المنطقة ولكن هناك شرط مجحف من قبلهم في شراء المواد ولو قمت بتدريب النساء في صناعة البخور وبعدد كبير فإن ذلك يؤدي إلى كساده، فلماذا لايتم التدريب لصناعات مختلفة كالبن وغيره، والتنوع يحرك السوق الرائج، وهذا هو الجانب السلبي في صندوق الرعاية الاجتماعية، ولذلك لابد من اعطاء المرأة الفلوس لشراء ماتحتاجه لصناعة أشيائها اليدوية وتتناسب مع طلب السوق. وعن التنسيق بين الإتحاد والقطاعات النسوية الأخرى في المحافظة أوضحت بالقول: هناك بعض التنسيق بيننا وبين الأسر المنتجة واللجنة الوطنية للمرأة وتنمية المرأة في الزراعة، وكذلك منظمات المجتمع المدني، وإن كان مع الأسف لايوجد تنسيق بيننا لخدمة المرأة، ونحن كنساء واعيات لابد أن نتحد مع بعضنا والابتعاد عن العمل خارج السرب وكل قطاع في واديه يهيم وليتنا نقتدي بمحافظة ابين في التكاتف لنفع المرأة الريفية المظلومة ودعوتي للنساء لم تأتِ من فراغ وإنما لغرض التوعية بما لها وماعليها حتى نشعر أننا نقدم شيئاً يستحق الذكر ومن خلالكم أدعو جميع قطاعات المرأة في المحافظة للتوحد والعمل صفاً واحداً لزيادة الوعي باعتبارنا القدوة لكل نساء المحافظة. الأرضية هي الأهم واستطردت في سياق حديثها عن الصعوبات والعراقيل قائلة: الأهم أننا بلا مقر للإتحاد، ومع مرور عشرة محافظين لم نحصل على أي أرضية رغم أن الصندوق الاجتماعي للتنمية يؤكد بأنه في حال توافر الأرضية سيدعمنا بالبناء، مع العلم أنه إذا حلت هذه الصعوبة فإن نجاحاتنا ستستمر، كما أن هناك صعوبات أخرى تتمثل في السلطة المحلية التي لابد أن تدعمنا مادياً ومعنوياً، وكذلك المنظمات المانحة التي نتمنى أن تقدم أبسط احتياجات المرأة في الدورات التدريبية والتسويق. واختتمت حديثها بالقول: لقد انجزنا أشياء كثيرة في تمكين المرأة سياسياً في الانتخابات ومراحل القيد والتسجيل، وكذلك إنجازاتنا العديدة في الجانب الصحي كالأمراض المنقولة جنسياً والصحة الانجابية ونحن مازلنا نطمح إلى وصول المرأة إلى صنع القرار وتكاتف القيادات النسوية في المحافظة، وكذلك تقديم كل ما تحتاجه المرأة الريفية للرقي إلى المستوى المطلوب.