جمعية النشء الحديث من الجمعيات النشطة التي أسهمت إسهاماً كبيراً في الاهتمام بالقضايا الإنسانية، ومناهضة العنف ضد المرأة والطفل ليس على مستوى محافظة شبوة فحسب،ولكن على مستوى محافظات أبين ومارب، ومازال في جعبتها العديد من الأنشطة والفعاليات الإنسانية.. ملحق الإنسان التقى الدكتورة أشراق ربيع السباعي رئيسة الجمعية التي بدأت حديثها بالقول: جمعية هامة طبعاً جمعية النشء الحديث من الجمعيات الهامة في محافظة شبوة، وقد شرعنا في تأسيسها منذ أكثر من ثلاث سنوات،وحصلنا على التصريح النهائي في شهر يونيو في العام 2006م للميلاد، وهي تضم في الوقت الحالي أكثر من مائة عضوه، وخمسين عضواً، ولجمعيتنا العديد من المهام التي لاعد لها ولاحصر، حيث تولي اهتماماً كبيراً بقضايا المرأة، وتلعب دوراً كبيراً في التوعية ورفع المستوى العلمي والثقافي في الوسط النسوي، كما أن لها عدة أنشطة سياسية واقتصادية واجتماعية على مستوى المحافظة والمحافظات الأخرى، ولها علاقات قوية وممتازة مع الجهات الحكومية وغير الحكومية، وكذلك روابط تشبيك مع العديد من المنظمات المحلية والخارجية، وقد تبنينا كتابة وإعداد الاستراتيجية لتنمية المرأة في المحافظة،حتى يتم تنفيذها خلال العام 2007م للميلاد، وحتى العام 2010م،ولم يقتصر دور جمعيتنا عند هذا الحد فحسب،بل أن لها أدواراً أخرى كثيرة كتبني مشروع التمكين السياسي والاقتصادي للمرأة بشكل خاص، والرفع من مستوياتها، ومازلنا نسعى لتنفيذ الأهداف الاستراتيجية لتنمية المرأة وأهمها تمكينها سياسياً،والمطالبة بحقوقها الشرعية والقانونية، بالإضافة إلى مكافحة فقرها وتمكينها اقتصادياً، مع العلم أن دعمنا يشمل فوق ماسبق ذكره المجتمع المدني والتربية والتعليم والصحة، وكذا تطوير مهارات الشباب وتأهيلهم. أنشطة متعددة وتضيف الدكتورة أشراق في سياق حديثها، بالقول: خلال الأشهر السابقة من العام الحالي 2009م للميلاد كان لدينا العديد من الأنشطة والفعاليات التي دشناها على مستوى ثلاث محافظات هن أبينوشبوةومأرب،ففي محافظة شبوة دشنا فعاليات مشروع تعزيز الحقوق الإنسانية ومناهضة العنف ضد المرأة والطفل في المحافظات التي سبق ذكرها، والمدعوم أو الممول من الاتحاد الأوروبي، وطبعاً يستهدف هذا المشروع الذي يستمر ثلاثة عشر شهراً تعزيز الحقوق الإنسانية لدى الأوساط الاجتماعية والإدارية والقانونية والدينية من خلال رفع مستوى الوعي لديهم حول مناهضة العنف ضد المرأة والطفل، وقد دعينا خلال حمل التدشين الذي حضره وكيل المحافظة، ومدير مكتب الشئون الإجتماعية والعمل، دعونا الأوساط المستهدفة إلى التعاون في إنجاح وتحقيق أهداف المشروع الإنسانية السامية، بما يكفل رفع الوعي الاجتماعي بكامل الحقوق الشرعية والقانونية للمرأة، إذ كما يعرف الجميع فإن أغلب النساء في المناطق النائية بالذات محرومات من الميراث والتعليم والحقوق الأخرى بالإضافة إلى مناهضة العنف ضد الأطفال. شبكة شام ثم تستطرد السباعي في سياق سردها لإنجازات الجمعية قائلة: أنشأنا شبكة شام المهتمة بحقوق المرأة والطفل، وانضم إلى هذه الشبكة أعضاء كثر، وفي مديرية ميفعة ألتقى أعضاء هذه الشبكة في المديرية بالمدير العام، وناقشوا آلية العمل المناط بالشبكة بجمع البيانات، وتدقيق المعلومات في المرافق المستهدفة كالتربية والصحة وبعض التجمعات السكانية، وقاموا بإعداد دراسة شاملة عن أوضاع المرأة والطفل ومدى الإنتهاكات التي يتعرضان لها، ولما كان دور جمعية النشء شاملاً فإن إهتمامنا بالشباب متواصل، وبالأخص المبدعين منهم، وخلال حفل التكريم للفائزين بجوائز رئيس الجمهورية للعام الفائت قمنا بتكريم الطفل المبدع أيمن أحمد العمري تقديراً لمواهبه المتعددة خصوصاً في مجالي الغناء والتمثيل، وعرضنا مسرحية عن مناهضة العنف الأسري للطفل، كما أقمنا تحت رعاية محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي الدكتور علي حسن الأحمدي مباراة ودية بين فريقي ثانوية الثورة في مديرية حريب بمحافظة مأرب، وثانوية النقوب بمديرية عسيلان، وعند فوز فريق حريب ألتقى بفريق مجمع السعيد في عتق، ورصدت للفائزين والخاسرين جوائز تشجيعية وهدايا ثمينة، وكان الغرض من هذه المباراة بث ثقافة المحبة بين أبناء الوطن الواحد، مقترحات فعالياتنا الهامة التي من أهمها حلقة النقاش حول حقوق المرأة «السيداو» التي حضرها الأخ المحافظ في مقر الأسر المنتجة، وأشاد في كلمته بالدور الناهض من مستوى المرأة في المحافظة. دورات تدريبية وتنتقل الدكتورة إشراق إلى محطات جديدة أسهمت فيها جمعية النشء بالقول: بالنسبة للدورات التدريبية أقمنا العديد منها، وأهمها تلك الدورة التدريبية في كيفية جمع البيانات والمعلومات حول التمييز ضد المرأة وحقوق الطفل، والتي دشنها وكيل المحافظة، وهذه الدورة التي أقمناها بدعم من الإتحاد الأوروبي برنامج شراكة يمن لإئتلاف شبوةأبينمأرب، واستمرت لمدة ثلاثة أيام حضرها أكثر من ثلاثين متدرباً ومتدربة من المحافظات الثلاث، وتلقوا معلومات عززت مهاراتهم المستقبلية، وبعد هذه الدورة أقمنا ندوة لمناقشة الزواج المبكر والإرث، وحق الحضانة بمحافظة مأرب بحضور وكيل المحافظة وقدمت ورقة عمل في هذا الجانب، وكان الحضور كثيفاً من الرجال والنساء والنقاش محتدماً، كما قدمت أوراق أخرى للشيخ المرادي وغيرهم، وألقيت المحاضرات، وتخلل النقاش العديد من المداخلات، وخرجنا بالعديد من التوصيات الهامة التي تم العمل بها، ومع بداية شهر يونيو من العام الحالي أقمنا بدعم من الإتحاد الأوروبي الحلقة النقاشية الرابعة مع السلطة المحلية حول حقوق المرأة والطفل، وإدماجهم في الخطط والإستراتيجيات، وقد حضر الأخ المحافظ الشيخ ناجي الزايدي ووكلاؤه، وكافة مدراء المكاتب التنفيذية والقطاع النسائي، والحمدلله خرجنا من هذه الحلقة النقاشية المثمرة بالعديد من التوصيات الهامة، وأثناء إنهائنا الحلقة النقاشية فتحنا مع فريق الجمعية صفوف محو الأمية في منطقة بني قوس التابعة لمديرية عين بمحافظة شبوة إضافة إلى صفوف محوي الأمية في الحوطة بمديرية ميفعة ومع إنتشار الفقر في هذه المنطقة فقد دعمناهم بمكائن خياطة، كما قمنا بعمل تشبيك مع جمعية الحوطة للحياكة وكذلك جمعية 22 مايو وجمعية الروضة. نزولات ميدانية وأختتمت الدكتورة إشراق السباعي حديثها بالقول: إننا نقوم بالنزولات الميدانية إلى مختلف مديريات محافظة شبوة ومحافظتي مأربوأبين لملامسة الواقع عن كثب أقصد حياة الناس، وتوفير إحتياجاتهم الضرورية كمشروع مياه خمر على سبيل المثال لا الحصر الذي أشرفنا عليه بدعم من السفارة اليابانية، ومع بداية العطلة الدراسية إرتأينا أن نعمل مخيماً للطفل والمرأة، وذلك لتعميق قيم الولاء الوطني ونبذ ثقافة الكراهية، وتطوير المهارات في شتى المجالات، وتعليم المرأة فنون الطبخ وصناعة البخور والمباخر والموروثات الشعبية من أجل التصدي للفقر، بالإضافة إلى الحياكة والمكياج، وتعليم الاطفال الغناء والإنشاد وعلوم القرآن واللغة العربية والإنجليزية والرياضيات، وقد بلغ عدد أفراد المخيم الذي أقمناه في مركز الأسر المنتجة أكثر من 130 من الأمهات والاطفال واستمر شهراً كاملاً خرجت منه العديد من المواهب المختلفة، وعندما جاءنا شهر رمضان المبارك قمنا بتوزيع كسوة العيد مع مؤسسة الصالح للفقراء في مختلف أنحاء شبوة وقد وزعنا على نفقة الجمعية أكثر من ثلاثمائة قطعة من الثياب، بالإضافة إلى مائة قطعة ثياب من مؤسسة الصالح والحمدلله مازالت جمعيتنا في أوج نشاطها، وإن شاء الله سوف تتواصل الفعاليات المختلفة، ولا يسعني في الأخير إلا أن أشكر ملحق «الإنسان» الذي عودنا دائماً على الاهتمام بالقضايا الإنسانية في كل ربوع الوطن الحبيب.