مجلس النواب يثمن موقف باكستان الشجاع تجاه إيران    وزير الشباب يلتقي رئيس نادي شباب ملاح ويشيد بدور الأندية في تنمية وعي الشباب    أمين عام الإصلاح يعزي البرلماني صادق البعداني في وفاة زوجته    احتجاجات غاضبة في حضرموت بسبب الانقطاعات المتواصلة للكهرباء    البكري يبحث مع مدير عام مكافحة المخدرات إقامة فعاليات رياضية وتوعوية    الوصفة السحرية لآلام أسفل الظهر    اليمن يستهدف عمق الكيان    الأمم المتحدة:نقص الدعم يهدد بإغلاق مئات المنشآت الطبية في اليمن    تعز.. مقتل وإصابة 15 شخصا بتفجير قنبلة يدوية في حفل زفاف    تصنيف الأندية المشاركة بكأس العالم للأندية والعرب في المؤخرة    دخول باكستان على الخط يسقط خيار الضربة النووية الإسرائيلية    علماء عرب ومسلمين اخترعوا اختراعات مفيدة للبشرية    بايرن ميونخ يحقق أكبر فوز في تاريخ كأس العالم للأندية    أرقام صادمة لحمى الضنك في الجنوب    الانتقالي ومعايير السيطرة في الجنوب    التوقعات المصيرية للجنوب في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية    مستشار بوتين.. انفجار النهاية: إسرائيل تهدد بتفجير نووي شامل    للكبار فقط...    اغلاق السفارة الامريكية في اسرائيل وهجوم جديد على طهران وترامب يؤمل على التوصل لاتفاق مع إيران    خلال تفقده الانضباط الوظيفي في وزارتي النقل والأشغال العامة والنفط والمعادن    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    القبائل والحكومة والتاريخ في اليمن .. بول دريش جامعة أكسفورد «الأخيرة»    الأمم المتحدة.. الحاضر الغائب!!    مجلس الشيوخ الباكستاني يوافق بالإجماع على دعم إيران في مواجهة العدوان الصهيوني    صحيفة امريكية تنشر تفاصيل عن عملية الموساد في إيران    ثابتون وجاهزون لخيارات المواجهة    عراقجي: امريكا واوربا تشجع عدوان اسرائيل والدبلوماسية لن تعود إلا بوقف العدوان    الفريق السامعي: الوطنية الحقة تظهر وقت الشدة    حصاد الولاء    مناسبة الولاية .. رسالة إيمانية واستراتيجية في مواجهة التحديات    العقيد العزب : صرف إكرامية عيد الأضحى ل400 أسرة شهيد ومفقود    إب.. إصابات وأضرار في إحدى المنازل جراء انفجار أسطوانة للغاز    مرض الفشل الكلوي (8)    من يومياتي في أمريكا .. صديقي الحرازي    الحلف والسلطة يخنقون الحضارم بقطع الكهرباء    غاتوزو مدرباً للمنتخب الإيطالي    نائب وزير الخدمة المدنية ومحافظ الضالع يتفقدان مستوى الانضباط الوظيفي في الضالع    البكري يرأس اجتماعًا لوكلاء القطاعات العامة ويناقش إعداد خطة ال (100) يوم    وزيرا الخارجية والصحة يلتقيان مبعوث برنامج الأغذية العالمي    هيئة الآثار :التمثالين البرونزيين باقيان في المتحف الوطني    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الأحد 15 يونيو/حزيران 2025    قوات الجيش تعلن إفشال محاولة تسلل شمال الجوف وتكبّد المليشيا خسائر كبيرة    وزير الصحة يترأس اجتماعا موسعا ويقر حزمة إجراءات لاحتواء الوضع الوبائ    انهيار جزئي في منظومة كهرباء حضرموت ساحلا ووادي    أهدر جزائية.. الأهلي يكتفي بنقطة ميامي    اليغري كان ينتظر اتصال من انتر قبل التوقيع مع ميلان    اسبانيا تخطف فوزاً من رومانيا في يورو تحت 21 عاماً    حضرموت.. خفر السواحل ينقذ 7 أشخاص من الغرق ويواصل البحث عن شاب مفقود    صنعاء.. التربية والتعليم تحدد موعد العام الدراسي الجديد    صنعاء تحيي يوم الولاية بمسيرات كبرى    - عضو مجلس الشورى جحاف يشكو من مناداته بالزبادي بدلا عن اسمه في قاعة الاعراس بصنعاء    سرقة مرحاض الحمام المصنوع من الذهب كلفته 6ملايين دولار    اغتيال الشخصية!    الأستاذ جسار مكاوي المحامي ينظم إلى مركز تراث عدن    قهوة نواة التمر.. فوائد طبية وغذائية غير محدودة    حينما تتثاءب الجغرافيا .. وتضحك القنابل بصوت منخفض!    الترجمة في زمن العولمة: جسر بين الثقافات أم أداة للهيمنة اللغوية؟    فشل المطاوعة في وزارة الأوقاف.. حجاج يتعهدون باللجوء للمحكمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وادي الدور .. لوحة جمالية ترسمها تقاسيم المدرجات وشلالات المياه
تستعد لإعلانها محمية طبيعية
نشر في الجمهورية يوم 09 - 05 - 2009

مديرية العدين.. إحدى مديريات محافظة إب، تقع غرب مدينة إب على بعد حوالي«30كم» تقريباً، كانت إلى ماقبل الوحدة اليمنية تعد مركزاً لقضاء العدين الذي يضم إلى جانبها مديرية مذيخرة والحزم والفرع.. تتميز العدين«المديرية» بردائها الأخضر الذي يلفها طوال العام فضلاً عما تحتويه من وديان تجود بأفضل أنواع«البن» و«المانجو» و«قصب السكر» الذي تشتهر به.. ومن هذه الوديان «وادي الدور» الذي تغنى به كبار الشعراء الفنانين ومن سائلتها الشهيرة «عنه» تتدفق السيول العذبة التي تبعث الحياة في النفوس وتنفث نسمات الطيب الشافي للقلوب.. العدين بما حباها الله من طبيعة ساحرة خلابة تجسد الجمال الطبيعي الذي حباه الله لأرض الجنتين «اليمن الحبيب..» ونظراً لكل هذه المميزات التي تمتاز بها مديرية العدين عن بقية مديريات محافظة إب العشرين فقد وقف المكتب التنفيذي بمحافظة إب برئاسة القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة أمام الإعلان بجعل العام 2009م عاماً للبيئة والسياحة مترجماً هذا التوجه بسلسلة من الاجتماعات المتتالية لمكتب البيئة والجهات ذات العلاقة والتأكيد على تبني محمية طبيعية في المحافظة خلال العام الحالي 2009م حرصاً للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ووقف التدهور البيئي. وتوجت كل هذه الاجتماعات بالخروج بقرار إعلان منطقة وادي الدور ووادي عنه في مديرية العدين محمية طبيعية.. وقد لاقى هذا القرار ارتياحاً كبيراً في كافة الأوساط لكونه سيؤدي إلى بقاء الموارد الطبيعية والاستفادة منها بصورة طبيعية، كما أن الإعلان عن هاتين المنطقتين بمديرية العدين محمية طبيعية سيؤدي إلى الحفاظ على التنوع الحيوي والمواقع ذات الأهمية الخاصة وإعادة تأهيلها وحماية الغابة والأنواع الحية، كما سيؤدي إلى تحسين الوضع الاقتصادي للسكان المحليين ونحن من خلال هذا التحقيق سنسلط الضوء على الأهمية التي يكتسبها مثل هذا القرار وكذا المميزات التي ستحظى بها مديرية العدين. قرار تاريخي الأخ/ناجي النهمي رئيس فرع الهيئة العامة لحماية البيئة إب أكد أنه تم الإعلان عن منطقة وادي الدور ومنطقة عنه بمديرية العدين محمية طبيعية بعد متابعة مستمرة من الأخ محافظ المحافظة القاضي أحمد عبدالله الحجري بضرورة تبني محمية طبيعية في المحافظة حرصاً منه للحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية ووقف التدهور البيئي. وقد تم اتخاذ القرار بعد دراسة مستفيضة بإعلان منطقة وادي الدور ووادي عنه بمديرية العدين محمية طبيعية، وقد تم تشكيل فريق فني متخصص لإعداد الدراسة الأولية للمحمية مكون من المهندس/رشيد معياد نائب مدير عام الموارد الطبيعية بديوان عام الهيئة والمهندس خالد الأصبحي مدير عام إدارة المحميات الطبيعية بديوان عام الهيئة بالتنسيق مع فرع الهيئة بالمحافظة وتحت الإشراف المباشر من قبل الأخ المحافظ والأخ رئيس الهيئة والأخ الأمين العام.. فتحرك الفريق المكلف إلى منطقة وادي الدور ووادي عنه برئاسة المهندس محمود محمد شديوه رئيس الهيئة العامة لحماية البيئة وتم الاطلاع على الواقع وتوثيقه ووافق الجميع من حيث المبدأ على سلامة الاختيار للموقع، ونزول الاخوة المكلفين لعملية المسح وإجراء الدراسة الأولية وقد تم تسليم هذه الدراسة للأخ المحافظ والتي جاء على ضوئها إعلان منطقة وادي عنه ووادي الدور محمية طبيعية وذلك إدراكاً من قيادة وزارة المياه والبيئة وقيادة محافظة إب لأهمية المنطقة ولوقف التدهور البيئي المتزايد في التنوع الحيوي والأنظمة البيئية والموارد الطبيعية في المنطقة، والحد من زراعة القات ومنع تقطيع الأشجار المعمرة وغيرها والحفاظ على الغطاء النباتي ومنع تلوث المياه الجارية بهذه الأدوية. الإعلان على المستوى الوطني ويتابع الأخ ناجي النهمي رئيس فرع الهيئة حديثه بالقول: ذلك كان على المستوى المحلي ونحن الآن بصدد إعلان المحمية على المستوى الوطني حيث أننا نعكف حالياً على استكمال الدراسات التفصيلية وإعداد خطة الإدارة تمهيداً لرفعها إلى مجلس الوزراء لإعلان محمية وادي الدور وعنه محمية طبيعية على مستوى الوطن اليمني. ترحيب واسع أما فيما يخص السلطة المحلية بمديرية العدين فيقول الأخ النهمي: لقد لاقى قرار إعلان منطقة عنه ووادي الدور محمية طبيعية ارتياحاً عند أبناء العدين قاطبة، أما على المستوى الرسمي فقد تم عقد لقاء موسع ضم مدير عام المديرية والأمين العام وأعضاء الهيئة الإدارية بالمديرية، وأبدوا استعدادهم للتعاون مع هذا القرار خصوصاً وأن زحف شجرة القات على المنطقة المعلنة بمحمية قد انتشر بصورة جنونية إضافة إلى استمرار المواطنين بتقطيع الأشجار وبيعها وقلع الفواكه، وعدم الاهتمام بالمناحل واهمال الثروة الحيوانية وتلويث المياه عن طريق رمي مخلفات القمامة والأكياس البلاستيكية والمجاري للوادي معتبرين هذا القرار بالحكيم وجاء بالوقت المناسب للحفاظ على ماتبقى من الموارد الطبيعية بهذين الودايين. مطالبين بورشة عمل موسعة تضم قيادة المجلس المحلي والهيئة الإدارية وموظفي الجهات الحكومية وأعضاء مجلس النواب ومشائخ المديرية لمناقشة هذا القرار ومدى استفادة المجتمع المحلي منه. وبناءً عليه فقد تم إعداد النظام الأساسي لإنشاء جمعية بالمنطقة تتولى التعريف بالقضايا البيئية والأهمية التي تشكلها المحمية الطبيعية بمديرية العدين. الهدف من الدراسة وعن الهدف من دراسة المنطقة قبل الإعلان النهائي عن المحمية الطبيعية يؤكد الأخ النهمي بأن الهدف من الدراسة هو: إجراء حصر أولي للتنوع النباتي والحيواني للمناطق المستهدفة وتحديد المناطق ذات الحساسية البيئية والتي يمكن اقتراحها كمحميات طبيعية وتحديد عوامل التدهور البيئي في المنطقة المستهدفة والالتقاء بالسكان المحليين وخلق وعي بيئي لديهم بأهمية صون وحماية التنوع الحيوي بمنطقتهم ووضع تصور للحلول والمعالجات الكفيلة بحماية التنوع الحيوي في تلك المناطق وتحديد أولوياتها. مؤهلات اختيار المحمية أما عن أهم المؤهلات التي يجب أن تتوفر باختيار المحمية فيؤكد الأخ ناجي النهمي بأنه من خلال المسح الأولي لمنطقة وادي الدور ووادي عنه تبين أن المنطقة مؤهلة لأن تكون محمية طبيعية كونها استوفت الشروط الأساسية بأن تكون محمية طبيعية وإحدى المحميات اليمنية الفريدة وذلك طبقاً للمؤهلات الآتية: - محمية وادي الدور ووادي عنه غنية بالتنوع الحيوي النباتي والحيواني. - يتواجد في المحمية المعلنة أنواع عديدة من الطيور المتوطنة والمهاجرة النادرة والمعرضة للانقراض. - محمية الدور وعنه غابة نظام شبه جاف وتعتبر مأوى للعديد من الحيوانات والطيور البرية. - تتوفر فيها مقومات السياحة البيئية إضافة إلى سهولة الوصول إليها. الوصول إلى الإعلان النهائي وللوصول إلى إعلان وادي عنه ووادي الدور محمية طبيعية على المستوى الوطني لابد من العمل«وكما يوضح الأخ النهمي» على اصدار قرار من السلطة المحلية بالمديرية والمجلس المحلي بالمحافظة على أن يتم لاحقاً استصدار قرار بإعلانها كمحمية طبيعية على المستوى الوطني كونها استوفت المعايير ولابد كذلك من إجراء مسح تفصيلي على جميع مكوناتها الطبيعية وتشكيل جمعية طوعية بيئية بالمنطقة للمساعدة في الحفاظ على المحمية. وكذا الترويج للسياحة البيئية للمنطقة من خلال اصدار المواد التوعوية وإنتاج أفلام تلفزيونية. القيام بعمل برنامج متكامل لمكافحة التين الأحمر ومنع قطع الأشجار والشجيرات في المنطقة ومعالجة مصادر التلوث. موقع المحمية الطبيعية تقع محمية وادي الدور وعنه في مديرية العدين والتي تقع في الجزء الجنوبي الغربي من محافظة إب ومركزها مدينة العدين ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى اشتهارها بزراعة«عودي البن والقات» فسميت «عودين» ومع مرور الزمن صححت الكلمة لتصل إلى التسمية الحالية «العدين» وهناك رواية أخرى تقول إنها أخذت من اسم ذي عدينة وهي امرأة سكنت هذه المنطقة وكانت عاملة السيدة أروى بنت أحمد الصليحي. ومدينة العدين يعود تأسيسها إلى عصر ماقبل الإسلام، حيث كانت أحد مواقع محطات القوافل التجارية القديمة والتي كانت تحمل البضائع من مدينة عدن إلى صنعاء ثم مكة المكرمة فمدينة يثرب حتى بلاد الشام، وكانت هذه الطريق معروفة ب«درب أسعد» قبل الإسلام وبعد الإسلام بطريق الحجيج.. والعدين كانت متوسطاً في طريق المسافرين ورواحلهم فأقيمت فيها سمسرة للنوم عرفت بسمسرة العدين فجاء الناس وسكنوا بجوارها فاكتسبت لذلك منذ تأسيسها أهمية تجارية، وتطورت شيئاً فشيئاً حتى أصبحت مدينة يطلق عليها«العدين» فزاد اتساعها وعمرانها حتى أصبحت مركزاً للمديرية. والعدين على شكل هضبة ينتصب فيها عدد من الجبال والحصون التاريخية التي كان لها دور في أحداث ومجريات التاريخ اليمني القديم، ويتخلل هذه الجبال عدد من الوديان الجميلة دائمة الخضرة كوادي عنه ووادي الدور اللذين يشقان أراضي مديرية العدين مكونين على ضفتيهما مناظر طبيعية آخاذة لايستطيع الشعراء إزاءها سوى التغني بجمالها بأجمل القصائد الغنائية. حدود المحمية تتربع محمية وادي الدور ووادي عنه وسط مديرية العدين فيحدها من الشمال مديريات حبيش والحزم والفرع ومن الجنوب يحدها مديريات مذيخرة ذي السفال وجبلة ومن الشرق مديرية جبلة ومدينة إب ومن الغرب مديرية فرع العدين ومديرية السلام محافظة تعز في الجزء الجنوبي الغربي. وتبلغ مساحة العدين حوالي«230» كم2 أما عدد سكانها وحسب آخر تعداد سكاني في العام 2004م فيبلغ«143578» نسمة منهم«68786» نسمة ذكوراً و«74792» نسمة من الإناث، وتبلغ الكثافة السكانية للمديرية نحو«23572»فرداً في الكيلومتر المربع. بينما تصل ارتفاعات جبالها إلى«2700» متر فوق سطح البحر ومن أهم جبالها« جبل زهقان- جبل خرشان- جبل اكل- جبل الشرف- جبل بني عبدالله- جبل العر- جبل المدورة- جبل الخصيفاء- جبل العروس- جبل القفل- جبل الزهر- جبل العرفي- جبل الرائدة- جبل القضل- جبل القفلة- جبل الاكمة السوداء- حصن عزان..» أما أهم الأودية فهي «وادي الدور، وادي عنه، وادي القاسمية، وادي دحرز، وادي الحجاج، وادي شبز، وادي المسن، وادي السربي» وتتكون المديرية من«22» عزلة أكبرها مساحة عزلة قداس«41» كم2 وأصغرها مساحة عزلة شرف حاتم«1.2» كم2 كما تضم«417» تجمعاً سكانياً و«9»حارات و«125» قرية و«1946» محلة و«23008» مساكن. اطلالة على المحمية الطبيعية الزائر للمحمية الطبيعية والمعلن عنها حديثاً «وادي الدور ووادي عنه» تدهشه مناظرها الخلابة الساحرة المتوغلة في بطون الوديان والمتربعة في وسط وادي عنه ووادي الدور، وبمجرد اقترابك من هذه المحمية لابد أن تحدق العين على لوحات جمالية فريدة الصنع والابداع ترسمها تقاسيم ومدرجات وشلالات الوادي المشهور ب«وادي الدور» الذي تغنى به الشعراء والفنانون لديمومة خضرته وسيوله الجارية والمتدفقة على مدار العام، وقطرات مياه سائلة عنه المتسربة من الغيول والعيون التي تجري فيه من كل حدب وصوب، تلفك الخضرة ويطربك النداء، ويتمتع وادي الدور ووادي عنه بخصائص ومغريات طبيعية وأثرية وتاريخية وسياحية تؤهلهما لأن يكونا منتجعاً سياحياً راقياً غاية في الروعة والجمال وبحسب دراسات أجريت تقول أن وادي الدور ووادي عنه من أجمل وأشهر الوديان في اليمن، حيث مساقط المياه لهما تصب في وادي زبيد وتنتهي إلى البحر الأحمر وتمر مياهها على امتداد مضيق متعرج وفي أحيان كثيرة سائلة ذات اتساع تنتشر على ضفتيه مدرجات زراعية ووديان صغيرة زراعية وخلال هذا المجرى تنظم إليه مياه وروافد عديدة منها مياه مادي سائلة العين وخباز ووادي السارة وغيرها. مناخ المحمية الطبيعية مناخ معتدل صيفاً وبارد نسبياً شتاءً وتهطل عليه الأمطار صيفاً ويتراوح معدل هطول الأمطار مابين 300670ملم/سنة. السمات البيئية ومن السمات البيئية والجيولوجية للمحمية الطبيعية بالعدين هو تنوع حيوي نباتي كبير ومرتفعات عالية وهضاب وسهول وأودية. الأنشطة السكانية يمارس السكان العديد من الأنشطة في وادي الدور ووادي عنه والمتمثلة ب: الانتاج النباتي: حيث يعتمد السكان في معيشتهم على زراعة المحاصيل المطرية كالذرة الشامية والرفيعة إلى جانب زراعة الخضروات كالطماطم والبطاطس وكذا زراعة المانجو والموز والجوافة وقصب السكر وغيرها. الانتاج الحيواني: يقوم السكان بتربية الأغنام والماعز والأبقار
والإبل وكذا تربية الدواجن بالاضافة إلى تربية النحل لانتاج العسل. الحرف التقليدية: تمارس النساء بالمنطقة بعض الحرف اليدوية كصناعة السلال والمنسوجات وتعمل البعض الآخر في صناعة الأجبان. مهددات محمية العدين الحيوي التوسع في الأراضي الزراعية على حساب أراضي الغابة والغطاء النباتي الطبيعي. القطع الجائر للأشجار الحراجية لأغراض التحطيب وأخشاب البناء. الرعي الجائر وغير المنظم لقطعان الأبقار والماعز والجمال. الصيد الجائر للحيوانات البرية من قبل السكان المحليين والزائرين. التلوث الناتج عن مخلفات الزوار داخل المنطقة. الضوضاء من قبل الزوار وتلوث الهواء بسبب عوادم السيارات. تلوث المياه السطحية بمواد الغسيل الكيميائية. غزو التين الأحمر للأراضي الهامشية. التنوع الحيوي للمحمية يعتبر وادي الدور ووادي عنه من المواقع الغنية بالأنواع النباتية والحيوانية البرية وموطن مناسب للعديد من الطيور البرية المستوطنة والمهاجرة التي تتخذ من الوادي محطة غذاء وراحة خلال رحلتها. الغطاء النباتي للمحمية تزخر المحمية «وادي عنه ووادي الدور» بغطاء نباتي كثيف ويتمثل في أشجار الطلح والسدر والحلص والسنف والذراح والخروع والصبار والإبكي والعدنة وبصل الحنش والسمر والعشار والظبة والكاذي. الحيوانات البرية للمحمية تزخر المحمية بالعديد من الحيوانات البرية كالأرانب البرية والقنافذ والوبر والثعالب والقرود والضباع. طيور المحمية تتواجد في المحمية العديد من الطيور المستوطنة والمهاجرة كالطيور الجارحة مثل الصقور والعقاب والغربان والنسور وكذا الهدهد والحمام البري وانواع الطيور المغردة مثل الهزار والبلبل ودجاج الغيل والخرشنة وغيرها. الزواحف والحشرات تتواجد في المحمية أنواع عديدة من أسماك المياه العذبة والضفادع والرعاشات ذات الألوان الجميلة الجذابة والثعابين والحرباء والسحالي بالاضافة إلى الحشرات والفراشات المختلفة الجديرة بالدراسة مستقبلاً. المقومات السياحية للمحمية تزخر محمية وادي عنه ووادي الدور بالعدين بالعديد من المقومات السياحية بحكم تنوع مناخها وتضاريسها التي يمكن لأي زائر أو سائح زيارتها أثناء تواجده في اليمن عامة وفي محافظة إب خصوصاً وذلك لمشاهدة المناظر الخلابة لهذه المحمية ومراقبة الطيور والسير بالأقدام للتمتع بنسيم الهواء العليل مع السكان المحليين وكذا استخدام الحمامات الطبيعية والمياه الساخنة في الاستشفاء والاستجمام. حمامات المحمية تحتوي المحمية الطبيعية بالعدين على ثلاثة حمامات اجمالاً وهو مجموعة الحمامات التي تشتهر بها مديرية العدين، وتتوزع هذه الحمامات على منحنى يبدأ بحمام الشعراني حوالي «6»كم جنوب شرق مدينة العدين ويتجه غرباً مع مياه سائلة عنه حتى ينتهي في حمام الاسلوم«51»كم تقريباً شمال غرب مدينة العدين. حمام الشعراني: يقول الأديب أحمد الحسني عن هذا الحمام«هو عبارة عن كهف مظلم أسفل جبل«حرض» أقيم عليه جدار ساتر تتدفق إليه المياه الحارة من جوف الجبل مكونة بركة يغتسل فيها الناس وتنبعث منه الغازات الكبريتية التي يتعرقون بها» مع انتهاء فصل الخريف يتوافد الناس إليه ويقيمون في ساحته عششاً صغيرة من القمش وأحجار السائلة تقيم فيها الأسر مدة أثنى عشر يوماً هي الجرعة اللازمة لتحقيق الفائدة من الحمام الكفيلة بالشفاء من الأسقام ويستمر التوافد حتى تبدأ غيوم نيسان بالتوافد على سماء المنطقة مؤذنة ببداية موسم العمل وتزمجر الرعود محذرة للناس من السيول الجارفة فيحزم من بقي أمتعته تاركين للسيول عششهم التي قضوا فيها أياماً سعيدة مع أسرهم وأقاموا علاقات مع أسر جديدة وعقدوا صفقاتهم التجارية البسيطة تحت ظلال الأشجار العملاقة التي تحيط بالحمام. حمام الأبعون: يقول الحسني عنه: عشرة كيلومتر هي المسافة بين حمام الشعراني وحمام الأبعون، هذه المسافة بعد أن تقطعها وتبرد قدميك في مياه حمام الابعون النابعة من سائلة عنه وتشمخ بعيداً متزنة بالغيم ومزدانة بالمدرجات ضمن سلسلة جبلية تتصل بجبال وصاب السافل لتشكل في مجموعها مديرية الحزم السور الشمالي الطبيعي لبلاد العدين، وهذا الحمام عبارة عن مجرى مائي«سائلة» يتوافد إليه الناس مع أسرهم ويبنون فيه عششهم ويحفرون بركاً صغيرة تمتلئ تلقائياً بالمياه الساخنة التي تنبع من العيون الصغيرة في أسفلها بعد ازاحة الرمال التي كان يطمرها ويمارسون طقوس الحمام، وفي هذا الحمام يمكن للفقراء أن يستمتعوا برؤية الذهب من خلال الرقائق الحجرية ذات اللون الذهبي التي يجدونها في قيعان البركة الصغيرة التي يحفرونها. حمام الاسلوم: يقول الحسني عنه: غير بعيد عن حمام الابعون على امتداد السائلة تدور في أسفل جبال الابعون تصل بعدها إلى حمام الاسلوم وهو عبارة عن شلال مياه حارة يتساقط من أسفل جبل الاسلوم التابع لمديرية حزام العدين، يتوافد الناس إلى مساحاته وبنفس الطقوس في سابقيه ويغتسلون في مياه الشلال المتدفق الحارة بعد أن تبرد لدرجة يحتمل حرارتها الجسم بفعل تعرضها للهواء أثناء السقوط، فمياه هذا الحمام شديدة الحرارة لم تعد هذه الطريقة قائمة بعد أن تطوع أحد أبناء المنطقة وقام بحجز مياه الشلال لتعبر في سواقي تمتد إلى «المعرقة» وهي غرفة بها حوض تصب فيه تلك المياه ويجلس المستحمون على حافة الحوض يتعرقون ويتعرضون للأبخرة الكبريتية التي تتصاعد منه وأقام حول تلك الغرفة بعض الفرق للسكن. آثار المحمية محمية العدين المعلن عنها حديثاً تضم الكثير من الآثار، حيث تحتوي على عدد من المقابر والتي معظمها منحوته في الصخور ولها تشكيلات وأحجام متعددة، يعتقد أن هناك مميزات وطوابع خاصة بأصحاب هذه القبور حيث كان يعتقد أن ابراز القبر واظهار معالمه تمثل أهمية ومكانة لصاحب هذا القبر، فهناك قبور ملكية خاصة بالوجاهات تكون أكثر فخامة وقواماً واتقاناً من تلك القبور التي تضم عامة الناس ويعتقد أن هذا كله يرجع إلى عادات وطقوس خاصة بالدفن في تلك الحقبة الزمنية، ومن الطقوس أن بعض المقابر وجد فيها وبجانب الجثث حاجيات شخصية بالمتوفي كالملابس والفخار والحلي وغيرها.. مما يرجح ايمانهم بالحياة الأخرى. كما أن محمية العدين يوجد بها العديد من القصور والمعالم التاريخية مثل حصن الحسوة: وهو أحد المواقع الأثرية القديمة الذي يرجع تاريخه إلى أيام الدولة الصليحية وهو عبارة عن تل أثري قديم وحوله عدد من المعالم الأثرية تبرز الدور التاريخي لهذا الحصن المنيع وتظهر بقايا أساسات لمباني قديمة ومنشآت معمارية كانت مبنية بالأحجار السوداء البازلية. الجامع الكبير: ويعتبر من أقدم المساجد في مدينة العدين ويتميز بطابعه الأثري وتصميمه الفريد، فسقوفه محمولة على أكتاف عدد من الدعامات المرتبة بشكل عمودي من أي الاتجاهات تراها، وتعلوه صومعة مرتفعة من مواد الأحجار والطوب الأحمر الفريد وقد بنيت بشكل متناه في الدقة والترتيب. جامع الرضائي: يعد هذا الجامع الثاني بالمديرية من حيث تاريخ بناؤه حيث يعود إلى ماقبل خمسمائة عام وقد قام ببنائه رجل الخير الصالح جمال الدين الرضائي، ولهذا الجامع مميزات متعددة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.