كانت هناك سفينة تحملُ الكثير من الناس المختلف ألوانهم وأوطانهم،وكان في بداية الأمر الهدوء والسكينة يسودان تلك السفينة،وحدث ذات يوم أن هبت عواصف عنيفة على تلك السفينة أستمرت العواصف أياماً وأياماً فلم يحتمل أهل تلك السفينة هذا الوضع، وبدأوا يتذمرون،فلقد اختل الوضع بينهم، فصار المرح ترحاً، واللمة شتاتاً. ونتيجة لذلك الوضع، صاروا فرقاً وجماعات متنازعة،وكل فرقة تسب الربان لأنه لم يستطع التحكم بالسفينة ومقاومة العواصف، فمنهم من قال:«هذا ربان ضعيف لايقوى على التحكم بالسفينة وسط العواصف» ومنهم من قال: «لابد من تغيير هذا الربان لأنه لم يعد قادراً على قيادة السفينة». وأخيراً اجمعوا على التخلص من هذا الربان بإرادته أو بغيرها ولما حل الظلام وجميع من بالسفينة نيام تسلل أحد ركاب السفينة نحو غرفة ذلك الربان واستل خنجره وأغمده في صدر الربان، ولما كان اليوم التالي أستيقظ كل من على تلك السفينة إلاَّ الربان لم يستيقظ من نومه. فتقدم بعض ركاب السفينة نحو غرفة الربان فوجدوه مغموراً بدمه،فتسرب الفزع والخوف إلى قلوب الكثيرين من هذا الحدث المخيف،فصار كل واحد منهم يشك بالآخر، ويريمق بعضهم البعض بنظرات الريبة والشك،ولم يستمر ذلكم الوضع كثيراً. نهض أحدهم من مجلسه وقال:«لو بقينا على هذه الحال.. ستظل السفينة في مكانها وحينها سنموت جوعاً..». فتشاوروا فيما بينهم ووقع الاختيار على ربان قليل الخبرة والمعرفة في ذلك الشأن، مما أدى إلى ازدياد سوء الوضع بينهم.. فكانت الفوضى، وحل الصراع ونتيجة لكل ذلك تخبطت السفينة فتاهت السفينة أمام الأمواج الهائجة.. وضاع كل من فيها،ولو أنهم صبروا على ربانهم الأول، وتعاونوا فيما بينهم... لنجت السفينة ومن عليها.. ووصلوا إلى شاطئ الأمان بسلام،لكنهم تنازعوا أمرهم فحل الخراب بينهم فهلكوا جميعاً..