الملاريا مرض يصيب الكثير من الناس في بلادنا، وقد حان الوقت للتخلص منه ويتركز انتشاره بالقرب من التجمعات المائية التي تكثر في الوديان خاصة في محافظة تعز التي فيها العديد من الوديان التي ينساب إليها الماء من الجبال، وكذلك السدود المائية التي ينتفع بها الناس أيام الجفاف، والوديان المتبقية التي مازال الماء يجري فيها، وغيرها من التجمعات المائية حتى الصغيرة منها مثل الأواني المنزلية المكشوفة، وإطارات السيارات والقناني الفارغة التي يتجمع فيها الماء أيام الأمطار، كل هذا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض بسبب التغيرات المناخية يشكل بيئة مثالية لتجمع البعوض وتكاثره، فالبعوض يحتاج إلى الماء ليبقى، فحين يضع البعوض بويضاته في الماء تفقس هذه البويضات وتنمو لتصبح حشرة بالغة خلال عشرة أيام، وحين تخرج من الماء يلقحها الذكر الذي لايعيش إلا فترة قصيرة بين الأشجار ثم يموت، أما الأنثى التي هي الناقل للمرض فتبحث عن وجبة دم لتغذي نفسها، ولإنتاج البويضات، وتطرح البعوضة الواحدة في حياتها مايقارب 1500بيضة وإذا تخيلنا العدد المهول من البويضات الذي تنتجه البعوض المنتشرة في كل مكان والذي يهمنا في هذا الخصوص ليس البعوض ولكن يهمنا الشخص المصاب الذي هو المستودع الكبير لتوزيع المرض، أما البعوض فهو عبارة عن ناقل من المصاب إلى السليم، فإذا لدغ الشخص المريض عشرة بعوضات في اليوم الواحد ونقلت كل بعوضة مافي جوفها إلى شخص سليم وهؤلاء بالتالي سيوزعون المرض على آخرين وهكذا..دواليك.. لذا فإن من يشعر بأعراض المرض وهي ارتفاع درجة الحرارة والقشعريرة، وألم المفاصل، والإعياء، وألم البطن، وغيره من الأعراض فعليه مراجعة أقرب مرفق صحي، ونرجو من كل من يتعامل مع هؤلاء المرضى أن يحتفظ بشريحة الدم الايجابية وأن يتصل بفرع البرنامج على الرقم «834846» أثناء الدوام الرسمي أو على الرقم «777503388» وفي ذلك فائدة كبيرة، حيث أننا نكوّن فكرة عن المرض بشكل سليم، وبالتالي نستطيع الإعداد لمواجهته، كما نرجو ذكر اسم المريض ونوعه «ذكر أم أنثى» وهل الأنثى حامل؟ وأين كان المريض قبل شهر من إصابته. هذا رجاء موجه إلى كل الأطباء والعاملين الصحيين سواءً في القرى أو المدن، ونأمل عدم التساهل خدمة للوطن والمواطن، ونحيط الجميع علماً بأن العاملين في البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا بدعم من وزارة الصحة والسكان يبذلون جهودهم للتخلص من المرض، وينقصنا فقط تعاون المرضى بالإسراع قبل انتشار المرض، ومن العامل الصحي الاحتفاظ بالبيانات، وسيتم توزيع عدد من الناموسيات، وكذلك الرش بالمبيد القاتل لهذا البعوض في أماكن كثيرة وحسب ماهو متوفر من إمكانيات ومعلومات وعلى فترات متعددة، وهناك من لايكترث لهذه الأمور ويهملها بينما هي مهمة لنا لتسهيل عملنا. كما نود أن يتعاون معنا الخيرون من أبناء هذا الوطن بتوفير الاحتياجات الأساسية، وكذلك المساهمة بالرش للمناطق الموبوءة، لتحقيق الطموح في إخلاء بلادنا من الملاريا الذي تخلصت منه بلدان كثيرة، والله ولي التوفيق..