أقمنا رغم الأنوف المتكبرة من علم وأمشاجٍ للأحزان سُرادقها وابتلينا أوقاتنا بحامض المرارات وملح الصبوات وخضنا هاربين من كل عرف كاهن مستبصر برجم الغيب لعوب وأتينا خافقات الأوجاع من كل صوب شاهرين رماح العثرات تعضنا من خدرٍ ألعاب مجهولة الإشارات طافحة الرموز تجمّعنا سراعاً كأسراب مقدرة على عجل وفج وعميق وصببنا أنفسنا في مراجل النميمة صباً بلا لأي مسبق ولا أمارات، متناسلين من أتربة ثلج صنع لإيلامنا وما استطاع إلى ذلك سبيلاً، نتحين مواقيت النحس لندرس الفتك بأعراضنا مجبولين بالترصد والبذاءات، ثم نرفع أيدينا باستغفارات علّمناها شطارة العفو وفصاحة البراءة نتمعدن بنفَس صبور أدركناه بأفعال لم نقصد استغفالها إن نحن بسطنا للنهش كف القصد والمباغتة أقمنا للأحزان أفعالها العالية الجدران وما انتبهنا لسهو الألسنة الحداد وكأننا أبداً ما لعنا الوقت وعيّرناه بشطط البسالة الخائفة وها نحن الآن نعقلن فحولة الذنب ونسلب من البراءة تاريخ نشوئها العقيم هكذا في توالٍ له جنسية أخرى نبرر للهتك قيامته المدحورة الأنحاء ونهلل تلمع أسناننا في الأشداق للحم منهوش في الطرقات وما عدنا عن تجاربنا خائفين كمثل لعنة قديمة تستيقظ من موتها وتنهمر على الأعراف دفعة واحدة.