آمنتُ أنّ الأرضَ تَشعُرُ كالورى بالحبًّ تَسعدُ بالتآلف تزدهي.. تهفو إلى أهل الصلاح وتحتفي.. ويسوؤها فعلُ اللئام وتَزدري وتضيق ذرعاً بالخيانة كونها فالبحر يقذف بالموات لأنّه والدهر لا يعطي الأمان لمجرمٍ قد كان يوماً فرَّ من مأسْاته وغَدَا بصنعاء الحضارة آمناً فإذا به - والبغي طبع - لم يُطِقْ وأراد للشعب الموحَّد فتنةً لكنّه خسِر الرهان ولم يجدْ أمسى طريداً للعدالة لاجئاً وارتاح أبناءُ السعيدة كلُّهم: قالوا: «الغرارة يا بعيد فداكَ لكن فإذا به ما صان عهداً للأولى وعلى الورى برز التعيسُ مهرّجاً وأعادها دعوى الخيانة دونما يدعو إلى شطر القلوب وحربها يذكي مواجعَ كان من صنّاعها يُبدي (لأبناء الجنوب) تعاطفاً مذ شقَّ ثروتهم وأجهضَ حلمهمْ مذ صار للمستعمر المطرود مخلب ملأَ السجون بكل حُرٍّ فاضل واليوم هاهو ذا تأبَّطَ شرَّهُ يهذي كما يهذي المريض أو الذي وكأنّه ماعاد يذكر جُرمَهُ سفهٌ وتخريفٌ وسخفٌ صارخ ماذا نقول لهكذا شخص مصاب ................................... تأسى وتفرحُ رأفةً وتأثّرا وتحبُّ من للمكرمات تصدَّرا بالقائد ال يبني الحياة معمًّرا من كان أرعنَ فاسداً متجبًّرا أصلاً لكلًّ الموبقات ومَصْدَرا رُوحٌ تضيق بما تعفّن واهترا سَفك الدماء وبالحقوق استهترا للوحدة ال جبَّتْ فظائع ما جرى بل آمِراً متصرفاً متبخترا ما ساد من روح الوئام فأُوغِرا تغتال منجزهُ الأعزَّ الأكبرا إلاّ الفرار بخزيِهِ متَعثًّرا متعهِّداً أن يستكين ويَهجُرا «ذهب المُهيًّجُ للشرور وأَدبرا» لا تُرينا وجهك المتُعكًّرا آووهُ لم يرعَ الضيافةً والقِرى وهذى كبائد عهدهِ وتمسخرا خجل يظن الدّهر يمشي القهقرا بصفاقةٍ يدعو إلى فصمِ العُرى بل كان صانعها الأشَرَّ الأشهرا وهو الذي نكبَ الجنوب ودمّرا بعد الجلاء وباع فيهم واشترى نقمةٍ سفك الدماءَ وهجَّرا خنق الحياةَ ولم يشيًّد مأّثرا وأطلّ من جبِّ المهانةِ مخبِرا لمَّا يزل سكران من طول الكَرَى من قبلُ إذ تَخِذَ الخيانَة متجرا هوسٌ عجيب للعوالم حيَّرا بانفصامٍ ليس يسمع أو يرى