جنون العشق هزتني الاشواق فهفت نفسي للقياك واشتاقت عيني لرؤياك فاختلج حبك في الفؤاد حتى كاد تمزيق الشغاف ناشدا حولك الالتفاف فتاججت جمرات الغرام واضطرمت نيران الوجدان حتى اجتاحت كياني وجنون الهيام عن بعد حياني فذاقت بي الدار ذرعا ولم اعد اطق للصبر لحظة ولم يعد لخطام نفسي باسا ولا للجام عشقي حدا فجبت المدينة طولا وعرضا موصلة أزقة المدينة العتيقة بالشوارع الشاسعة الفسيحة والحواري القديمة العريقة والبطائح الرحبة التاريخية بأحياء الحاضرة العصرية والحدائق العمومية علي القاك واملي العين برؤياك وتلتقي عينايا بعينيك فاخمد نيران الاشواق بفرحة لقياك *** وبينما انا في ذاك الخضم تتقاذفني امواج اليم تراء لي انني اراك فتقدمت بلهفة ثم احجمت فجاة قد كان راسك ملقا على احدى الكتفين مدغدغا بناصيتك احدى الصدغين وذراعك مطوقة للكتفين كنبتة برية فاح الريج عطرها في العشية والسماء ملبدة بسحب صيفية والرفيقة تلتهم المحيا بنظر اغرائي وغرام اباحي وضحك غجري ممزوج بدلال اروبي فتراقص المشهد امام عينيا فتداخلت ظنوني وايقض الشك جنوني فتجمعت دموع الشجون وانا في ذهول وسكون **** وفجاة انتفظ فكري وثار بركان الغيرة بعقلي فتراءت لي فكرة احكمت فيها الراي وبلهفة المشتاق والدمع في العين حراق تقدمت دونما اهتمام واندفعت في الزحام كمركب تلاطمته امواج البحار وتقاذفته ايادي الاعصار وحرقته نيران البركان مسابقة ترنحاتك الغرامية لاستجلاء الامر والحقيقة المخفية حتى لا ابقى فريسة للهم تقتنصني وخزات الغم ودونما اكتراث بالرفيقة التفت بحركة آلية وبقوة اللاارادية تفرست في المحيا بنظرات جريئة فسالتني بلهجة فرنسية بها لكنة اسبانية فصمت في ذهول وانا في نفسي اقول مسكين ساكنه عشق الجنون فقالت لي اهذه المدينة العتيقة؟ اين مطعم القصر والسرايا الاثرية؟ فاصطحبتها والرفيق ودار بيننا حديث في الطريق فعرفت انها اسبانية موريسكية وزوجها من ذات الهوية فاثلج صدري وهدا روعي وعاد الي صبري فعدت ادراجي بعد القاء التحية وانا اسخر من مدى غيرتي وحسي ومن الحب الذي سكن قلبي وراسي حتى كاد ان يطيح بنفسي فصرخت من شدة الغرام وجنون الهيام كيف كدت ان اضيع في الزحام وفي الفضاء بعيدا عن العيان اطلقت لضحكاتي العنان بعد ان تسربلت بالامان والاطمئنان. بقلم الاديبة و الكاتبة و الشاعرة والناقدة فوزية بن حورية