مع أن مفردات الحب ودلائله في بلادنا وبلاد ران الجهل وأطبق التخلف عليها ما تزال كمتهم فهي لا تنصرف في الأعم الأغلب إلا إلى إفراز السلوكيات السيئة وانحرافات المقاصد وانفلات الشهوات. هذه نظرة ليست من الدين كتشريع بل منطوق الدين وأدبياته تعارض ذلك فحب الله هو أساس إبداع المسلمين في إخلاص العبادة وعمارة الأرض وتخليد الحضارة ولكنها من مؤثرات أزمنة التخلف وردود أفعال تجاه ما يسمى بالغزو الفكري الحب والإبداع في الرؤية السليمة ووفقا لتعليمات الدين وتبويبات الحضارة كلاهما نسق واحد كل منهما يفضي للآخر بالطبع الحب والإبداع في فضائهما الواسع وإطارهما المتسع وفق امتدادات حضارية و إشهادات ثقافية تحرر كينونة الفرد وتحفظ آصرة المجتمع وتميز اشراقات الحضارة. لايمكن تصور مبدع كائن من كان خاليا من الحب، حب يتجذر ليشمل كل ما يمكن للمرء إبداعه وإتقانه حب الله دفع المؤمنين الصادقين لصنع حضارة وتوحيد عالم وبذل كل الخير والعطاء للانسانيه كما يمكننا تصور لو أن عنترة في الميدان كفارس لم يستحضر حب عبلة ويرى لمع السيوف التي تطير بالرؤوس كأنها ثنايا محبوبته عبلة هل كان له أن يبدع كفارس غدا في عصره وما تلته من عصور مضرب مثل للشجاعة والفروسية، عبلة هي الفارس في قلب عنترة وعنترة هو الكون في أشجان عبلة وأبدع أديسون في اختراعاته لحبه لعلمه ولأمته وللبشرية وأبدع كل من أحب حبا يصنع المعجزات. لسنا هنا في سرد الحالات ولكننا هنا في توضيح أن الحب مادة أساسية للإبداع لا إبداع بدون حب وكما قلنا حبا يسع ويتسع يجب أن لا تظل مفردة الحب مرادفة لما يمكن أن نسميه بلا أخلاقيات الناس، الناس يجب أن يعيشوا بالحب ليبدعوا وان يبدعوا ويحبوا، صحيح أن الحب وباسمه فتحت سراديب من الظلمات وأرتال من الخيانة وتراجيح من سوء الظن ولكن ما كان لم يكن حبا و حمل الحب أوزاراً لم يكن له فيها يد لذا علينا دوما أن نؤمن أن (( الزبد يذهب جفاء وأما ما ينفع الناس يمكث في الأرض )) سنة ماضية وقدر متين. أتمنى أن أرى اليوم الذي يتنفس فيه الناس حبا ويحرثون إبداعا فلا ظلم يومئذ ولا غطرسة ولا تجبر ولا استغلال أو خيانة ولا حمق أو تخلف يرى الناس سعادتهم في أن يكونوا لبعضهم فينتجون أجمل ما يهب الحياة أساريرها ويزرعون ألذ ما يبهجهم . المحبوبة هي ملهمة والمحبوب معلم والحب أصناف ومراتب وقيم ومعالم محبوب ومحبوب محبوبة ومحبوبة محبوب ومحبوبة ولكل وجهة في الحب ومن عظم حبه نما إبداعه وزكا عطاؤه.