بداخل كل منا معين لا ينضب من القوة والشجاعة والتصميم والأفكار الإبداعية الملهمة. ولكن متى تخرج هذه الأفكار وتعلن نفسها? الإجابة ببساطة: حين يكون لديها هدف محدد واضح ، يستفزها ويشعل جذوتها . وإليك قصة توضح هذا المعنى : يحكى أن مجموعة من اللاجئين همت بالفرار من إحدى مناطق الحرب باختراق إحدى البقاع شديدة الوعورة في بلادهم ، وبينما كان هؤلاء اللاجئون على وشك الرحيل اقترب منهم رجل عجوز ضعيف وامرأة واهية الصحة تحمل على كتفها طفلاً ، وافق قادة اللاجئين على أن يصطحبوا معهم الرجل والمرأة بشرط أن يتحملا مسؤولية السير بنفسيهما ،أما الطفل الصغير فاللاجئون سيتبادلون حمله . بعد مرور عدة أيام في الرحلة وقع الرجل العجوز على الأرض وقال: إن التعب قد بلغ به مبلغه وإنه لن يستطيع أن يواصل السير وتوسل إلى القادة أن يتركوه ليلقى مصيره ،ويواصلوا هم رحلتهم . وفي مواجهة الحقيقة القاسية للموقف قرر قادة المجموعة أن يتركوا الرجل وراءهم ويمضوا هم في طريقهم. وهنا وضعت الأم طفلها بين يدي الرجل العجوز ، وأخبرته بحزم أن دوره في حمل الطفل قد حان ! ، ثم لحقت بالمجموعة ، ولم تنظر خلفها إلا بعد مرور مدة من الزمن . لكنها حين نظرت خلفها وجدت الرجل العجوز الذي لم يكن يستطيع الوقوف والسير سنتيمترات إضافية يهرول مسرعاً محاولاً اللحاق بهم وهو يحمل الطفل الصغير بين يديه !! . فما الذي حدث ؟ عندما وجد العجوز هدفاً جديداً يستحثه على القيام قام ، وفجر بداخله قوة ظنها قد خارت وانتهت. وأيقظ الطفل الصغير بداخله مشاعر القوة والحماسة والتصميم مرة أخرى. من هنا نتعلم أن الشخص الذي أنهكه الفشل ، وحطمته الكبوات ،وطوقته حبال الفتور والسأم غالباً ما يعاني انعدام الهدف ، ويحتاج حتماً إلى صياغة هدف جديد يزيل حبل القنوط من حول عنق أحلامه وأمانيه . وتعلمنا أن الخطر كل الخطر في أن نصغي لأي صوت بداخلنا يدعونا إلى الاستسلام ، والقعود ، وقتل الهمة . إشراقة : إن الأفكار هي أشبه بكيس مليء بالبيض الطازج .. لو لم تخرجه فوراً فلسوف يهشم بعضها البعض ..