سألني أحدهم عن الفنانة الكبيرة أم كلثوم وهل هي بالفعل كوكب الشرق اسم على مسمى فرددت عليه قائلاً: نعم هي كوكب الشرق والغرب وليست فقط كوكب الشرق. ولأنها كوكب الشرق والغرب..عاشت معنا في حياتها وفي موتها.. أغانيها اكسير حياة وخلود.. وتاريخها الفني سفير العرب في خارج الوطن العربي وأيامها كوكبة زمنية راقية تكوكبت في أعمارنا نحن العرب. كم سكرنا معها وكم سافرنا معها وكم نمنا مع أغانيها الطويلة. صوتها هبة إلهية مميزة ...وذوقها موهبة عربية مختلفة ووقفتها أمام المايكرفون تجعل جماهيرها يتحركون. فنانة عظيمة كالفنانة أم كلثوم استحقت لقب كوكب الشرق والغرب وطبع نفوسنا نحن العرب: انها نفوس لاتنطرب ولاتطرب إلا مع الفنانين الذين يستحقون القابهم العظيمة. وما كان تقديس الزعيم العربي الراحل جمال عبدالناصر لها من فراغ بل من عطاء فني غزير وتقدير سياسي كبير وهي هكذا السياسة العربية لاتقدس أحداً من فراغ. ٭ لقد أخذها الموت منا ..من قبل أن تغني لشاعر يمني ولكن عزاءنا أنها غنت من أجل كل يمني ومن أجل كل عربي بكل احترام وبكل توازن ذوقي حيث كانت لاتغني الكلمات الفارغة بل تغني الكلمات الملتزمة. إن أغانيها الخالدة محفوظة بالتأكيد في صدورنا حيث لانهمل نحن العرب أي شيء من أشيائنا. وحيث لامكان لأغانينا الخالدة سوى في الحفظ والصون العربي. ان يتحول بيتها إلى متحف عربي يساوي المتحف الوطني في مصر ذلك دليل خلودها وخلود اغانيها. وأن نحرص نحن العرب في اليمن على شراء ألبوماتها حتى بعد موتها ذلك دليل آخر على خلودها. تبقىّ لها منا..فقط نحن العرب بأننا سوف نترجم أغانيها إلى كل لغات العالم.