"أم كلثوم تكتب القصة القصيرة" هذا ما اكتشفه الشاعر أشرف أبواليزيد من خلال تصفحه للمجلات المصرية القديمة مثل مجلة "الاثنين" الأسبوعية المصورة، وما تقدمه مجلة "دبي الثقافية" في عددها الأخير الذي خصص جانبا منه للحديث عن أم كلثوم التي يمر 33 عاما على رحيلها. لم تلجأ "دبي الثقافية" التي يرأس تحريرها الشاعر الإماراتي سيف المري، إلى نشر ملف عن أم كلثوم كما هو المعتاد، ولكنها جعلت الحديث عن كوكب الشرق متناثرا عبر أبوابها، فيكتب سعيد شعيب في باب "ألوان وظلال" عن متحف أم كلثوم بالقاهرة، وهل حاربت جيهان السادات تأسيسه؟ ويرى شعيب أن المتحف صغير جدا ولا يليق بكوكب الشرق. ويقول إن أسرة أم كلثوم فرطت ببعض مقتنياتها بالإهداء بعد أن يئست من عمل متحف. وفي باب "أجنحة الخيال" يكتب جميل داري قصيدة بعنوان "أم كلثوم" يقول في مطلعها: أم كلثوم بلسمٌ لجراحي ** وصباحٌ يطل قبل الصباحِ ملأتِ دنيانا جمالا وحبا ** جعلتِها منازل الأدواحِ وفي باب سطور مضيئة يكتب د. كمال أبوديب عن هواجس أم كلثوم وفيروز وثقافة الغناء العربي، بينما يكتب محمد رضوان عن أحمد فتحي الشاعر المسكين الذي شدا بقصائده عبدالوهاب وأم كلثوم. وفي باب "نسيم من هناك" تتناول فابيولا بدوي إضاءات ليالي باريس بأنوار صوت أم كلثوم من 40 عاما، وحديث الرئيس الفرنسي ديغول لأم كلثوم وقوله لها "لقد لمست بصوتك أحاسيس قلبي وقلوب الفرنسيين جميعا." وفي باب "إيقاع الروح" يتحدث أحمد الأغبري عن منتدى أم كلثوم في صنعاء الذي أسسه ويرعاه خالد الرويشان وزير الثقافة اليمني السابق الذي يقول "في المنتدى نعيد اكتشاف أم كلثوم ونعيد اكتشاف أنفسنا من خلال كوكب الشرق، فسماعها تنظيف للروح والنفس من التلوث السمعي، بينما يرى مصطفى الرفاعي أن "عبر سماع أم كلثوم نرتقي وصولا إلى مناطق النور في عبقريتها لتغسلنا وترتقي بذائقتنا ورؤيتنا."، أما عبدالقوي خليل فيتذكر أنه أمضى شهر العسل مع عروسه في حضور حفلات أم كلثوم بالقاهرة. ومن تونس يكتب الحبيب الأسود عن الفقراء الذين باعوا أغراضهم من أجل مشاهدة أم كلثوم واستقبالها بمائة ألف وردة، وأنها نجحت في تطبيع العلاقات بين مصر وتونس التي توترت منتصف ستينيات القرن الماضي بأغانيها: فكروني، وأنت عمري، والأطلال، وبعيد عنك، واستقبلها الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة وقلدها وسام الجمهورية من الدرجة الأولى. ويكتب الشاعر أدونيس عن أم كلثوم الحنجرة الأوركسترالية ويقول "أتخيل أم كلثوم على خشبة المسرح تغني واقفة كأنها جبل من الضوء."، بينما يكتب الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي عن الكل في أم كلثوم، وتتذكر الباحثة الموسيقية د. سهير عبدالفتاح غبن أم كلثوم عندما قبلتها وهي طفلة. أما الشاعر د. عبدالعزيز المقالح فيتحدث عن أم كلثوم وما تبقى من ألق الزمن الجميل، ويطلق عليها د. صلاح فضل "أسطورة عصر السماع". ويختم ناصر عراق صفحات "دبي الثقافية" البالغة 162 بمقاله "أم كلثوم .. نعمة الدنيا". *** إلى جانب ذلك تحتفي "دبي الثقافية" بمجلة "العربي" الكويتية ونصف قرن من المعرفة، وتحاور الناقد الإماراتي د. علي بن تميم، والشاعر المصري عبدالرحمن الأبنودي، والشاعر والروائي التونسي نصيف فلك، والمسرحي السوري فرحان بلبل، والفنان السوداني عبدالقادر حسن. وغير ذلك من الموضوعات والمواد الثقافية التي تثبت أن "دبي الثقافية" ليست مجلة "دبي" وحدها، وإنما مجلة الثقافة العربية المعاصرة. *ميدل ايست اونلاين