تتعدد ألوان الفنون والأغنيات التراثية في بلادنا.. فهناك الأغنية الصنعانية والحضرمية واللحجية والكوكبانية وغيرها من الألوان الغنائية التي تتميز بها اليمن. إلا أن الأغنية الصنعانية لها مذاقها الخاص وتبقى المستحوذة على القلوب والآسرة للألباب.. لما لها من صدى مميز في الساحة الفنية اليمنية، ولا شك أن من يستمع للأغنية الصنعانية.. ينتابه الاحساس المرهف وشعور ساحر ومختلف عن باقي الألوان الفنية الغنائية التراثية..فالأغنية الصنعانية بتقاسيمها وتنوع ايقاعها المنغم وبسحرها السيمفوني الرائع تجعل المستمع لها يهيم في دنيا الخيال وعالم من الجمال الابداعي الفني البديع الذي تشكله هذه الأغنية من إبداع تشكيلي إضافة إلى الرقصة الصنعانية المؤاداه، والتي تتوزع إلى ثلاثة مشاهد.. المشهد الأول: يسمى الخطوة ويؤدي هذا المشهد بالإيقاع البطيء وبحركات إبداعية خفيفة والتي تبدو معقدة نوعاًما،عند من لايستطيع تأديتها، لكنها تشد المشاهد لمتابعة ذلك المشهد الرائع وذلك لتناسق الحركة دون أي خطأ يقع فيه المؤدون لتلك الرقصة الموزعة بطريقة موسيقية هادئة وموحدة.. ثم يأتي المشهد الثاني والمسمى «بالدسعة» ويعد من أجمل المقاطع فناً وغناءً ورقصاً فهو الذي يجسد لحن الأغنية الصنعانية من حيث اللحن المشبع المتوازن والذي يتوازن مع الرقصة السهلة الأداء واللحن الأكثر جمالاً.. أما آخر مشهد للأغنية والرقصة الصنعانية فهو المشهد الانتقالي الختامي ويسمى «السارع» ويؤدى بحركة ايقاعية سريعة وخفة حركية إبداعية والذي يأتي من خلالها وقد جسد الراقصون تلك التقاسيم تصاعدياً «بطيء متوسط أسرع» وبهذا تنتهي الأغنية الصنعانية وقد عاش المستمع متعة إبداعية فنية حسية منتقلاً من مقطع لآخر.. ولاعجب!! هذه هي «صنعاء» جميلة بجوها ثرية بفنها بديعة بأبنيتها ساحرة بليلها زاهية بزيها راقية بلهجتها .. وصدق من قال «صنعاء حوت كل فن وياسعد من حلها».