يقوم سكان بعض مناطق اليمن خصوصاً في جزيرة سقطرى بتجميع قطع “اللبان” ومن ثم تسويقه وبيعه في المدن والاعتياش على مردوه المادي. لكن العمل في المجال التجاري لتسويقه وبيعه في اليمن بدأ يتأثر بغزو اللبان المهرب عبر قوافل اللاجئين القادمين من الصومال، في حين أن اللبان السقطري، كما يقول الباعة والتجار يعدل الصومالي ويفوقه جودة. كانت مادة اللبان أساسية في اليمن منذ القدم لتقديم النذور للآلهة في المعبد، في حين كان ميناء “قنا” على ساحل البحر العربي يدعى ميناء اللبان إذ ينقل منه عبر القوافل الكبيرة التي تقطع الطريق التجاري عبر حواضر الدول اليمنية القديمة مثل شبوة ومأرب ومعين ونجران حتى غزة ميناء فلسطين. وقد ساهمت التجارة أيضا والموقع الجغرافي بقسط وافر في ازدهار الحياة العامة لليمن القديم وبتغيير خطط طريق اللبان التجارية وهبوط الطلب على سلعة اللبان انتهت تدريجياً “قنا” كميناء في القرنين السابع والثامن الميلاديين. مميزات خاصة يستخرج اللبان من سيقان الأشجار، وذلك بخدشها بفأس حاد وتشق الساق طولياً فتسيل منها العصارة سائل لزج مصفر إلى بني اللون ويتجمد على المكان المخدوش من السيقان ثم تجمع تلك المواد الصلبة التي تتصلب مع تعرضها للهواء ثم تنزع رائحته العطرية. ويسمى اللبان “الشحري” نسبة لمدينة شحر في حضرموت، وهو مادة صمغية تستخرج من لحاء شجرة تنمو طبيعياً في اليمن وعُمان والصومال. وتتميز بغزارة أوراقها وقدرتها على النمو فوق الصخور الصلدة. فيما يشير الباعة في أسواق اللبان المنتشرة في صنعاء عند باب اليمن، وباب شعوب، وباب السبح إلى مميزات اللبان السقطري والشحري، ويقول أبو علي الوصابي- بائع في سوق باب شعوب: ما يميز اللبان اليمني عن الصومالي وكذلك العُماني وجود نسبة عالية من مادة “الفابنين”، وهو أفضل للاستخدام في الطب الشعبي وللحرق كبخور. والناس يميزون بين اللبان اليمنيوالصومالي. استخدامات مختلفة يُحرق اللبان في مباخر وينشأ عنه دخان قاتم غير أن رائحته طيبة ودخانه مقبول، وقد بدأ استعمال اللبان منذ أن بدأ الناس يمارسون التحنيط وانتشر استعماله في المعابد، كما استعمل أيضا في الحفلات الدينية ولدى مراسيم الدفن وحفلات تكريم الأحياء. وفي عصرنا الحالي يستخدم الناس اللبان لتعطير البيوت وتبخيرها، وفي علاج بعض الأمراض، إضافة إلى أن أوراق شجرة اللبان تستخدم كعلف للحيوانات وأزهارها مصدر لجمع العسل. عبده الريمي -بائع في باب السبح، يشير إلى أن أهم أنواعه: أربعة أنواع منه أسعار مختلفة تبعا للجودة لكن أفضل هذه الأنواع السقطري الذهبي، والشحري. لكن مع غزو اللبان الصومالي لأسواق صنعاء عبر قطع منظمة تقوم العديد من النساء بتسويقه من اللاجئات القادمات من دول القرن الأفريقي اللاتي يخلطن المحلي بالمستورد. يشير مهدي علي- تاجر لبان، إلى عملية بيع وشراء اللبان، يقول: “اشتري اللبان الذهبي الجميل، بوزن عشرات الكيلوجرامات وبأحجام مختلفة من قطع اللبان، وكل نوع له سعر، لكن الأغلى «السقطري» وهو أفضل وأجود لبان في السوق، أما الصومالي فهو أقل ثمنا وبه بعض المرارة والمرونة”. فوائد متعددة يعدد الطبيب الشعبي مروان محمد أحمد -فوائد اللبان، ويقول: “تذكر كتب التراث الطبية أن قشر اللبان تحبس الدم وتجلو القروح وتصفي الصوت وتقطع الرائحة الكريهة، وتسهل عسر التنفس والسعال والربو، وتنفع في علاج المعدة خاصة إذا أخذ مع العسل. ويضيف:«بحسب التجارب الطبية الشعبية، فإن استخدام اللبان مع الماء لسائر أمراض البلغم مفيداً جداً، ومع البيض المقلي لتقوية العظام. كما يستعمل مطهرا للحلق ومفيدا لعلاج السعال الشديد والنزلات الصدرية. فضلا عن كونه يقوي القلب والدماغ”.