عضو مجلس القيادة الرئاسي الدكتور عبدالله العليمي يلتقي قيادات التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    مجلي: مليشيا الحوثي غير مؤهلة للسلام ومشروعنا استعادة الجمهورية وبناء وطن يتسع للجميع    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    تراجع أسعار النفط الى 65.61 دولار للبرميل    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    لوحة "الركام"، بين الصمت والأنقاض: الفنان الأمريكي براين كارلسون يرسم خذلان العالم لفلسطين    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البغض بعد الزواج
نشر في الجمهورية يوم 03 - 11 - 2009

قليل هم الذين يفهمون أن الحياة الزوجية يكون مفهومها الحب الصادق وأن اساسها يجب أن يكون مبنياً على الصراحة والتفاهم وتبادل الثقة لكن هناك مفارقات كثيرة نجدها عند أغلب الاشخاص فهم ينظرون أقصد الزوج أو الزوجة كل منهم إلى الآخر من باب تحقيق المصالح والرغبات..
ثمة أمور كثيرة تدخل تحت ضمن هذا الإطار وفي حال شعر صاحب المصلحة اكان ذلك الزوج ام الزوجة أنه لم يحقق متطلباته يبدأ بالتذمر والصراخ وتحويل عش الزوجية إلى جحيم أيضاً هناك أمور كثيرة تسبب الشروخ في جدار ومداميك البيت الأسري وعلى رأس هذه المشاكل الحالة الاقتصادية والمادية المتدنية لرب الأسرة والتي دائماً تثير المشاكل بين الازواج وتؤدي إلى التنافر والاضطراب والتباعد.
الحنين إلى أيام ماقبل الزواج
مرحلة ماقبل الزواج لها طابعها الخاص توصف عند كثير من الشباب بأنها المرحلة الاكثر إثارة في حياتهم الشخصية حيث انها تتسم بنوع من الحرية والتمرد وعدم تحمل المسئولية.. ترتسم الصورة أكثر للشباب بعد الزواج حيث والبعض كان يتمنى أن يعود متحرراً لأفكاره وأفعاله لما قبل الزواج صحيح أنه يشعر بعد الزواج بالاستقرار والطمأنينة التي كان لا يلاقيها قبل الزواج لكن ربما يكون يتذكر الاطلال وما بقي من ذكريات عالقة في ذهنه عن أيام زمان أيام «شباب بلا زواج» حياة لا تحكمها القيود وتربطها الالتزامات.
ربما أن الحب لايجدي أحياناً
عندما تفكر بالزواج يجب عليك أن تختار المرأة التي تحبها لأن الحب يضيف البقاء والاستمرارية للحياة الزوجية وعليك اختيار ذات الدين والخلق النبيل.. أنت بدورك تريد أن تكون شريكة حياتك تحت هذا الإطار ولأنك تحيا بالحب قد تبالغ قليلاً في اختيار حبيبتك حيث تريد منها أن تعشقك بكل رومانسية كونك من عشاق افلام الحب الرومانسية أو تحب الروايات والقصص.
الحب وحده لايكفي
أو قد ربما تكون ممن يطبقون التعليمات الصادرة بحذافيرها فتختار الزوجة الأكثر تقارباً إليك في الثقافة والأفكار وتحقيق الرغبات والميول وليس بعيداً فقد عاش اشخاص على أرض الواقع قصص حب صادقة عاشوا الحب بكل ماله من روعه وكان له من التضحية مايفوق عرض الافلام الهندية من دور عندما يضحي الحبيب من أجل محبوبته لكن لم يشفع كل هذا السخاء في الحب باستمراريته لأنه في احياناً كثيرة وما نشاهده على أرض الواقع ففي لحظة ربما لم يعد ينفع توهج الحب الذي كان بين قلبين فقد خفت وبدأ يذبل ويختفي ولم تعد تجدي حتى التقارب في الميول والأفكار بل تحول كل شيء بينهما إلى بعد سحيق وشرخ كبير في جدار العلاقة الزوجية نتوءات وجراح ووجع غاص سرطانه في الاعماق وما من سبيل في جبره أو اصلاحه لكن يبقى السؤال لماذا هذا كله؟ الم يكن قلبيهما يقطران حباً وعشقاً وشفقة لبعضهم البعض لكن ما الذي حصل؟ هل كان الحب مجرد ديكور فقط بالنسبة لهم أو كان الحب بالنسبة لهم عبارة عن نزوة عابرة أو ربما أن هناك من يخون الآخر ويطعنه في الظهر أعتقد أنهم وصلوا إلى هذه المرحلة بسبب أن أحدهم سيء الطباع والعشرة صاحب عقد نفسية يحب الظهور.. وتحكمه المصالح والاهواء بدلاً عن المبادئ والقيم.
تذمر وسخط
اظن أنه ربما يكون نوع من الانبهار من قبل الشاب أو الفتاة في المرحلة الأولى أي بداية التعارف أو الخطوبة وما يصاحبه من غرام وعشق بين الطرفين ينتج بعد ذلك الزواج والعيش تحت سقف واحد.. ينقضي شهر العسل بعد ذلك استيقظ الزوج أو الزوجة على واقع مختلف تماماً ويبدأ كل طرف في تحمل المسئولية وهنا تبدأ مرحلة الاختبار الحقيقي للطرفين وتعتبر هذه الفترة مقياساً لمعرفة الحب الصادق لما يترتب على ذلك من تحمل للأعباء والمعاناة التي تتطلب الصبر والتوازن المطلوب تجاه الأمور التي تعصف احياناً بالاستقرار والهدوء النسبي في عش الحياة الزوجية.. لكن في حال تذمر أحد الزوجين وبدأ في التكلف والسخط وكيل الاتهامات للطرف الآخر بدون سبب فقط لأن هذا المتذمر كان ماقبل الزواج يعيش في احلام اليقظة استيقظ بعد الزواج على واقع مختلف كله قيود والتزامات وتحمل المسئولية وهو أصلاً غير مهيء نفسه لتحمل هذه الاعباء لازال يعيش في احلامه الوردية احلام اليقظة.. ولم يقف هذا المتذمر عند هذا الحد بل أنه يرمي سلته كلها ويحملها الطرف الآخر ويبدأ خلق الاعذار والتفاهات يثير المشاكل بدون سبب لأتفه الأسباب ويعمل من الحبة قبه سواء كان هذا الزوج أم الزوجة ومع أنه يدرك تماماً أنه على خطأ أو بالأصح فشل في الحفاظ على العلاقة الحميمة التي كانت تربطهم.
وأصابها في مقتل بسبب حماقاته ورعونته لايحب أبداً أن يعترف بالفشل ويعلن ويقول أنا فاشل أو على الأقل إذا كان اسم الفشل سوف يؤلمه يعلن فقط أنه أخطأ ويعمل على إصلاح ما أتى عليه الزمن ودرء الصدع وإعادة وتقويم مسار مايداخل السقف الواحد الذي يظل بيت الأسرة.. لكن حب الهيمنة والتعالى والغرور أضف إليها الحماقة تجعل من هذا مريض النفس الزوج أو الزوجة لايتنازل عن حماقاته بل يسعى أيضاً إلى الانتقام من الطرف الآخر بشتى أنواع الوسائل منها النكد والتطفيش وحياة الجحيم مما يؤدي إلى إثارة حفيظة الطرف الآخر فتحصل ردة فعل منه وعلى إثرها وبفعل التراكمات يفقد اعصابه وتوازنه ويظهر غضبه قد يشتمها أو يضطر أن يمد يده عليها.. عند إذن تثير الزوجة زوبعة من الصراخ والويل على هذا الزوج وتحاول أن تظهر أمام الناس بأنها امرأة مكسورة الجناح تعيش تحت رجل متهكم ومتهور لايقدر الحياة الزوجية وقد تذرف دموع التماسيح،حتى تبدو وديعة لاغبار عليها وبأنها ضحية هذا الزوج الذي لايرحم..
كانت السطور السابقة تعني أن هذا المتذمر ربما يكون الزوج أو الزوجة لكن يبدو أنه آخر كتابة هذه السطور كان من يرتكب كل هذه الأخطاء والحماقات هو الزوجة.. ليس هذا تحيزاً من أجل الرجل.. لكن أعتقد أن المرأة هي من عليها الجزء الأكبر من إثارة هذه الزوبعة.
الحب الصادق .. أصبح سراباً أيضاً
عبدالله الذي أنهى دراسته الجامعية بتفوق.. كان بكل شغف يريد تحقيق الحلم الذي راوده طوال هذه الفترة كان يخاف من أن يخطف أحد الأشخاص حبيبته ويخطبها أو يتزوجها عليه فهو إلى الآن لم يصارحها أو يربط ويقطع معها عهداً بالبقاء إلى جانبه إذا ماطرق أحد الباب لخطبتها.. كان في قلق طوال هذه الفترة وكان عدم سبب تقدمه لخطبتها هو أن أبوه كان مصمماً على أن لايخطب له إلا بعد الانتهاء من دراسته الجامعية.. عبدالله لم يحب من قبل لكنه أحب هذه المرة بكل شغف وصدق كان حب صامت لكن الأفعال كانت تعبر عن مئات الكلمات لقد اجتاحت كيانه كله واحتلت كل جزء من أفكاره.. لم يستطع مزيداً من الصبر حاول إخبارها أنه سوف يتقدم للزواج منها عندما سمعت الخبر لم تصدق نفسها وكادت تطير من الفرح فقد كانت منتظرة لهذا اليوم بفارغ الصبر وكانت سعادتها وفرحتها لاتوصف.. بعد أن توجا هذا الحب بالزواج أصبح يجمعهما سقف واحد وأيضاً قلب واحد وبعد مرور سنة كان قد أنضم إلى العائلة عصفور صغير هو أول مولود جديد أضاف نوعاً من الفرح على حياتهم التي سرعان مابدأ يتخللها بعض الشوائب خلال الشهور التي مضمت من حياتهم الزوجية وكثرة طلباتها الشخصية التي قصمت ظهر زوجها عبدالله خاصة وهي كانت لاتقدر الظروف، إذا لم يلبي طلبها فهو في نظرها لايحبها ولايقدرها.. لكن حتى وإن أحضر لها شيئاً من طلبها فهي لاتقف عند حدود معينة لها مائة باب وطلب وكانت زوجته قد أتخذت منحى آخر جعل من حياته جحيماً لايطاق .. ولايعرف عبدالله متى استيقظ على هذا الواقع وعلى هذا اليوم المشئوم الذي جعل منه نفسه هذه الزوجة النكدية.. بدأ عبدالله وكأنه يعيش وسط رتابة الحياة لأن الحب الذي كان متوهجاً في السابق بينهما بدأ بالفتور ومن ثم قتل إلى الأبد وسط التذمر الذي لاينتهى لهذه الزوجة النكدية.
حاذر .. هناك زوجة مفخخة
الحياة أصبحت لاتطاق داخل المنزل حينما يعود خالد من العمل لايستطيع أن يضع رأسه يسنده ليرتاح من عناء العمل فكل مايقابله أصوات وضجيج زوجته التي لايهدأ لها بال حتى تجعل البيت شعلة من أصداء أصواتها المرتفعة وهي تدعو بالويل والثبور وعظائم الأمور حتى يسمع صوتها جميع جيرانها ويظن البعض منهم أنه قد حدثت مصيبة مثل حريق في المنزل أو مات أحد وعندما يذهبوا ليتفقدوا جيرانهم.. مامن شيء يجدونه من هذا القبيل غير أن الزوجة كانت غضبانه وصياحها وضجيجها يملأ المنزل بسبب أن زوجها لم يحضر معه عند عودته متطلبات للزينة كانت تخصها.. لم يكن هذا أول الأمر أو آخره فهذا هو ديدنها اليومي حتى على أتفه الأشياء تثور وليس عندها مجال للتخاطب أو التفاهم أو الصبر.. قالت أنها تعلمت كثيراً من الحكمة ومن نصائح صديقتها من أن الرجال أو الازواج لاينفع معهم المرونة واللين لكن استخدام العنف والقوة هو السبيل الوحيد ليجعل الزوج مطيعاً ويلبي كل متطلبات الزوجة.. وإضافة أنه يجب على الزوجة الذكية إذا أرادت أن تجعل الزوج ملازم أوامرها وديعاً يسمع كل شيء عليها أن تظهر له العين الحمراء من أول يوم لأن رجال هذه الأيام أصحاب عيون طويلة وزائغة.
خائنون مالهمش أمان...اصبح زوجها المسكين حقل تجارب لأفكارها العقيمة ثم إنها استغلت طيبة قلبه وحبه لها ابشع أنواع الاستغلال فلم تترك للرجل طرفة نفس وكأنها تطارد فريسة كان كل شيء فيه لا يعجبها مشيته،ضحكته حتى أنها كانت تناديه ياأحول بالرغم أنه سليم من الحول ،كما أنه بخيل في نظرها برغم كرمه واغداقه عليها بالهدايا الثمينة وتأكل ألذ أنواع الأطعمة حتى هندامه فكان عندها نوع من القاذروات...لم يعد الأمر كما كان سابقاً بالنسبة للزوجة وهو تحقيق رغبات التملك وجعل زوجها مطيعاً لها ويسمع كلامها..بل لم يعد الأمر كذلك بل تعداه إلى إرهاب حقيقي تمارسه الزوجة ضد زوجها.
ومن جهة أخرى أعتبرته كدمية للسخرية والاستهزاء في كل الأوقات..أصبح هذا البيت وكأنه مهجور إلا من الغربان...لم يعد هناك أي رابط زوجي مقدس يربط بينهما انتهى الحب والعشق وتحول إلى أكثر من كره..حتى أن هذا الزوج الذي تحلى بالصبر ورباطة الجأش كان يتعشم أن يصلح الله حالها ويردها رداً حسناً وكان يرجو الثواب والأجر من الله على صبره على هذه المصيبة بالإضافة أنه كان يراعي أطفاله الصغار لا يريد لهم التشرد إذا ما قرر الانفصال عن زوجته.
تكلف وحماقة
كان الزوج يظن أن المشاكل الصغيرة والتافهة لن تشكل أي عبء على درب حياتهم بالإضافة إلى المولود الجديد الذي يعد رابط الحب المقدس والذي سوف يزيد حبهم بها ويجعلهم يتخطون أي عوائق تعترض طريقهم مهما كانت..لكن تفاجأ الزوج أن زوجته لم تعد كما كانت من قبل غاب الدفء العاطفي من جانبها ولم يعد يسمع الكلام المعسول بل تحول كل كلامها إلى سخط وشجب واستنكار ولم تترك فرصة لعقلها أو تعيد حساباتها من الاشياء التي تقترفها كانت تلومه على أتفه الأسباب وقدوصل الشك بها إلى درجة خارجة عن نطاق العقل إذا تأخر زوجها في العمل لظروف فهو في نظرها أنه مع امرأة أخرى يحبها وإذا عزمه أحد اصدقائه في مكان بعيد عن السكن فهو في نظرها ربما ذاهب لمقابلة فتاة أخرى..ليل نهار وهو لم يسمع منها غير اللوم والسخط على أتفه الأسباب..والمولود الذي ظن الزوج أنه ربمايكون بشارة خير لتحسين وزيادة روابط الحياة الزوجية...كان بالنسبة لها يعني شيء أخرأي يعني أن زوجها أصبح مربوط بحبل ولن يستطيع الاستغناء عنها لأنه حتى إذا طلقها فهو مسئول عن النفقة عليها هي وابنها..كانت تنظر إلى الأمور من الناحية المادية لذلك فقد اصابت الحب في مقتل.. لكن الزوج المسكين وصل إلى مرحلة لم يعد قادراً فيها على تحمل هذه الزوجة المتسلطة الديكتاتورية طفح الكيل وتراكمت عليه المآسي والهموم واصيب باليأس..اصبحت حياته بالنسبة له بدون قيمة أو معنى ومامن شيء يستحق أن يعيش ويناضل من اجله..بل السبيل الوحيد من هدف حياته هو أن يبدأ النضال من أجل الموت..في احدى المرات حاول التخلص من حياته وقام بشرب السم كان يتلوى من شدة الألم تم اسعافه إلى المستشفى وشفي بعد العلاج..لكن من يضمن أن عبدالله لن يعاود الانتحار مجدداً فالمرة القادمة ربما أنه لم يبق على قيد الحياة.
من وجهة نظر دينية
الأستاذ جلال محمود دراسات إسلامية تحدث في هذا السياق قائلاً: شرع الزواج لأغراض سامية ونبيلة ولذلك الزمت شريعة الإسلام كلاً من الزوجين بالرعاية وجهلم رعاة أي حكام فهم بذلك مسئولون عمن استرعاهم الله فقد ورد في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه «.. والرجل راعٍ في أهله وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعية في بيت زوجها وهي مسئولة عن رعيتها..».
فالرجل ينبغي له معاشرتها بالمعروف والانفاق عليهاوتعليمها أمور دينها والزوجة مسئولة عن زوجها وشئون البيت وتربية أولادها.
الشريعة قد أوصت كلاً من الزوجين بالآخر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي».
وكذلك أيضاً أوصى بحق النساء خيراً وقال في مرض موته «الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم» وكذلك أوصى المرأة بزوجها بل وبالغت الشريعة بطاعة الزوجة لزوجها حتى جعلت رضى الله مقروناً برضائه عنها وسخط الله مقروناً بسخطه عليها وأخبر النبي «صلى الله عليه وسلم» أن صلاتها وسائر أعمالها لا تقبل ولا تثاب على شيء منها حتى يرضى عنها زوجها.
واستطرد الأستاذ جلال قائلاً: رحم الله رجلاً محمود السيرة طيب السريرة سهلاً رفيقاً ليناً رؤوفاً رحيماً بأهله لا يكلف زوجته من الأمر شططاً.. وبارك الله في إمراة لا تطلب من زوجها غلطاً ولا تحدث عنده لغطاً.
سلبيات
وأضاف قائلاً: هناك أسباب كثيرة تتحول فيها الحياة الزوجية الطيبة إلى حياة قاسية بين الزوجين وتنافر واضطراب وتباعد في الطباع والتفاهم ذكر منها:
1 الابتعاد عن الدين وتعاليمه من كل من الزوجين لأن الدين عني كامل العناية بكل قضايا حياة الناس ومن ضمن هذه القضايا التي عني بها الدين هي الحياة الزوجية حرصاً منه على ايجاد حياة متكاملة حتى تتحقق لهم الحياة السعيدة.
2 عدم الثقة بين الزوجين وسوء الظن.. وهذا السبب يعتبر من أهم الأسباب الخطيرة التي يمكن أن تقضي على الحياة الزوجية السعيدة.. وإن كانت الرقابة مطلوبة وهي مسئولية كل زوج إلا أن الرقابة لا تتنافى مع الثقة بين الزوجين وكذلك سوء الظن فإنه أكذب الحديث كما ورد عن النبي «صلى الله عليه وسلم» وقد قال تعالى «... إن بعض الظن اثم».
3 تضخيم المشاكل.. وجود بعض المشاكل بين الزوجين لا تعد خللاً بين العلاقات الزوجية والعشرة الحميمة فإنه كما قيل المشاكل ملح الحياة الزوجية لما يحصل بعدها من التصالح والتعافي والود .. لكن الخطأ فيها تضخيمها عن حجمها وتعمل من الحبة قبة لذلك قال تعالى في القرآن الكريم مبيناً احتواء المشكلة بين الزوجين وتضييقها إلى أكبر قدر حتى لا تتضخم قال تعالى «فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها أن يريد إصلاحاً يوفق الله بينهما».
4 عدم الاقتناع... يجب أن لا تكون الزوجة كثيرة الطلبات حتى ترهق كاهل زوجها لا بد من تقدير الظروف فهو لن يبخل عنها في حال أن بسط الله عليه في الرزق وعليها أن تصبر إذا ما أصابتهم فاقة فإن مع اليسر يسرا والقناعة كنز لا يفنى.
5 عدم الاهتمام من قبل الزوجين بالمنظر والهندام والمظهر فالرجل يهتم كما ورد عن ابن عمر رضي الله عنه قال «والله أني لأحب أن اتزين لزوجتي كما أحب أن تتزين لي».
6 الغيرة المفرطة غير المتزنة... فكما أن الغيرة هي أساس في الحياة الزوجية ووجودها بأتزان يعني الاهتمام بالآخر فإن زيادتها على حدها وخروجها عن المألوف لهو سبب قابل في هدم العلاقة الزوجية والقضاء عليها واستمراريتها.
من ضمن الحلول
1 العمل بعكس السلبيات السابقة.
2 التعاون على البر والتقوى بين الزوجين «وتعاونوا على البر والتقوى».
3 الالتزام بالواجبات المناطة بكل واحد منهما.
4 تبادل الهدايا وإن كانت بسيطة وشكر الآخر عليها «تهادوا تحابوا».
5 الحوار والنقاش في حل كل القضايا الحياتية التي قد تعكر صفاء العشرة.
6 التجديد الدائم في العلاقات الزوجية كتبادل الكلمات الغرامية والعاطفية وغيرها.
7 السماحة... العفو عن الزوج أو الزوجة في حال إن وقع أحدهم أو أحدث خطأ وأن لا يحمل كلاً منهما الآخر فوق طاقته وقدراته والسماحة هي عنوان لحياة زوجية سعيدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.