نفذ فرع الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات بمحافظة ذمار خلال العام الماضي 2009م وبالتنسيق مع فرع الصندوق الاجتماعي للتنمية بالمحافظة مشروع حماية موقع مصنعة ماريا (إحدى المدن الأثرية القديمة) بعد تعرضها لبعض الأضرار نتيجة عوامل التعرية ومياه الأمطار المتدفقة. وأوضح مدير عام مكتب الهيئة بذمار المهندس علي السنباني لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» أن أعمال الصيانة نفذت في عدة نقاط أهمها الساحة الخارجية للموقع بالقرب من البوابة الرئيسية والتي تعرف بباب الطياق شرق الموقع، وفيها تمت الصيانة والترميم ببناء جدار ساند بحدود 150 مترا تقريبا وبارتفاع متدرج وبمتوسط حدود 80 سم باستخدام أحجار مسطحة سقطت من الموقع نفسه بفعل عوامل التعرية وكذا الأحجار التي رميت من أعلى الموقع إلى الأسفل لانعدام الوعي الأثري لدى العامة. وبيّن أن أعمال الصيانة شملت إقامة عدد آخر من الجدران الساندة في عدة جهات بهدف حماية الأطراف الموازية للقطع الجبلي من مياه الأمطار التي أثرت على شكل الموقع الأثري،وكادت تطمس أهم معالمه وتحولها إلى الزوال . ولفت إلى أن المنطقة تأسست في العصر البرونزي حيث لا تزال آثار ذلك العصر ماثلة للعيان.. مشيراً إلى ان الباحثين يتوقعون ان تلك المنطقة عاصرت من حيث الظهور موقع "حمة" القاع إلى الشرق من مدينة معبر أطراف قاع جهران. يشار إلى أن موقع مصنعة ماريا يقع على بُعد 15 كيلومتراً غرب مدينة ذمار في مديرية عنس،وتتميز منازلها بطرازها المعماري الفريد وبأحجارها العتيقة التي عاصرت الحضارات اليمنية المتعاقبة،ولا تزال محتفظة قدر الإمكان بأسرار الحضارة الحميرية والنقوش القديمة منذ مطلع القرن الرابع الميلادي، مقاومة عوامل التعرية وتعاقب الحضارات على المنطقة قبل أن تعاني مشقة الانتقال من سطح مصنعة ماريا القديمة في موقعها الأصلي لتنتقل خلال القرن العشرين أو نهاية التاسع عشر الماضيين لتبنى بها منازل قرية "ماريا" الحالية أسفل مصنعة ماريا . ووفقاً لسجلات التوثيق التاريخي في مكتب هيئة الآثار بذمار فقبل أن تشيد قرية "ماريا" كان حصنها الذي ترتص منازل قرية ماريا حوله قد شيّد كذلك بأحجار أنقاض مدينة "مصنعة" أو مدينة سمعان الحميرية القديمة ،إذ لا يزال الحصن قائماً لكن الخراب قد نال جزءاً منه والذي يعتقد بأنه شيّد خلال العصر الإسلامي. وتطل المصنعة على عدد من الأودية الزراعية الخصبة، منها وادي القضب في الشمال الغربي، ووادي السور غربا ً، وواديا معدة الذي نضبت مياهه في السنوات الأخيرة، والمحجر الذي تمر فيه سائلة معسج الذي تنحدر إليها مياه مصنعة ماريا، في الناحية الشرقية، إلى جانب عدد من الأودية الغائرة في الناحية الغربية.