صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    بين مَطرقة الغياب وسِندان النسيان.. 96 يوماً من الوجع 63 يوماً من "العَدَم    مصر: نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    إصابة مواطنين ومهاجر إفريقي بقصف متجدد للعدو السعودي على صعدة    قطر تؤكد دعمها لكل الجهود الهادفة إلى حفظ وحدة اليمن واستقراره    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    تعز أبية رغم الإرهاب    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    الإعلامية مايا العبسي تعلن اعتزال تقديم برنامج "طائر السعيدة"    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    بيان بن دغر وأحزابه يلوّح بالتصعيد ضد الجنوب ويستحضر تاريخ السحل والقتل    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    ذمار.. مقتل مواطن برصاص راجع إثر اشتباك عائلي مع نجله    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اليمن .. تتنفس هواء ملوثاً بعوادم المركبات
نشر في الجمهورية يوم 03 - 02 - 2010

تتخذ قضية تلوث الهواء بسبب الغاز الناتج عن احتراق الوقود في وسائل النقل وضعاً خطيراً في معظم المدن اليمنية، نظراً لطبيعة التضاريس المكونة للمدينة وكثرة الانحدارات والميول في طرقها صعوداً وهبوطاً، الأمر الذي يجعل المركبات القديمة أصلاً تصدر كميات هائلة من الدخان العادم بشكل يفوق المعدلات المفترضة، والتي تؤدي عند استنشاق الإنسان لها وخصوصاً في المدن ذات الكثافة السكانية مثل أمانة العاصمة وتعز وإب وعدن والحديدة إلى حدوث سلسلة خطيرة من الأمراض التي تصيب الإنسان بينما تنعدم على أرض الواقع أي خطوات لمواجهة كارثة عوادم المركبات من قبل الجهات المعنية.
تعز .. أنموذجاً
من يسر في شوارع مدينة تعز فسيلاحظ بوضوح حجم الآثار الكارثية التي تتركها عوادم وسائل النقل على العمارات المبنية في واجهات الشوارع وعلى جذوع الأشجار وحول الأرصفة، والتي اتشحت باللون الأسود نتيجة تعرضها المستمر للأدخنة المتصاعدة من المركبات العاملة بالمدينة والتي يقدر عددها ب «66900» وسيلة نقل حسب إحصائية مقدمة من الإدارة العامة للمرور بمحافظة تعز..
دراجة واحدة = 82سيارة
كما يوجد في مدينة تعز «7600» دراجة نارية مسجلة رسمياً ومثلها أو أكثر تعمل من غير تسجيل، ويعد تأثير عوادم الدراجات النارية بالغ الخطورة على الصحة والبيئة، حيث تفيد دراسة أجرتها منظمة بيئية تابعة لليونسكو، أن كمية العوادم التي تطلقها دراجة نارية واحدة يتساوى مع ما تنتجه «82» سيارة من العوادم، بينما تفيد دراسة علمية أن عوادم الدراجات تشكل تهديداً مباشراً على صحة الإنسان أكثر من غيرها بسبب عدم احتراق الوقود بشكل كامل في محركاتها.
هواء مشبع بالموت
وتفيد المقاربة الإحصائية الوحيدة والتي حصلنا عليها من مركز التوعية البيئية بمحافظة تعز أن هناك حوالي ألف طن من عوادم المركبات تنطلق يومياً في هواء مدينة تعز، وهي الكمية التي وصفها الباحث خليل الفهيدي بالكارثية من حيث تجاوزها المستويات الاعتبارية لكمية العوادم المفترضة.
هذا هو العدو
وعوادم المركبات هي عبارة عن أدخنة ذات رائحة نفاذة تتكون من عدد من الغازات السامة مثل أول وثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجين، والكبريت والهيدروكربونات، وجزئيات المعادن مثل الرصاص والتي تعد خطيرة جداً على صحة الإنسان كما أن خطورتها تتجاوز حالة تلويث الهواء لتتخذ أشكالاً أخرى من الملوثات المدمرة للبيئة حسب الأستاذ منصور العيسائي مدير إدارة الرصد وتقييم الأثر البيئي في فرع هيئة حماية البيئة بتعز.
الذي قال: من المعروف أن حالات الملوثات المختلفة سواء كانت غازية أو صلبة أو سائلة لا توجد حدود فيما بينها، حيث يمكن لحالة التلوث في الهواء أن تتعدى وضعها الغازي إلى حالات أخرى صلبة وسائلة تختلط في التربة الزراعية ومياه الشرب.
سوء التخطيط العمراني
ومما يضاعف خطر هذه العوادم بشكل استثنائي في مدينة تعز هو وجود مجموعة من العوامل الخاصة المكونة للمدينة والتي يعدها الباحث خليل الفهيدي بسوء التخطيط العمراني والكثافة السكانية وتقارب المنازل التي تعمل على إعاقة حركة الهواء وزيادة سكونه مما يؤدي إلى حدوث تركز للملوثات في مدينة هي أصلاً محاطة بتضاريس جبلية تحد من حركة الرياح، يضاف إلى ذلك تدني مواصفات الوقود المستخدم في مركبات قديمة أو قد استهلكت عمرها الافتراضي، وهذه المركبات لا تلقى الصيانة اللازمة من ملاكها، مما يجعلها عبارة عن وسائل لنفث الأدخنة السامة، على طرق موجودة على تضاريس تكثر فيها الارتفاعات.
وهو الأمر الذي يجعل مشكلة عوادم المركبات أشد خطورة على سكان المدينة مقارنة ببقية المدن، وإذا أضفنا إلى تلك العوامل تدني مستوى الوعي البيئي وضعف الإدارة البيئة، يمكننا هنا التحدث عن حدوث إشكالات خطيرة ودون أن يشعر بها أحد.
هواء قاتل
ينجم عن هذا الوضع البيئي المتردي في مدينة تعز والمتمثل في تلوث الهواء من عوادم وسائط النقل، حدوث مجموعة من الأمراض التي تصيب الإنسان.
والتي يشرحها الدكتور أحمد مهيوب أخصائي أمراض الصدر ورئيس قسم الإسعاف في المستشفى الجمهوري بتعز قائلاً: تتركز مخاطر عوادم وسائل النقل على صحة الإنسان بصفة رئيسية بالتهابات الجهاز التنفسي، ويليه الربو الشعابي وهو عبارة عن انسداد المجرى الهوائي للإنسان، ويحدث نتيجة لانقباض المجرى الهوائي وزيادة الإفرازات المخاطية، وانقباض العضلات المبطنة للمجرى الهوائي مما يؤدي إلى صعوبة وصول الهواء للرئتين ويتسبب لدى المريض بكتمة شديدة وضيق في التنفس وسعال شديد.
أدخنة المركبات تتسبب بحدوث حساسية الجيوب الأنفية حيث يشعر المريض بصداع شديد جداً وعدم اتزان وشعور مستمر بالدوار إلى جانب ازدياد احتمالات الإصابة بسرطان الرئة، وأمراض أخرى مثل الأمراض الجلدية.
هناك المزيد
ومن جهته يؤكد منصور العيسائي متخصص مايكروبيولوجي أن عوادم المركبات تؤدي إلى حدوث طفرات تعمل على تفكيك السلسلة المزدوجة للحمض النووي، مسببة السرطان، إلى جانب ارتفاع ضغط الدم، وتشوه المناسل عند المواليد، كما تسبب العوادم نقصاً في عدد الحيوانات المنوية، وتؤثر بشكل سيئ على الجهاز العصبي كما تؤدي إلى نقص المناعة عند الإنسان، وعدم الاستجابة لعدد كبير من الأدوية وذلك لوجود المعادن في جسم الإنسان التي تدخل إليه عبر تنشق عوادم المركبات المحملة بجزئيات معدنية مثل الرصاص، مما يقلل أو يثبط من حركية الدواء وفاعليته داخل الجسم.
فيما يرى الباحث البيئي خليل الفهيدي أن هناك الكثير من الحالات التي تمتلئ بها المستشفيات نتيجة الأمراض الناجمة عن التعرض لأدخنة عوادم وسائط النقل مثل أمراض الجهاز التنفسي والسل الرئوي الحاد وأمراض الجهاز البولي، وأعراض الجلد التي يؤدي ترسب العوادم على الجلد إلى حدوثها مثل حساسية «الإكزيما» ناهيك عن التأثير الخطير لعنصر الرصاص في عوادم المركبات.
زيادة المرضى
الدكتور أحمد مهيوب أخصائي أمراض الصدر ورئيس قسم الإسعاف في المستشفى الجمهوري، والذي أفاد عن وجود ارتفاع في عدد الحالات المصابة بأمراض يمكن أن تكون عوادم المركبات هي السبب وراء حدوثها، مقارنة مع ما كان الوضع عليه قبل أن تشهد مدينة تعز طفرة في حركة باصات الأجرة العامة حيث يقول الدكتور أحمد مهيوب: يلاحظ في الآونة الأخيرة كثرة الحالات المصابة بأمراض الجهاز التنفسي، نظراً لكثرة المركبات وخاصة التي تستخدم وقود الديزل، وأيضاً زيادة الكثافة السكانية في مدينة تعز، مما يزيد نسبة التعرض للهواء الملوث.
إلى جانب عدم وجود آلية تعمل على الحد من أضرار المركبات التي تكون كثيرة العوادم في شوارع المدن مشيراً إلى أن نسبة الحالات المصابة بهذه الأمراض تكثر بين الأطفال وكبار السن، حيث تكون نسبة المناعة قليلة جداً لدى هاتين الفئتين العمريتين، مما يزيد من خطر تعرضهم للهواء الملوث أكثر من غيرهم.
تكاليف الشر
وحول التكاليف المادية التي يتكبدها المصابون بأمراض الجهاز التنفسي بسبب استنشاق هواء مشبع بالعوادم قال الدكتور أحمد مهيوب: إن المريض يحتاج إلى الكثير من الأدوية وخصوصاً إذا حدثت للمريض التهابات أو حساسية أو إذا أصيب بسرطان الرئة، حيث تؤدي مثل هذه الأمراض، إلى إنفاق الكثير من المبالغ على الأدوية التي تعتبر غالية الثمن، وقد يضطر المريض إلى تناول هذه الأدوية بشكل شبه مستمر نتيجة تعرضه بشكل دائم إلى هواء ملوث بعوادم المركبات.
صيف لندن المخيف
وحول أبرز المظاهر الحاصلة من العوادم يشير الباحث خليل الفهيدي إلى تكون ظاهرة «الفنجان» والتي هي عبارة عن سحب دخانية داكنة يمكن مشاهدتها أثناء الصباح في سماء المدينة والتي تتبدد بعد شروق الشمس إضافة إلى ما يعانيه الطقس من تقلبات في درجة الحرارة وهي مشكلة يخشى من خلالها أن يتكرر في مدينة تعز ما حدث في مدينة لندن في صيف عام «1954م» من سحابة دخانية إلى وفاة أربعة آلاف شخص.
أحبّاء التلوث
في العام 2005م أصدر مجلس الوزراء قراراً يقضي بمنع جمركة وترخيص المركبات الصغيرة التي تعتمد على وقود الديزل، وهو قرار جاء تعبيراً عن التزام بلادنا تجاه الحفاظ على بيئة كوكب الأرض.
ورغم أهمية موضوع تلويث الهواء وما ينتج عنه من مشاكل خطيرة على صحة الإنسان وما يلحقه من أضرار بيئية تؤثر على مختلف مناحي الحياة سواء في الجوانب الاقتصادية أو الجوانب الاجتماعية، وما يحظى به من أهمية دولية، إلا أنه لا يجد لدى الجهات المعنية الرسمية في محافظة تعز أدنى درجات الاكتراث، فلا نكاد نلمس أي جهد في المدينة من أجل مواجهة الكارثة، ففي حين يعتبر التشجير أحد الحلول المهمة التي تحد من مشاكل تلوث الهواء، إلا أن الملاحظ أن هناك إهمالاً لمسألة التشجير رغم أهميتها البيئية والجمالية، حيث إن أعمال الرصف التي تحدث في شوارع المدينة تستبعد من حساباتها توفير مساحات خاصة لزرع الأشجار.
مركز أكاديمي كسيح
أنشأت جامعة تعز مركزاً أكاديمياً يعنى بقضايا البيئة، من ضمن أنشطة هذا المركز القيام بإجراء الدراسات العلمية حول المشاكل البيئية لكننا للأسف لم نجد لدى هذا المركز أي نوع من أنواع الدراسات التي تتناول مشكلة تلوث الهواء الذي تسببه العوادم سواء كانت صادرة عن المركبات أو غيرها، وليس بالضرورة أن تكون الدراسة شاملة تقدم تفصيلاً للموضوع وتحيط بكافة جوانب المشكلة، وتقدم الحلول التي تتناسب مع خصوصية مدينة تعز.
بل يمكن أن تكفي دراسة ميدانية بسيطة يمكن أن تحسب فقط كمية العوادم المنطلقة من المركبات في المدينة.
والسبب وراء غياب هذه الدراسات هو «قلة الإمكانيات» كما أفاد أحد العاملين الأكاديميين في المركز، الأمر الذي يجعل دور مركز بيئة الجامعة يتجاوز أي ثرثرة يمكن أن تدور بين أشخاص من غير المعنيين حول خطورة تلوث الهواء.
حتى أكياس البلاستيك تسخر
يتوارى مبنى فرع الهيئة العامة لحماية البيئة بمحافظة تعز في أحد الأحياء السكنية الخلفية، وأمام باب شقة الهيئة تتكدس الأكياس البلاستيكية التي تعتبر ألد أعداء البيئة وهي مصادفة صنعتها حركة الرياح، لتخلق وضعاً شامتاً ولاذعاً في سخريته من خلال جمع واحد من أعتى الملوثات البيئية والمتمثل بأكياس البلاستيك ورميها أمام بوابة أكثر الجهات مسئولية في حماية البيئة.
30ألفاً لحماية بيئة تعز
وتقتصر مهمة فرع هيئة حماية البيئة الذي استحدث مؤخراً في محافظة تعز على منح الاستشارة البيئية للمشاريع الاستثمارية المزمع تنفيذها في المحافظة، بحسب حديث المهندس جمال البحر مدير فرع الهيئة بتعز وبينما تنشغل هيئة بيئة تعز بمحاربة التلوث من المشاريع الاستثمارية تتسرب إلينا الملوثات من أسباب أخرى، حيث إن فرع الهيئة لا يمتلك أي تقييمات لحجم ظاهرة عوادم المركبات في مدينة تعز، والسبب هو نفسه الذي استخدم في مركز جامعة تعز للبيئة، وهو «قلة الإمكانيات»، حيث يحصل فرع حماية البيئة بتعز على ميزانية شهرية قدرها «30» ألف ريال، والمطلوب من هذه الميزانية الضئيلة حماية بيئة يلوثها الجميع، وخصوصاً في ظل ما وصفه المهندس جمال البحر مدير فرع هيئة تعز ب عدم تطبيق القوانين البيئة».
إهدار الأعذار
ويبدو أن الإخوة في مركز البيئة وتنمية المجتمع التابع لجامعة تعز، وفرع الهيئة العامة لحماية البيئة، استخدموا العذر الذي كثيراً ما تستعمله الجهات المسئولة عندما تواجه أي استفسار عن سبب تقصيرها في واجباتها، والمتمثل بقلة الإمكانيات ، إلا أنه في حالة مثل تلوث الهواء بعوادم وسائط النقل، تصبح حجة قلة الإمكانيات مجرد إهدار للأعذار، حيث يشير الباحث البيئي خليل الفهيدي الذي حضر رسالة ماجستير حول موضوع تلوث الهواء من عوادم المركبات في مدينة إب، إلى أن إجراء دراسة لمعرفة كمية العوادم من وسائط النقل هي دراسة غير مكلفة، وقد تتطلب مليوني ريال لإجرائها، مضيفاً : إن هذا المبلغ لا يقارن مع التكاليف الباهظة التي تنفق لمواجهة الأعباء الصحية التي تسببها العوادم.
نسمة مجرمة
كم هو مخجل أن يكون لدينا سجل حافل بالأضرار البيئية، وهو أذى قادم فقط من حركة السير، وكم هو محزن أن يغيب الأمر عن أذهان الجهات المسئولة، التي يبدو أنها لن تفيق إلا عندما ترتفع نسبة الأضرار.
إننا نتجه نحو ارتكاب جريمة صحية على طريق يشقها عدم الاكتراث وقلة الوعي في التعامل مع البيئة التي تعرف كيف ترد الصفعة على الإنسان عندما يتساهل مع مسائل الإضرار بها.
مدير عام مرور تعز :
نتخذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يلوث هواءنا
خلال العام الماضي رصدت الإدارة العامة للمرور (13592) مخالفة في مدينة تعز فقط لكن لا يوجد بينها أي مخالفة تتعلق بعدم التزام المركبات بالسلامة البيئية التي تسببها عوادم المركبات
وأشار الارياني إلى أنه لم يحدث أي تواصل بين الإدارة العامة للمرور بتعز، والجهات المعنية بخصوص مسألة عوادم المركبات.. مبدياً استعداد إدارة المرور بالمحافظة بأي حل لمشاكل البيئة القادمة من وراء عوادم المركبات.
بيتنا جميعاً
ماهي الأهمية التي تحظى بها البيئة في أعمال إدارة المرور؟
البيئة هي أرضنا وجنتنا التي نعيش عليها، ومن خلال مسئوليتنا سنحرص على أن تكون البيئة نظيفة ونقية، وأعتقد أن البيئة مسئولية الجميع ابتداءً من البيت وسلوك التربية وموضوع البيئة موضوع مهم، وينبغي أن نسعى جميعاً لخلق وعي بيئي مجتمعي، فعندما يشعر الجميع أن قضايا البيئة مسألة تهم الجميع، وانطلاقاً من ذلك نستطيع إيجاد محيط بيئي نظيف.
نستوعب القضية
ماذا فعلتم في الجانب المروري تجاه مكافحة عوادم المركبات؟
نحن في الجانب المروري نستوعب مسألة عوادم السيارات والمركبات، المضرة بالبيئة فنحن نتخذ الإجراءات اللازمة حيال ذلك ومن ضمن تلك الإجراءات بحق أي وسيلة نقل يخرج منها العادم، وأصبحت مكينتها غير ذات تقنية بمعنى أنها أصبحت تستهلك البترول والسليط، هذا النوع من المركبات يتم ضبطه مباشرة.
إجراءات رادعة
ماهي الإجراءات التي تتخذونها في حق السائقين المخالفين للبيئة؟
نتخذ في حق المخالفين الإجراءات اللازمة حيث نقوم بعد عملية الضبط بحجز المركبات المخالفة وسحب الأرقام منها، ويتم بعد ذلك تسليمها إلى ورشة صيانة ميكانيكية حتى يتم إصلاحها سواء من خلال صيانة المحرك الموجود على وسيلة النقل، أو شراء محرك جديد، وتصبح السيارة ملائمة لقواعد البيئة ، نقوم بإعادة أرقامها وتعود لمزاولة عملها، ونحن نتبع هذا الإجراء من منطلق مسئولياتنا تجاه الحفاظ على البيئة من أي اختلالات قد تلحق أضراراً بيئية ناتجة عن وسائل النقل وحركة السير.
كما نقوم بمتابعة الباصات التي تعمل على نقل الركاب كمواصلات عامة في الفرزات، بشكل دوري والآن أصبح لدينا مركز الفحص الآلي الذي بدأ يعمل في المحافظة، وهو يهدف بشكل رئيسي إلى معرفة درجة المخلفات التي يتركها الدخان العادم الصادر من المركبات، لمعرفة مدى ملاءمتها للبيئة.
تقنية بيئية
هل يدرس مركز الفحص الآلي مدى كمية العادم في المركبة المفحوصة؟
إذا وجدنا أن وسيلة النقل من أي نوع كانت قد أصبحت تقوم بإفراز كمية من العوادم أكثر من الوضع الطبيعي، مسببة الضرر بالبيئة، يعطي جهاز الفحص إشارة، ويطلب من صاحب وسيلة النقل إصلاح العطل في سيارته.
من أجل السلامة
هل يمكن أن تشرحوا لنا أهمية هذا الإجراء؟
هذا إجراء يعتبر متقدماً من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة، في مساعدتنا على تلافي المخاطر البيئية المحتملة التي يمكن أن تتسبب بها وسائل النقل ونطمح أن يكون القادم أفضل، وأن تخضع كل المركبات للفحص الدوري في مركز الفحص وأن يحرص ملاك المركبات بشكل تلقائي على ضرورة القيام بعملية الفحص الدوري، حرصاً على سلامتهم وسلامة الركاب الذين معهم، وحرصاً أيضاً على عدم تلويث الهواء الذي نستنشقه.
ورش غير مؤهلة
لماذا لا تقوم الورش أيضاً بنفس العمل والخدمات التي يقوم بها المركز تجاه المركبات؟
في بلاد مثل بلادنا تكون ورش الصيانة غالباً غير مؤهلة لأن تكون في المستوى المطلوب لإصلاح مشاكل الاختلالات والأعطال في المركبات، حيث لاتحرص هذه الورش على نوعية قطع الغيار التي تستخدمها لإصلاح الأعطال، وهو الأمر الذي يؤدي إلى سرعة حدوث الأعطال بشكل سريع في المركبات بسبب نوعية قطع الغيار غير المطابقة للمواصفات.
لذلك يصبح دور الفحص الدوري مهماً جداً، وهو كما أشرت سابقاً يساعدنا كثيراً في القيام بواجباتنا تجاه الحفاظ على سلامة أرواح المواطنين بالتقليل من الحوادث المرورية، أو بما تخوله لنا صلاحياتنا ومسئولياتنا في الحفاظ على البيئة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.